موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الخامِسُ: أَبُو الحَسَن الحَوْفي (ت: 430 هـ)


أَبُو الحَسَن عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ سَعِيد الحَوْفي، ثم المصريُّ، الإمامُ المُقدَّمُ، النَّحْويُّ الأَوْحَد، المُفَسِّر، المُقْرئ.
مِن مَشَايِخِه:
 أَبُو بَكْرٍ بن عَلِي الأدْفَوي.
ومِن تَلَامِذَتِه:
تَتَلمَذ عليه خَلْقٌ من المصريِّينَ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان أَبُو الحَسَنِ الحَوْفي إمامًا مُقدَّمًا في النَّحْوِ والتَّفْسِير والعَرَبِيَّة، أَصْلُه مِن شُبْرا النَّخْلَة "من حَوْف بِلْبِيس" بمحافَظةِ الشَّرقيَّة بمصر، سَمِع مِن أبي بكرِ الأدفوي، وبعضِ عُلَمَاء المَغْرِب الذين نَزَحُوا إلى القاهرةِ، وسُرْعَان ما اشتَهَر عِلْمُه وأَدَبُه؛ فَتَصَدَّر لإقْرَاء العَرَبِيَّة، وصَنَّف في النَّحْو ((المُوَضَّح)) اسْتَوفَى فيه العِلَل والأُصُول.
وقد لَاحَظ عليه ابنُ هِشَام في مُقَدِّمَة كِتَابِه: ((مُغْني اللَّبِيب عن كُتُب الأَعْارِيب)) فَرْطَ عنايته بإعْرَاب الوَاضِحَات: كالمُبتَدَأ والخبر، والفاعِلِ ونائِبِه، والجارِّ والمجرورِ، والعَاطِف والمَعْطُوف ممَّا لا حَاجَة إليه.
عَقيدتُه:
ذَكَر محَقِّقُ تَفسيرِ الحَوفي لسُورةِ يُوسُفَ مِن كتابِه "البرهان" أنَّ الحَوفيَّ كان مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ [443] اعتمد في ذلك على قول أصحابه الذين حققوا بعض السور الأخرى من البرهان. ينظر: ((البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف)) لابراهيم عناني (ص: 47). .
وفي تفسيرِه ما يدُلُّ على ذلك؛ فمنه تفسيرُ قَولِه تعالى: وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ [يوسف: 19] قال: ((واللهُ ذو عِلمٍ بما يَعمَلُه باعةُ يوسُفَ ومُشْتروه في أمْرِه، لا يخفى عليه من ذلك شَيءٌ، لو يشاءُ لغيَّره، ولكِنَّه نَزَل تعبيرُ ذلك ليَمضِيَ فيه وفيهم حُكْمُه السَّابِقُ، وليُرِيَ إخوةَ يوسُفَ ويوسُفَ وأباه قُدْرَتَه فيه)) [444] ينظر: ((البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف)) لابراهيم عناني (ص: 152). .
وقال في تفسيرِ قَولِه تعالى: فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [يوسف: 34] : ((إنَّ رَبَّه هو السَّميعُ دُعاءَ يُوسُفَ، ودُعاءَ كُلِّ داعٍ مِن خَلْقِه، الْعَلِيمُ بمَطْلَبِه وحاجتِه وما يُصلِحُه، وبحاجةِ جميعِ خَلْقِه وما يُصلِحُهم)) [445] ينظر: ((البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف)) (ص: 195). .
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتابُ: ((إعراب القُرآنِ))، وكتاب: ((البُرهان))، وكتاب: ((الموضَّح)) في النَّحْو.
وفاتُه:
تُوفِّي سَنةَ ثلاثينَ وأربَعِ مِائة [446] يُنظَر: ((معجم الأدباء)) لياقوت الحموي (4/ 1643)، ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقِفْطي (2/ 219)، ((وفيات الأعيان)) لابن خَلِّكان (3/ 300)، ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (9/ 478)، ((الوافي بالوفيات)) للصفدي (20/ 6)، ((البداية والنهاية)) لابن كثير (15/ 678)، ((البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة)) للفيروزابادي (ص 198)، ((بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة)) للسيوطي (2/ 140)، ((نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة)) لمحمد الطنطاوي (ص 173). .

انظر أيضا: