موسوعة اللغة العربية

الفصلُ الأوَّلُ: فاءُ الفَصيحةِ (الفاءُ الفَصيحةُ)


هي الفاءُ الَّتي تدُلُّ على مَحْذوفٍ، وسُمِّيَتْ بذلك لأنَّها تُفصِحُ عن مَحْذوفٍ، أو لأنَّ الفَصيحَ يَعلَمُها ويُميِّزُها.
وهذا المَحْذوفُ قد يكونُ نَهْيًا، كقَولِه تعالى: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ [المائدة: 19] ، أيْ: لا تَعْتَذِروا فقد جاءَكم بَشيرٌ ونَذيرٌ، وقد يكونُ المَحْذوفُ مَعْطوفًا عليه، نَحْوُ قَولِه تعالى: وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا [البقرة: 60] ، أيْ: فضرَبَ فانْفَجرَتْ؛ أو شَرْطًا، كقَولِه تعالى: وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [الروم: 56] ، أيْ: فإن كُنْتُم مُنكِرينَ للبَعْثِ فهذا يومُ البَعْثِ [505] يُنظَر: ((معجم المُصْطلَحات النَّحْوية والصرفية)) لمحمد سمير اللبدي (ص: 172)، ((المعجم المفصل في النَّحْو العربي)) لعزيزة فوال (2/ 748). .

انظر أيضا: