الموسوعة العقدية

الفرعُ الأولُ: مِن فَضائِلِ شَهادةِ لا إلهَ إلَّا اللهُ: أنَّها أعظَمُ نِعمةٍ أنعَمَ اللهُ عزَّ وجَلَّ بها على عِبادِه

قال اللهُ تعالى: يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ [النحل: 2] ، فقَدَّمها اللهُ في سورةِ النَّحلِ -التي تسمَّى سورةَ النِّعَمِ - على كُلِّ نِعمةٍ أخرى.
قال السَّمرقنديُّ: (قال تعالى: أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ أي: خَوِّفوا بالقُرْآنِ الكُفَّارَ، وأَعلِموهم أنَّه لَا إِلَـهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ يعني: أنَّ اللهَ واحِدٌ لا شَريكَ له، فوَحِّدوه وأطيعوهـ) .
وقال الرَّازيُّ: (يُنَزِّلُ الملائِكةَ على من يَشاءُ مِن عَبيدِه، ويأمُرُ ذلك العَبدَ بأن يُبَلِّغَ إلى سائِرِ الخَلقِ أنَّ إلهَ العالَمِ واحِدٌ، كَلَّفَهم بمعرفةِ التَّوحيدِ والعِبادةِ، وبَيَّن أنَّهم إن فَعَلوا ذلك فازوا بخيرَيِ الدُّنيا والآخِرةِ، وإنْ تمَرَّدوا وقَعوا في شَرِّ الدُّنيا والآخِرةِ) .
وقال ابنُ تَيميَّةَ: (التَّوحيدُ الذي هو إخلاصُ الدِّينِ للهِ: أصلُ كُلِّ خَيرٍ مِن عِلمٍ نافِعٍ وعَمَلٍ صالحٍ) .
وقال الطِّيبيُّ: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ [الكهف: 110] أي: الوَحيُ مَقصورٌ على استِئثارِ اللهِ تعالى بالوَحْدانيَّةِ؛ لأنَّ المقصودَ الأعظَمَ مِنَ الوَحيِ هو التَّوحيدُ، وسائِرُ التَّكاليفِ متفَرِّعٌ عليه، وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [البينة: 5] ) .
وقال ابنُ القَيِّمِ: (صَلاحُ العالَمِ في أن يكونَ اللهُ وَحْدَه هو المعبودَ، وفَسادُه وهَلاكُه في أن يُعبَدَ معه غَيرُهـ) .
وقال السَّعديُّ: (زُبدةُ دَعوةِ الرُّسُلِ كُلِّهم ومَدارُها على قَولِه: أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ أي: على مَعرفةِ اللهِ تعالى، وتوَحُّدِه في صِفاتِ العَظَمةِ التي هي صِفاتُ الأُلوهيَّةِ، وعبادتِه وَحْدَه لا شَريكَ له؛ فهي التي أنزَلَ اللهُ بها كُتُبَه، وأرسَلَ رُسُلَه، وجعَلَ الشَّرائِعَ كُلَّها تدعو إليها، وتحثُّ وتجاهِدُ مَن حارَبَها وقام بضِدِّها) .

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظر: ((تفسير ابن أبي حاتم)) (7/2295)، ((تفسير السمعاني)) (3/158)، ((تفسير الزمخشري)) (2/592)، ((تفسير ابن عطية)) (3/377)، ((جمال القراء)) للسخاوي (ص: 91).
  2. (2) يُنظر: ((تفسير السمرقندي)) (2/ 266).
  3. (3) يُنظر: ((تفسير الرازي)) (19/ 168).
  4. (4) يُنظر: ((جامع المسائل لابن تيمية - المجموعة السادسة)) (1/ 133).
  5. (5) يُنظر: ((الكاشف عن حقائق السنن)) (5/ 1733).
  6. (6) يُنظر: ((مفتاح دار السعادة)) (2/ 11).
  7. (7) يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 435).