موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ العاشِرُ: حَرْفُ الشِّينِ


شَطْرَ:
قالَ اللهُ تعالى: قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ [البقرة: 144] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:
نَحْوَه وناحيتَه وقَصْدَه .
والكَلِمةُ مَنْقولةٌ مِن الحَبَشيَّةِ، بمَعْنى: تِلْقاءَ .
شَهْرٌ:
وَرَدَتْ هذه الكَلِمةُ في قَوْلِه تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة: 185] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:
الشَّهْرُ: واحِدُ الشُّهورِ، وهو العَدَدُ المَعْروفُ مِن الأيَّامِ، مِثلُ: رَجَبٍ وشَعْبانَ ورَمَضانَ.
اخْتُلِفَ في أصْلِها: قيلَ: سُرْيانيَّةٌ، وأصْلُها: "سهرا" بمَعْنى قَمَرٍ، ومِنه "سهرايا" بمَعْنى قَمَريٍّ، و"سهرانا" بمَعْنى هِلالٍ وأهِلَّةٍ . وقيلَ: آراميَّةٌ، أصْلُها: "شهرا"، مَعْناها: القَمَرُ وأيَّامُه . وقيلَ: فارِسيَّةٌ؛ ففي القاموسِ الفارِسيِّ: الهِلالُ، والقَمَرُ، والشَّهْرُ القَمَريُّ .
وقيلَ: عَربيَّةٌ، سُمِّيَ الشَّهْرُ بذلك لاشْتِهارِه وبَيانِه، ولأنَّ النَّاسَ يَشْهَرونَ دُخولَه وخُروجَه .
شَيْطَانٌ:
وَرَدَتْ هذه الكَلِمةُ في قَوْلِه تعالى: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ [البقرة: 102] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:
اسمُ عَلَمٍ على إبْليسَ، وكلُّ عاتٍ مُتَمرِّدٍ مِن الإنْسِ والجِنِّ والدَّوابِّ .
اخْتُلِفَ في أصْلِها؛ فقيلَ: فارِسيَّةٌ، وفي قاموسِ الفارِسيَّةِ: شَيْطانٌ: مُتَمرِّدٌ غيْرُ مُطيعٍ .
وقيلَ: عِبْريَّةٌ، وأصْلُها: "ساطان": ومَعْناها: خَصْمٌ وعَدُوٌّ .
وقيلَ: حَبَشيَّةٌ، أصْلُها (satan) الَّتي تَتَّفِقُ تَمامًا معَ المَعْنى العَربيِّ، وقدْ أصْبَحَتْ عَربيَّةً قبْلَ الإسْلامِ بزَمَنٍ طَويلٍ، إلَّا أنَّ الإسْلامَ قد أعْطى بدَوْرِه للكَلِمةِ مَعْناها الخاصَّ .
وقيلَ: عَربيَّةٌ، اشْتِقاقُها مِن "شَطَنَ" بمَعْنى بَعُدَ، أو مِن "شاط" بمَعْنى هَلَكَ .
والرَّاجِحُ أنَّ تلك الكَلِمةَ عَربيَّةٌ في الأصْلِ؛ إذ كانَ العَربُ يُطلِقونَها على الجِنِّ والعَفاريتِ والحَيَّاتِ، ثُمَّ تَطوَّرَ مَعْناها معَ دُخولِ الإسْلامِ، فتَخَصَّصَتْ بإبْليسَ ومَن على شاكِلتِه في الإضْلالِ والغَوايةِ .

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظر: ((تفسير غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 65)، ((أساس البلاغة)) للزمخشري (ص: 235)، ((لسان العَرب)) لابن منظور (4/ 408).
  2. (2) يُنظر: ((المهذب فيما وقع في القرآن من المعرَّب)) للسيوطي (ص: 104)، ((الأصل والبيان في معرب القرآن)) لحمزة فتح الله (ص: 14).
  3. (3) يُنظر: ((المعرَّب)) للجواليقي (ص: 207)، ((القاموس السرياني العَربي)) للويس كوستاز (ص: 221).
  4. (4) يُنظر: ((تفسير الألْفاظ الدَّخيلة في اللُّغة العَربيَّة)) لطوبيا العنيسي (ص: 42)، ((غرائب اللُّغة العَربيَّة)) لرفائيل نخلة اليسوعي (ص: 191)، نقلًا عن ((المعرب في القرآن الكريم)) لمحمد السيد (ص: 243).
  5. (5) يُنظر: ((قاموس الفارِسيَّة)) لعبد النعيم محمد حسنين (ص: 426).
  6. (6) ينظر: ((كتاب الأفعال)) لابن القوطية (ص: 77)، ((مشارق الأنوار على صحاح الآثار)) للقاضي عياض (2/ 259).
  7. (7) يُنظر: ((مختار الصحاح)) للرازي (ص: 502)، ((أساس البلاغة)) للزمخشري (ص: 235).
  8. (8) يُنظر: ((قاموس الفارِسيَّة)) لعبد النعيم محمد حسنين (ص: 429).
  9. (9) يُنظر: ((تفسير الألْفاظ الدَّخيلة في اللُّغة العَربيَّة)) لطوبيا العنيسي (ص: 43).
  10. (10) يُنظر: ((المعرَّب في القرآن الكريم)) لمحمد السيد (ص: 244).
  11. (11) ينظر: ((جمهرة اللُّغة)) لابن دُرَيْدٍ (2/ 867)، ((تهذيب اللُّغة)) للأزهري (11/ 214).
  12. (12) يُنظر: ((التَّطوُّر النحوي للغة العَربيَّة)) لبرجشتراسر (ص: 226)، ((المعرَّب في القرآن الكريم)) لمحمد السيد (ص: 245).