موسوعة اللغة العربية

المبحث السَّابعُ: التَّحدِّياتُ في تَصْنيفِ اللُّغات


تَتمثَّلُ المُشكلةُ الرَّئيسيَّةُ في تَصْنيفِ اللُّغةِ الرَّمزيَّةِ في صِياغةِ الأوصافِ اللُّغويَّةِ المُتَّسِقةِ في المُصْطلَحاتِ، وتَسْتندُ إلى مَفْهومٍ مُشترَكٍ للبِنْيةِ اللُّغويَّةِ ونِظامِ المَعاييرِ غيرِ المُتَضارِبةِ والكافِيةِ للوَصْفِ التَّصْنيفيِّ. كما يُعَدُّ تَصْنيفُ اللُّغةِ الرَّمزيُّ التَّالي هو الأكْثَرَ قَبولًا على نِطاقٍ واسِعٍ؛ حيثُ يَشْتمِلُ على: نَوعِ اللُّغةِ غيرِ المُتَبلوِرِ، كَلِماتٍ ثابِتةٍ ذاتِ دَلالةٍ نَحْويَّةٍ لتَرتيبِ الكَلِماتِ المُعارِضةِ، وضَعيفةٍ للجُذورِ المُهمَّةِ والنَّحْويَّةِ، على سَبيلِ المِثالِ: اللُّغةُ الصِّينيَّةُ القَديمةُ والفيتناميَّةُ واليوروبا. وفيما يَتعلَّقُ بنَوعِ اللُّغةِ المُتراصَّةِ (التَّراصِّيَّة) فإنَّها تُعَدُّ نِظامًا مُتطوِّرًا مِنَ اللَّواحِقِ الأحاديَّةِ، ويَتميَّزُ بغِيابِ التَّناوُبِ النَّحْويِّ في الجَذْرِ، ونفْسِ النَّوعِ والنَّمَطِ مِنَ التَّصْريفِ لجَميعِ الكَلِماتِ الَّتي تَنْتمي إلى نَمَطٍ وعُنْصرٍ واحِدٍ مِنَ الكَلامِ، كما أنَّه يُوجَدُ رابِطٌ ضَعيفٌ (وُجودُ حُدودٍ مُميِّزةٍ) بَينَ الأشْكالِ، (مِثلُ: العَديدِ مِنَ اللُّغاتِ الفِنْلنديَّةِ الأوغريَّةِ واللُّغاتِ التُّرْكيَّةِ والبانتو)، ونوعِ التَّصْريفِ -ومِن ضِمْنِها اللُّغاتُ ذاتُ التَّصْريفِ الدَّاخِليِّ، أي: تلك الَّتي لها تَناوُبٌ مُهمٌّ نَحْويًّا في الجَذرِ- مِثلُ: اللُّغاتِ السَّاميَّةِ، واللُّغاتِ ذاتِ النِّهاياتِ التَّصْريفيَّةِ المُتراصَّةِ، أيِ: النِّهاياتِ الَّتي تَحْتوي على تعَبْيرٍ مُتَزامِنٍ لِعدَّةِ مَعانٍ نَحْويَّةٍ بعَلامةٍ واحِدةٍ، بالإضافةِ إلى الرَّابِطةِ القويَّةِ (عدَم وُجودِ حُدودٍ مُميِّزةٍ) بَينَ الأشْكالِ، وأنْواعٍ مُختلِفةٍ مِنَ الانْحِرافاتِ والاقْتِراناتِ، مِثلُ: الصُّوماليَّةِ والإستونيَّةِ وNakhian (الشِّيشان – باتسبي)، وفي اللُّغاتِ الهِنديَّةِ الأوروبِّيَّةِ القَديمةِ وبعضِ اللُّغاتِ الحَديثةِ يتِمُّ الجَمْعُ بَينَ التَّصْريفاتِ والمُتراصَّاتِ اللُّغويَّةِ.
كما يَمْتازُ عَددٌ مِن خُبراءِ التَّصْنيفِ اللُّغويِّ وعُلَماءِ خَلْطِ ومَزْجِ اللُّغاتِ، أي: اللُّغاتِ التَّرْكيبيَّةِ المُتعدِّدةِ، والتي تَحْتوي على الجُملِ والكَلِماتِ والتَّراكيبِ اللُّغويَّةِ، أي: إنَّ الشَّكْلَ اللَّفظيَّ يُتضمَّنُ في بعضِ الأحْيانِ في الأشْكالِ اللُّغويَّةِ المَقْصوصةِ، والجُذورِ الاسْميَّةِ التي تَتوافَقُ معَ ظُروفِ الفاعِلِ والمَفْعولِ به، بالإضافةِ إلى بعضِ العَلاماتِ النَّحْويَّةِ، (مِثلُ بعضِ اللُّغاتِ الهِنديَّةِ الأمْريكيَّةِ، وبعضِ اللُّغاتِ القَديمةِ والآسيويَّةِ، واللُّغاتِ القُوقازيَّةِ). فلا يَنْبغي اعْتِبارُ هذا التَّصْنيفِ النَّمِطيِّ للُّغاتِ، الَّذي يُعَدُّ في الأساسِ تَصْنيفًا مُورفولوجيًّا بشَكِلٍ حَتْميٍّ؛ وذلك لأنَّه لا يُمكِنُ أنْ يَعكِسَ جَميعَ خَصائِصِ لُغةٍ مُعيَّنةٍ مِن خِلالِ النَّظرِ في هَيكلِها وتَرْكيبتِها. ولكنْ تَحْتوي اللُّغاتُ وبشَكْلٍ غيرِ واضِحٍ على إمْكانيَّةِ جَعْلِ التَّصْنيفِ على نَحْوٍ أكْثَرَ دِقَّةً مِن خِلالِ تَحْليلِ مَجالاتِ اللُّغةِ الأخرى. على سَبيلِ المِثالِ: في اللُّغاتِ غيرِ المُتَبلوِرةِ، مِثلُ: الصِّينيَّةِ الكلاسيكيَّةِ، والفِيتناميَّةِ، ولُغاتِ غينيا، لاحَظَ عُلَماءُ اللُّغةِ أنَّهم يَسْتخدمون كَلِمةً أُحاديَّةَ المَقطَعِ: monosyllabism للدَّلالةِ على مورفيم: Morpheme، ومَجْموعةً مِنَ الخَصائِصِ الأخرى ذاتِ العَلاقةِ [296] يُنظَر: مقال ((علم اللغة الاجتماعي والتصنيفات اللُّغويَّة)) ندين حمدان: https://t.ly/yO5n .

انظر أيضا: