موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- مِن أقوالِ السَّلَفِ والعُلماءِ


- قال عليُّ بنُ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنه: (الفقيهُ حَقُّ الفقيهِ: مَن لم يُقنِّطِ النَّاسَ مِن رَحمةِ اللهِ، ولم يُرَخِّصْ لهم في مَعاصي اللهِ، ولم يُؤَمِّنْهم مِن عَذابِ اللهِ) .
- وقال ابنُ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه: (الهَلاكُ في اثنَتَينِ: القُنوطِ، والعُجبِ) .
- وقال أيضًا: (الكبائِرُ: الشِّركُ باللهِ، واليأسُ مِن رَوحِ اللهِ، والقُنوطُ مِن رَحمةِ اللهِ، والأمنُ مِن مَكرِ اللهِ) .
- وقال مُحَمَّدُ بنُ سيرينَ: (لا تَيأسْ فتَقنَطَ فلا تَعمَلَ) .
- وقال سُفيانُ بنُ عُيَينةَ: (من ذَهَبَ يُقنِّطُ النَّاسَ مِن رَحمةِ اللهِ، أو يُقنِّطُ نَفسَه، فقد أخطَأ) .
- وعن عَبد الرَّحمَنِ بنِ أبي المَوالي، قال: سَمِعتُ مُحَمَّدَ بنَ كعبٍ القُرَظيَّ يقولُ: (الكبائِرُ ثَلاثٌ: أن تَأمَنَ مَكرَ اللهِ، وأن تَقنَطَ مِن رَحمةِ اللهِ، وأن تَيأسَ مِن رَوحِ اللهِ. قال: ويتلو القُرَظيُّ هذه الآياتِ: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف: 99] ، وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ [الحجر: 56] ، وقال يعقوبُعليه السَّلامُ لبَنيه: وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف: 87] ) .
- وقال مَنصورُ بنُ عَمَّارٍ لأهلِ مَجلِسِه: (ما أرى إساءةً تَكثُرُ على عَفوِ اللهِ؛ فلا تَيأسْ، ورُبَّما آخَذَ اللهُ على الصَّغيرةِ؛ فلا تَأمَنْ) .
- وقال أبو القاسِمِ المُطَرِّزُ: سَمِعتُ الجُنَيدَ بنَ مُحَمَّدٍ يقولُ لرَجُلٍ وهو يُكلِّمُه في شَيءٍ: (لا تَيأسْ مِن نَفسِك وأنتَ تُشفِقُ مِن ذَنبِك، وتَندَمُ عليه بَعدَ فِعلِك) .
- وقال ابنُ الجَوزيِّ: (إيَّاك إيَّاك أن تَستَطيلَ زَمانَ البَلاءِ، وتَضجَرَ مِن كثرةِ الدُّعاءِ؛ فإنَّك مُبتَلًى بالبَلاءِ، مُتَعَبَّدٌ بالصَّبرِ والدُّعاءِ، ولا تَيأسْ مِن رَوحِ اللهِ وإن طال البَلاءُ) .
- وقال أيضًا: (اقبَلْ نُصحي يا مَخدوعًا بغَرَضِه؛ إن ضَعُفتَ عن حَمل بَلائِه فاستَغِثْ به، وإن آلَمَك كَربُ اختيارِه فإنَّك بَينَ يدَيه، ولا تَيأسْ مِن رَوحِه وإن قَوِيَ خِناقُ البَلاءِ. باللهِ إنَّ مَوتَ الخادِمِ في الخِدمةِ حَسَنٌ عِندَ العُقَلاءِ) .
- وقال مُحَمَّدٌ الغَزاليُّ: (على أطلالِ الماضي القَريبِ أوِ البَعيدِ يُمكِنُك أن تَنهَضَ لتَبنيَ مُستَقبلَك، ولا تَؤودَنَّك كثرةُ الخَطايا؛ فلو كانت رُكامًا أسودَ كزَبَدِ البَحرِ ما بالى اللهُ عَزَّ وجَلَّ بالتَّعفيةِ عليها إن أنتَ اتَّجَهتَ إليه قَصدًا، وانطَلقتَ إليه رَكضًا...
وفي حَديثٍ قُدسيٍّ عنِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: (يا ابنَ آدَمَ، إنَّك ما دَعَوتَني ورَجَوتَني غَفرتُ لك على ما كان مِنك ولا أُبالي. يا ابنَ آدَمَ لو بَلغَت ذُنوبُك عَنانَ السَّماءِ ثُمَّ استغفَرتَني غَفرتُ لك ولا أُبالي. يا ابنَ آدَمَ لو أتَيتَني بقُرابِ الأرضِ خَطايا ثُمَّ لَقِيتَني لا تُشرِكُ بي شَيئًا لأتَيتُك بقُرابِها مَغفِرةً) .
وهذا الحَديثُ وأمثالُه جُرعةٌ تُحيي الأمَلَ في الإرادةِ المُخَدَّرةِ، وتُنهِضُ العَزيمةَ الغافيةَ وهي خَجلى؛ لتَستَأنِفَ السَّيرَ إلى اللهِ، ولتُجَدِّدَ حَياتَها بَعدَ ماضٍ مُلتَوٍ مُستَكينٍ) .
- وقال أيضًا: (وما أظُنُّ عاقِلًا يزهَدُ في البَشاشةِ، أو مُؤمِنًا يجنَحُ إلى التَّشاؤُمِ واليأسِ، ورُبَّما غَلبَتِ المَرءَ أعراضٌ قاهرةٌ فسَلبَته طُمَأنينَتَه ورِضاه، وهنا يجِبُ عليه أن يتَشَبَّثَ بالعِنايةِ العُليا؛ كي تُنقِذَه مِمَّا حَلَّ به؛ فإنَّ الاستِسلامَ لتَيَّارِ الكآبةِ بدايةُ انهيارٍ شامِلٍ في الإرادةِ يطبَعُ الأعمالَ كُلَّها بالعَجزِ والشَّلَلِ؛ولذلك كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّمُ أصحابَه أن يستَعينوا باللهِ في النَّجاةِ مِن هذه الآفاتِ) .
- وقال مُصطَفى صادِق الرَّافِعيُّ: (أيُّها المُؤمِنُ، إن كُنتَ أصَبتَ في السَّاعاتِ التي مَضَت فاجتَهِدْ للسَّاعاتِ التي تَتلو، وإن كُنتَ أخطَأتَ فكَفِّرْ وامحُ ساعةً بساعةٍ، الزَّمَنُ يمحو الزَّمَنَ، والعَمَلُ يُغَيِّرُ العَمَلَ، ودَقيقةٌ باقيةٌ في العُمرِ هي أمَلٌ كبيرٌ في رَحمةِ اللهِ) .
- وقال حُسَينٌ المَهديُّ: (المُتَفائِلُ مُؤمِنٌ باللهِ واثِقٌ به، يَعلمُ أنَّ القُنوطَ واليأسَ مِن عَمَلِ الشَّيطانِ) .

انظر أيضا:

  1. (1) رواه الدارمي (297)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/77)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (42/510).
  2. (2) رواه السمرقندي في ((تنبيه الغافلين)) (ص:485). ويُنظَر: ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (7/ 298).
  3. (3) رواه الطبري في ((التفسير)) (9193)، والطبراني (9/171) (8783) واللفظ له. قال ابنُ كثير في ((تفسير القرآن)) (2/243): رُويَ من طرقٍ عدَّةٍ عن أبي الطُّفيلِعن ابنِ مسعودٍ، وهو صحيحٌ إليه بلا شَكٍّ.
  4. (4) رواه عبدُ بنُ حُميد كما في ((العجاب)) لابن حجر العسقلاني (1/479).
  5. (5) رواه ابنُ أبي حاتم في ((التفسير)) (13230).
  6. (6) ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (3/ 216، 217).
  7. (7) ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان (5/ 64).
  8. (8) ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (10/ 267).
  9. (9) ((صيد الخاطر)) (ص: 439).
  10. (10) ((صيد الخاطر)) (ص: 210).
  11. (11) أخرجه الترمذي (3540).  صحَّحه ابنُ القيِّم في ((أعلام الموقعين)) (1/204)، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (3540)، وقال ابنُ رجب في ((جامع العلوم والحكم)) (2/400): (إسنادُه لا بأسَ بهـ). وحسَّن إسنادَه شعيبٌ الأرناؤوطُ في تخريجِ ((رياض الصالحين)) (442).
  12. (12) (ص: 15، 16).
  13. (13) ((جدد حياتك)) (ص: 38).
  14. (14) ((وحي القلم)) (1/ 286، 287).
  15. (15) ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال)) (2/ 189).