موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الحادي عَشَرَ: ابنُ الشَّجَريِّ (ت: 542 هـ)


أبو السَّعاداتِ، هِبَةُ اللهِ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمزةَ الحَسَنِيُّ العَلَويُّ، النَّحْويُّ، نَقيبُ الطَّالبيِّينَ.
مَوْلِدُه:
وُلِد سَنةَ خمسينَ وأربَعِ مِائة.
مِن مَشَايِخِه:
يحيى ابن طَباطَبا العَلَويُّ، وابنُ فَضالٍ المُجاشِعيُّ، والخَطيبُ أبو زكريَّا التبريزيُّ، وسعيدُ بنُ عَلِيٍّ السلاليُّ.
ومِن تَلَامِذَتِه:
التاجُ الكِنديُّ، وأبو البَرَكاتِ الأنباريُّ، والخَضرُ بنُ ثَروانَ، ومُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ ابراهيمَ بنِ زبرج.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان فَريدَ عَصْرِه، ووحيدَ دَهْرِه في عِلمِ النَّحْوِ، وكان تامَّ المعرفةِ باللُّغةِ، ينتهي نَسَبُه إلى سيدِنا عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه، أقرأ النَّاسَ سبعين سَنةً في النَّحوِ ببغدادَ، وكان فصيحًا حُلوَ الكلامِ، حَسَنَ البَيانِ والإفهامِ، وَقُورًا في مَجلِسِه، ذا سَمتٍ حَسَنٍ، لا يكادُ يتكَلَّمُ في مجلِسٍ بكَلِمةٍ إلَّا وتتضَمَّنُ أدَبَ نَفسٍ، أو أدَبَ دَرسٍ.
ومِن شِعْرِه:
هل الوَجْدُ خافٍ والدُّموعُ شُهودُ
وهل مُكَذِّبٌ قَولَ الوُشاةِ جَحُودُ
وحتى متى تعني شُؤونَك بالبُكا
وقد جَدَّ جدٌّ للبُكاءِ لَبِيدُ
عَقيدتُه:
ظهر من كلامِ ابنِ الشَّجَريِّ في مُؤَلَّفاتِه أنَّه كان -على عادةِ أكثَرِ الشِّيعةِ- مُعتَزليًّا، فمِن ذلك قَولُه في تفسيرِ قَولِه تعالى: وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا [الكهف: 28] : ((معنى أغفَلْنا قَلْبَه: وجَدْناه غافِلًا، كقَولِك: لقيتُ فُلانًا فأحمَدْتُه، أي: وجَدْتُه محمودًا)) [497] ينظر: ((أمالي ابن الشجري)) (1/ 226). . كما أكثَرَ من استخدامِ عِبارةِ: "المنزلةِ بَيْنَ المنزلتَينِ" وإن كان في سياقٍ لُغَويٍّ [498] ينظر: ((أمالي ابن الشجري)) (1/ 100)، (2/368). .
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((الأمالي))، وكتاب: ((الانتصار على ابن الخشَّاب))، وكتاب: ((الحماسة)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ اثنتينِ وأربعينَ وخَمسِ مِائة [499] يُنظَر: ((نزهة الألباء في طبقات الأدباء)) لأبي البركات الأنباري (ص: 299)، ((إنباه الرواة)) للقفطي (3/ 356)، ((الوافي بالوفيات)) للصفدي (27/ 174)، ((البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة)) للفيروزابادي (ص: 308). .

انظر أيضا: