الموسوعة العقدية

 الْقُدْرَةُ

صفةٌ ذاتيَّةٌ ثابتةٌ لله عزَّ وجلَّ بالكِتابِ والسُّنَّةِ، ومِن أسمائِه تعالى: (القَدِير) و(القادِر) و(المُقْتَدِر).
الدَّليلُ مِن الكِتابِ:
1- قولُه تَعالَى: إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة: 20] وغيرها.
2- قَولُه: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا [الأنعام: 65] .
3- قَولُه: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ [القمر: 55].
الدَّليلُ من السُّنَّةِ:
1- حديثُ عُثمانَ بنِ أبي العاصِ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا: ((أعوذُ باللهِ وقُدرتِه مِن شَرِّ ما أجِدُ وأحاذِرُ )) .
2- حديثُ أبي مَسعودٍ البدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، لَمَّا ضرَبَ غُلامَه؛ قال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((اعلمْ أبا مسعودٍ أنَّ اللهَ أَقدرُ عليكَ مِنكَ على هذا الغُلامِ )) .
قال الزَّجَّاجُ: (اللهُ تعالى هو القادِرُ، فلا يتطَرَّقُ عليه العَجزُ، ولا يفوتُه شيءٌ، المقتَدِرُ: مبالغةٌ في الوَصفِ بالقُدرةِ، والأصلُ في العربيَّةِ أنَّ زيادةَ اللَّفظِ زيادةٌ في المعنى، فلمَّا قُلتَ: اقتَدَر، أفاد زيادةُ اللَّفظِ زيادةَ المعنى) .
وقال الزَّجَّاجيُّ: (القَديرُ: أبلَغُ في الوَصفِ بالقُدرةِ مِن القادِرِ؛ لأنَّ القادِرَ اسمُ الفاعِلِ من قَدَر يَقدِرُ فهو قادِرٌ. وقديرٌ: فَعيلٌ، وفَعيلٌ مِن أبنِيَةِ المبالَغةِ. وأكثَرُ ما يجيءُ «فَعيلٌ» اسم الفاعِلِ مِمَّا كان فِعْلُه على فِعلٍ غيرِ متعَدٍّ، نحو: ظَرُفَ فهو ظريفٌ، وشَرُفَ فهو شريفٌ، يرادُ بذلك المبالغةُ في الوَصفِ بالظَّرْفِ والشَّرَفِ، وكذلك جميعُ ما جاء على «فَعيلٍ» إنَّما هو للمُبالغةِ في الوَصفِ) .
وقال الأزهري: (القَديرُ والقادِرُ مِن صِفاتِ اللهِ جَلَّ وعَزَّ، يكونانِ في القُدرةِ، ويكونانِ من التقديرِ، وقَولُه جَلَّ وعزَّ: إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة: 20] في القُدرةِ لا غيرُ، كقَولِه: عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا [الكهف: 45] ، واللهُ مُقَدِّرٌ ما هو كائِنٌ وقاضيه. وفي الحديثِ: ((إنَّ اللهَ قَدَّر المقاديرَ قبل أن يخلُقَ السَّمَواتِ والأرَضينَ بخَمسينَ ألفَ عامٍ )) .
وقال الخَطَّابيُّ: (وصَفَ اللهُ نفْسَه بأنَّه قادرٌ على كُلِّ شَيءٍ أراده، لا يَعترِضُه عجزٌ ولا فُتورٌ، وقد يكونُ القادِرُ بمعنى المقدِّرِ للشَّيءِ؛ يُقال: قَدَّرتُ الشَّيءَ وقدَرْتُه؛ بمعنًى واحدٍ) .
وقال الحليميُّ: (القادِرُ: قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى [القيامة: 40] . وقال: بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وهذا يدُلُّ على معنى أنَّه لا يُعجِزُه شَيءٌ، بل تيسَّرَ له ما يريدُ على ما يريدُ؛ لأنَّ أفعالَه قد ظَهَرت، ولا يظهَرُ الفِعلُ اختيارًا إلَّا من قادرٍ غيرِ عاجزٍ، كما لا يَظهَرُ إلَّا من حيٍّ عالمٍ) .
وقال ابنُ سِيْدَه: (القَديرُ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ مِنَ القَدْر والقَدَر، وهو القَضاءُ، والجَمعُ: أقدارٌ. وقَدَرَ على خَلْقِه الأمرَ يَقدِرُه ويَقْدُرُه قَدْرًا وقَدَرًا، وقَدَّرَه له وعليه، وقَدَرَ له الرِّزقَ) .
ويُنظر كلامُ ابنِ العَطَّارِ في صِفةِ (السَّمع).
وممَّن أَثبتَ اسمَ (المُقْتَدِر) للهِ عزَّ وجلَّ: الخَطابيُّ ، وابنُ حزمٍ ، وابنُ حَجرٍ ، وابنُ عُثَيمين .

انظر أيضا:

  1. (1) أخرجه مسلم (2202).
  2. (2) أخرجه مسلم (1659).
  3. (3) يُنظر: ((تفسير أسماء الله الحسنى)) (ص: 59)
  4. (4) يُنظر: ((اشتقاق أسماء اللهـ)) (ص: 48)
  5. (5) يُنظر: ((تهذيب اللغة)) (9/40).
  6. (6) يُنظر: ((شأن الدعاء)) (ص: 85).
  7. (7) يُنظر: ((المنهاج في شعب الإيمان)) (1/191).
  8. (8) يُنظر: ((شأن الدعاء)) (ص: 29، 86).
  9. (9) يُنظر: ((المصدر السابق)) (ص: 86).
  10. (10) يُنظر: ((المحلى)) (6/282).
  11. (11) يُنظر: ((فتح الباري)) (11/219).
  12. (12) يُنظر: ((القواعِد المُثْلَى)) (ص: 19).