الموسوعة العقدية

المطلبُ الأوَّلُ: مِن شُروطِ وَلايةِ اللهِ تعالى: الإيمانُ باللهِ ومَلائِكتِه وكُتُبِه ورُسُلِه واليَومِ الآخِرِ

قال اللهُ تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس: 62-63] .
قال الشَّوكانيُّ: (أي: يُؤمِنونَ بما يَجِبُ الإيمانُ به، ويَتَّقُونَ ما يَجِبُ عليهم اتِّقاؤُه مِن مُعاصيِ الله سُبحانَه) [1096] يُنظر: ((تفسير الشوكاني)) (2/ 520). .
وقال اللهُ سُبحانَه: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقونَ [البقرة: 177] .
قال ابنُ القَيِّمِ: (أخبَر تعالى عَن أهلِ البِرِّ، وأثنى عليهم بأحسَنِ أعمالِهم؛ مِنَ الإيمانِ، والإسلامِ، والصِّدقةِ، والصَّبرِ، بأنَّهم أهلُ الصِّدقِ، فقال: ولَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ...، وهَذا صَريحٌ في أنَّ الصِّدقَ بالأعمالِ الظَّاهرةِ والباطِنةِ، وأنَّ الصِّدقَ هو مَقامُ الإسلامِ والإيمانِ) [1097] يُنظر: ((مدارج السالكين)) (2/ 258). .
وقال اللهُ عزَّ وجَلَّ: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة: 285] .
قال ابنُ كثيرٍ: (المُؤمِنونَ يُؤمِنونَ بأنَّ اللهَ واحِد أحَدٌ، فردٌ صَمَدٌ، لا إلَهَ غيرُه، ولا رَبَّ سِواه. ويُصَدِّقونَ بجَميعِ الأنبياءِ والرُّسُلِ والكُتُبِ المُنزَّلةِ مِنَ السَّماءِ على عِبادِ اللهِ المُرسَلينَ والأنبياءِ، لا يُفرِّقونَ بينَ أحَدٍ منهم، فيُؤمِنونَ ببَعضٍ ويَكفُرونَ ببَعضٍ، بَلِ الجَميعُ عِندَهم صادِقونَ بارُّون راشدونَ مَهديُّونَ هادُون إلى سُبُلِ الخيرِ، وإن كانَ بَعضُهم يَنسَخُ شَريعةَ بَعضٍ بإذْنِ اللهِ، حَتى نُسِخَ الجَميعُ بشَرعِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خاتَمِ الأنبياءِ والمُرسَلينَ، الذي تَقومُ السَّاعةُ على شَريعَتِه، ولا تَزالُ طائِفةٌ مِن أمَّتِه على الحَقِّ ظاهرينَ) [1098] يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (1/ 736). .

انظر أيضا: