موسوعة اللغة العربية

الفَرْعُ الثاني: أقسامُ  الاسمِ الموصولِ


أسماءٌ مَوصولةٌ خاصَّةٌ:
1- (الذي) خاصٌّ بالمفْرَدِ المُذَكَّرِ. تَقولُ: المريضُ الذي جاء بالأمسِ قد خرج.
2- (التي) خاصٌّ بالمُفْرَد المُؤَنَّث. تَقولُ: رأيتُ الفتاةَ التي حازت جائزةَ التفوُّقِ الأدَبيِّ.
3- (اللَّذان واللَّذَينِ) خاصَّانِ بالمُثَنَّى المُذَكَّر. تَقولُ: الرجلانِ اللَّذانِ اصطدما بسيارتيهما تُوفِّيا في الحالِ. ومنه قَولُه تعالى: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ... [فصلت: 29] .
4- (اللَّتانِ واللَّتَينِ) خاصَّانِ بالمُثَنَّى المُؤَنَّث. تَقولُ: المرأتان اللَّتانِ ضرَبَ الله بهما المثَلَ في الكافراتِ امرأةُ نوحٍ وامرأةُ لوطٍ، وتَقولُ: رأيتُ الطالبتينِ اللَّتين حَصَلَتا على الدَّرَجاتِ النِّهائيَّةِ في الامتحانِ.
5- (الَّذِينَ) خاصٌّ بالجَمعِ المُذَكَّرِ العاقِلِ. ومنه قَولُه تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ [الأنفال: 2] .
6- (اللَّاتي والَّلائي) خاصَّانِ بالجَمعِ المُؤَنَّثِ. تَقولُ: عجِبْت لخبَرِ النِّسوةِ (اللَّاتي/ اللَّائي) قطَّعْن أيديَهنَّ لَمَّا رأيْنَ يوسُفَ عليه السَّلامُ!
7- (الأُلى) خاصٌّ بالجَمعِ مُطلقًا، سواءٌ أَكان مُذَكَّرًا أم مُؤَنَّثًا، وعاقِلًا أمْ غيرَ عاقلٍ. تَقولُ: أمسَكَتِ الشُّرطةُ بالجماعةِ الأُلى ارتَكَبوا جَريمةَ الزِّنا.
وأسماءٌ مَوصولةٌ مُشتَرَكة:
وهي التي يشتَرِكُ فيها المفردُ والمُثَنَّى والجمعُ والمُذَكَّر والمُؤَنَّث بلفظٍ واحدٍ.
1- «مَنْ» وتكونُ للعاقِلِ غالبًا وقد تجيءُ لغيرِ العاقِلِ في حالاتٍ ثلاثٍ: 1- أن يكونَ الكلامُ في شيءٍ له أنواعٌ متعَدِّدةٌ، مُفَصَّلة بكَلِمة "مَنْ"، وفي تلك الأنواعِ العاقلُ وغيرُه، مِثلُ قَولِه تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ [النور: 45] فجِيءَ بـ(مَن) في الأنواعِ الثَّلاثةِ مع أنَّ فيها مَن لا يعقِلُ. 2- أن يُشبَّهَ غيرُ العاقلِ بالعاقل، فيُنزَّلَ مَنزِلَتَه في استعمالِ "مَن" للتعبيرِ عنه، مِثلُ أن ترى عُصفورًا يُغرِّدُ، فتقولَ: أطْرَبَني مَن يُنشِدُ أحسَنَ الألحانِ. 3- أن يختَلِطَ العاقِلُ بغيرِ العاقِلِ، فيُغلَّبَ العاقلُ على غيرِه، مِثلُ قَولِه تعالى: أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ [يونس: 66] ، ومعلومٌ أنَّ فيهما ما لا يَعقِلُ. يُنظَر: ((شرح ابن عقيل - منحة الجليل)) (1/ 147، 148)، ((النحو الوافي)) (1/ 348). .
تَقولُ: (جاء مَن أُحِبُّه، ومَن أُحِبُّها، ومَن أُحِبُّهما، ومَن أُحِبُّهم، ومَن أُحِبُّهنَّ)، ومِثلُ: مَن يقولُ الصِّدقَ يُحِبُّه النَّاسُ، ويَكرَهُ الناسُ مَنْ يَكذِبون.
2- «ما» وتكونُ لغيرِ العاقلِ غالبًا إذا اختلط العاقِلُ بغيره، وغُلِّب غيرُ العاقِلِ لكثرته؛ يُعبَّر بـ(ما)، كما في قَولِه تعالى: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ [الحشر: 1] . يُنظَر: ((النحو الوافي)) (1/ 351). .
تَقولُ: أعْجَبني ما استقام، أعجبني ما استقامَتْ، أعجبني ما اسْتَقاما، أعجبني ما استقاموا، أعجبني ما استَقَمْنَ، والمعنى على الترتيب: أعجبني الذي / التي / اللَّذانِ أو اللَّتانِ / الذين / اللَّاتي أو اللَّائي.
3- «ذا» بعد «ما» و«مَن» الاستفهاميتينِ.
تَقولُ: مَنْ ذا فعَل بك هذا؟ أي: مَن الذي فعَل...
وتقول أيضًا: ماذا حمَلَك على قولِ ما قلتَ؟ أي: ما الذي...
(مَن / ما) اسمُ استفهامٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ رَفعٍ مُبتَدَأٌ.
(ذا) اسمٌ مَوصولٌ مَبْنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ رَفعٍ خَبَرٌ.
هذا إذا جعلْتَ (ماذا) و(مَن ذا) كَلِمتَين، أمَّا إذا جعَلْتَهما كَلِمةً واحدةً بأن تجعَلَ (ذا) مركَّبةً مع (ما) أو (مَن)، فتُعرَبُ حَسَبَ مَوقِعِها في الجملةِ: اسمُ استفهامٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ رَفعٍ / نَصبٍ / جَرٍّ.
تَقولُ: ماذا عندك؟
(ماذا) اسمُ استفهامٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ رَفعٍ مُبتَدَأٌ.
و(عندك) شِبهُ جملةٍ متعَلِّقٌ بمحذوفٍ في مَحَلِّ رَفعٍ خَبَرٌ.
4- «أَيٌّ»
تَقولُ: يُعجِبني أيٌّ قائمٌ، يُعجِبني أيٌّ قائمةٌ، رأيتُ أيًّا قائمٌ، رأيتُ أيًّا قائمٌ، رأيتُ أيًّا هو قائمٌ، أكْرِم أيَّهُم يأْتِيك، ترفَّقْ بأيِّهم يأتيك.
فهي اسمٌ مَوصولٌ مُعرَبٌ بالحركاتِ الثَّلاثِ حَسَبَ مَوقِعِها في الجُملةِ، إلَّا في حالةٍ واحِدةٍ تكون مَبْنيَّةً على الضَّمِّ بثلاثةِ شُروطٍ:
أ- أن تكونَ مُضافةً.
ب- أن تكونَ صِلَتُها جملةً اسميةً.
ج- أن يكون المُبتَدَأُ من الجُملةِ الاسميَّةِ ضَميرًا محذوفًا.
مثل: يُعْجِبني أيُّهم حاضرٌ، أكْرِمْ أيُّهم حاضِرٌ، ترفَّقْ بأيُّهم حاضرٌ، والتقديرُ في الجُمَل الثلاث: أيُّهم هو حاضِرٌ يُنظَر: ((شرح قطر الندى وبل الصدى)) لابن هشام (ص: 102)، ((شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك)) (1/ 146 - 163)، ((النحو الوافي)) (1/ 340 - 363). .

انظر أيضا: