موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من القُرآنِ الكريمِ


- قال تعالى: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر: 4] .
قال ابنُ عبدِ البَرِّ: (تأوَّلوا قولَه تعالى: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ على ما تأوَّله عليه جمهورُ السَّلَفِ من أنَّها طهارةُ القلبِ، وطهارةُ الجَيبِ، ونزاهةُ النَّفسِ عن الدَّنايا والآثامِ والذُّنوبِ) [8855] ((الاستذكار)) (1/333). .
- قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة: 222] .
قال الرَّازي: (أمَّا قولُه تعالى: وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ففيه وجوهٌ أحَدُها: المرادُ منه التَّنزيهُ عن الذُّنوبِ والمعاصي، وذلك لأنَّ التَّائِبَ هو الذي فعَلَه ثمَّ ترَكَه، والمتطَهِّرُ هو الذي ما فعَله تنزُّهًا عنه، ولا ثالثَ لهذينِ القِسمَينِ، واللَّفظُ محتَمِلٌ لذلك؛ لأنَّ الذَّنبَ نجاسةٌ رُوحانيَّةٌ؛ ولذلك قال: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ [التوبة: 28] ، فتركُه يكونُ طهارةً روحانيَّةً) [8856] ((مفاتيح الغيب)) (6/420). .
- وقال تعالى مؤكِّدًا على وجوبِ النَّزاهةِ في القضاءِ والحُكمِ بَيْنَ النَّاسِ: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا [النساء: 105] .
(قولُه تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ تشريفٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وإرشادٌ إلى ما يجبُ أن يكونَ عليه الحاكِمُ أو القاضي من عدالةٍ ونزاهةٍ) [8857] ((التفسير الوسيط)) لمحمد سيد طنطاوي (3/297). .
-وقال تعالى في حثِّ أولياءِ اليتامى من الأغنياءِ على التَّنزُّهِ عن أموالِ اليتامى: وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ [النساء: 6] .
(وَمَنْ كَانَ منكم أيُّها الأولياءُ غَنِيًّا، أي: غيرَ محتاجٍ إلى شيءٍ من مالِ اليتيمِ الذي تحتَ ولايتِه فَلْيَسْتَعْفِفْ، أي: فليُعِفَّ نفسَه عن الأكلِ من مالِه، وليتنَزَّهْ عن أكلِه، وليَقنَعْ بما آتاه اللهُ من الرِّزقِ، إشفاقًا على اليتيمِ، وإبقاءً على مالِه، ولا يَنقُصْ منه شيئًا قليلًا ولا كثيرًا) [8858] ((تفسير حدائق الروح والريحان)) لمحمد الأمين الهرري (5/399). .
- وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [المؤمنون: 51] . قال ابنُ عاشورٍ: (والغَرَضُ من هذا بيانُ كرامةِ الرُّسُلِ عِندَ اللهِ ونزاهتِهم في أمورِهم الجُسمانيَّةِ والرُّوحانيَّةِ، فالأكلُ من الطَّيِّباتِ نزاهةٌ جِسميَّةٌ، والعَمَلُ الصَّالحُ نزاهةٌ نفسانيَّةٌ) [8859] ((التحرير والتنوير)) (18/ 68). .
- قال تعالى: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر: 9] .
قال البِقاعيُّ: (ذِكرُ النَّفسِ دليلٌ على أنَّهم في غايةِ النَّزاهةِ من الرَّذائِلِ؛ لأنَّ النَّفسَ إذا طَهُرت كان القَلبُ أطهَرَ) [8860] ((نظم الدرر في تناسب الآيات والسور)) (19/ 440). .

انظر أيضا: