موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الرَّابع: الحَريريُّ (516هـ)


أبو مُحَمَّدٍ القاسِمُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ الحَريريُّ، صاحِبُ المقاماتِ.
مَوْلِدُه:
وُلِد بالبَصرةِ سَنةَ سِتٍّ وأربعينَ وأربَعِ مِائةٍ.
مِن مَشَايِخِه:
أبو الفَضلِ بنُ مُحَمَّدٍ القَصبانيُّ، وأبو الحَسَنِ عليُّ بنُ فضالٍ المجاشِعيُّ، وأبو نَصرِ بنُ الصَّبَّاغِ وأبو إسحاقَ الشِّيرازيُّ، وأبو حكيمٍ الخبريُّ، وأبو تمامٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنُ موسى، وأبو القاسِمِ الفَضلُ القصبانيُّ، وأبو القاسِمِ الحُسَينُ بنُ أحمَدَ بنِ الحُسَينِ الباقِلانيُّ.
ومِن تَلَامِذَتِه:
أبو الفَضلِ بنُ ناصرٍ، وأبو بكرٍ عبدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ النقورِ، والوزيرُ عليُّ بنُ طراد، وأبو المعمَرِ المبارَكِ بنُ أحمدَ الأزجيُّ، وأبو العبَّاسِ المندائيُّ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
الأديبُ الماهِرُ، أحَدُ أئمَّةِ أهلِ الأدَبِ واللُّغةِ والبلاغةِ، فاق أهلَ زَمانِه بالذَّكاءِ والفَصاحةِ وتنميقِ العِبارةِ وتحسينِها، تقدَّم إليه الخليفةُ بأن يُجعَلَ كاتِبَ إنشاءٍ، فاعتذر عن ذلك.
مُصنَّفاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((المقامات))، وكتاب: ((دُرَّة الغوَّاص في أوهامِ الخوَاص))، وكتاب: ((مُلحة الإعراب)).
سَبَبُ إنشائِه المقاماتِ:
ذُكِرَ في سَبَبِ إنشائِها أنَّ أبا زيدٍ السروجيَّ من أهلِ البَصرةِ كان شيخًا شحَّاذًا بليغًا ومكديًا فصيحًا، فوقف يومًا في مسجِدِ بني حرامٍ فسَلَّم، ثم سأل النَّاسَ، وكان بعضُ الوُلاةِ حاضِرًا والمسجِدُ غاصٌّ بالفُضَلاءِ فأعجبَتْهم فصاحتُه وحُسنُ صياغةِ كَلامِه وملاحَتِه، فاجتمع عند الحريريِّ عشيَّةَ ذلك اليومِ جماعةٌ مِن فُضَلاءِ البَصرةِ وعُلَمائِها، فحكى لهم ما شاهده من ذلك السَّائِلِ مِن لَطافةِ عِبارتِه في تحصيلِ مُرادِه، وظرافةِ إشارتِه في تسهيلِ إيرادِه، فحكى كلُّ واحدٍ مِن جُلَسائِه أنَّه شاهد من هذا السَّائِلِ في مَسجِدِه مِثلَ ما شاهد الحريريُّ، وكان يغيِّرُ في كُلِّ مَسجدٍ زِيَّه وشَكْلَه، ويُظهِرُ في فُنونِ الحِيلةِ فَضْلَه، فتعَجَّبوا من جرَيانِه في مَيدانِه، وتصَرُّفِه في تلوُّنِه وإحسانِه، فأنشأَ المقامةَ الحراميَّةَ، ثم بنى عليها سائِرَ المقاماتِ، وكانت أوَّلَ شَيءٍ صنَعَه.
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ ستَّ عَشْرةَ وخَمسِ مِائة [471] يُنظر: ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (21/ 165)، ((معجم الأدباء)) لياقوت الحموي (5/ 2202)، ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقفطي (3/ 23)، ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (11/ 259)، ((طبقات الشافعية الكبرى)) للسبكي (7/ 266). .

انظر أيضا: