موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الرابع: الظَّرفُ المتصرِّفُ وغيرُ المتصَرِّف


ينقَسِمُ الظَّرفُ بحسَبِ اختِصاصِه بالظَّرفيةِ وعَدَمِ اختصاصِه إلى نوعينِ:
1- ظرفٌ متصَرِّفٌ، وهو الذي يَصلُحُ أن يكونَ ظَرفًا، ويصلُحُ أن يكون مُبتَدَأً أو خَبَرًا أو مفعولًا أو غيرَ ذلك، مِثلُ: يوم، شهر، حول، عام، غدوة، بُكْرة، لَيل، نهار، صباح، مساء...
تَقولُ: اليومُ يومٌ جميل، سرتُ نصفَ يومٍ، ذكرتُ يومَ جئَتني ... ففي المثال الأوَّلِ وقع (يوم) مُبتَدَأً وخَبَرًا، وفي المثالِ الثَّاني مضافًا إليه، وفي المثالِ الأخيرِ مفعولًا به، وهكذا.
2- ظرفٌ غيرُ مُتصَرِّفٍ: وهو ما لا يفارق الظَّرفيةَ إلى غيرِها، مِثلُ: قطُّ وعَوْضُ؛ فـ(قطُّ) تُستعمَل في نَفيِ الماضي. تَقولُ: ما فعلتُه قطُّ، و(عَوْضُ) في نفْيِ المُستَقبَلِ. تَقولُ: لا أفعَلُه عَوْضُ. أو كان يفارقها إلى الجرِّ بـ(مِن) فحسْبُ، نَحوُ: قبْل، بعْد، يمين، شمال، عند... وإنما كانت غيرَ متصَرِّفةٍ؛ لأنَّها فارقت الظَّرفيَّةَ إلى شِبهِ معناها، ومنه قَولُه تعالى: لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ [الروم: 4] ، ونَحوُ قَولِه تعالى: آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا [الكهف: 65] يُنظَر: ((شرح ألفية ابن مالك)) لابن الناظم (ص: 202)، ((ارتشاف الضَّرَب من لسان العرب)) لأبي حيان الأندلسي (3/ 1392). .

انظر أيضا: