موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: المنادى المُضافُ إلى ياء المُتكَلِّم


المنادى المُضافُ إلى ياء المُتكَلِّم، إمَّا أن تحذَفَ ياؤه وإما أن تُذكَرَ، ولكُلٍّ أحكامٌ تخصُّه:
أولًا: ما حُذِفت ياؤه، نَحوُ: يا غلامُ:
وفيه ثلاثُ لُغاتٍ:
1- يا غلامُ: بقَطْعِه عن الإضافةِ، فيكون منادًى مُفرَدًا يُعامَلُ معاملة النَّكِرة المقصودة، فيُبنى على ما يُنصَبُ به في مَحَلِّ نصبٍ، ومنه قراءةُ قَولِه تعالى: قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ [الأنبياء: 112] ؛ حيث قرأ أبو جعفرٍ يزيدُ بنُ القطاع: (ربُّ احْكُمْ) بالضَّمِّ يُنظَر: ((إعراب القراءات السبع وعللها)) لابن خالويه (2/ 69). على قَطعِ الإضافة.
2- يا غلامَ: بإبدال الياء ألفًا ثمَّ حَذفِها وإبقاءِ الفتحةِ دليلًا عليها، وهو منادى مضافٌ منصوبٌ بالفَتحةِ الظَّاهِرةِ، وياءُ المُتكَلِّمِ المنقَلِبةُ ألفًا المحذوفة مُضافٌ إليه.
3- يا غلامِ: بحذفِ الياءِ السَّاكنة، وإبقاءِ الكَسْرةِ دليلًا عليها، ومنه قَولُه تعالى: يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ [الزمر: 16] ، فـ(عبادِ) منادى مضافٌ منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفتحةُ المُقَدَّرة على ما قبل ياء المُتكَلِّم المحذوفة تخفيفًا، منع من ظُهورِها اشتِغالُ المَحَلِّ بحَرَكةِ المُناسَبةِ، والياءُ المحذوفة تخفيفًا في مَحَلِّ جرٍّ بالإضافة، ومنه قَولُه: قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ [يوسف: 33] . وهذه اللغةُ أفصَحُ اللُّغاتِ وأعلاها.
ثانيًا: ما ذُكِرَت ياؤه
وفيه ثلاثُ لُغاتٍ أيضًا:
1- يا غلاميْ: بإثبات الياء السَّاكنة، ومنه قَولُه تعالى في الحديثِ القُدُسيِّ: «يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ » أخرجه مسلم (2577) من حديث أبي ذر الغفاري رَضِيَ اللهُ عنه. ، وهو منادى مضافٌ منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه فتحةٌ مُقَدَّرةٌ على ما قبل ياء المُتكَلِّم، منع من ظُهورِها اشتِغالُ المَحَلِّ بحَرَكةِ المُناسَبةِ، والياء مُضافٌ إليه.
2- يا غلامِيَ: بفتحِ الياءِ، ومنه يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ [العنكبوت: 56] ، وهو منادى مضافٌ منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفتحةُ المُقَدَّرة على ما قبل ياء المُتكَلِّم، والياء: مُضافٌ إليه.
3- يا غلامَا: بقلب الكَسْرةِ التي قبل الياء المفتوحة فتحةً، فتنقَلِبُ الياء ألفًا، مثالُه قولُه تعالى: يَا حَسْرَتَا [الزمر: 56] ؛ أصلُها: يا حسْرَتِي.
وإعرابُ حَسْرَتَا: منادى مضافٌ منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ، وياءُ المُتكَلِّم المنقَلِبةُ ألفًا: ضَميرٌ مَبْنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ جرٍّ بالإضافةِ.
وأفصَحُ تلك اللغاتِ حذفُ الياء وإبقاءُ الكَسْرةِ (عبادِ)، ثم إثباتُ الياءِ ساكنةً ومتحركةً (عباديْ، عباديَ)، ثم قَلْبُها ألفًا (عِبَادَا)، ثم حذفُ الألِفِ وإبقاءُ الفتحةِ (عبادَ) يُنظَر: ((ارتشاف الضَّرَب من لسان العرب)) لأبي حيان الأندلسي (4/ 1852)، ((توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك)) للمرادي (2/ 1083). .

انظر أيضا: