موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من القُرآنِ الكريمِ


1- قد ذَكَر اللهُ مَن يحفَظُ الأمانةَ في سياقِ المدحِ، فقال: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [المُؤمِنون: 8] ، أي: قائِمون بالحِفظِ والإصلاحِ، وأصلُ (رعي): يدُلُّ على مُراقبةٍ وحِفظٍ، وهذا عامٌّ في جميعِ الأماناتِ التي هي حَقٌّ للهِ، والتي هي حقٌّ للعبادِ؛ فجميعُ ما أوجبه اللهُ على عَبدِه أمانةٌ على العبدِ حِفظُها بالقيامِ التَّامِّ بها، وكذلك يدخُلُ في ذلك أماناتُ الآدميِّينَ، كأماناتِ الأموالِ والأسرارِ ونحوِهما؛ فعلى العبدِ مُراعاةُ الأمرَينِ، وأداءُ الأمانتَينِ، وكذلك العَهدُ يَشمَلُ العهدَ الذي بَيْنَهم وبَينَ رَبِّهم، والذي بَيْنَهم وبَينَ العِبادِ، وهي الالتِزاماتُ والعقودُ التي يَعقِدُها العبدُ؛ فعليه مراعاتُها والوفاءُ بها، ويحرُمُ عليه التَّفريطُ فيها وإهمالُها [7895] يُنظَر: ((جامع البيان)) لابن جرير (17/13)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/408)، ((المفردات)) للراغب (ص: 357)، ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص: 547). .
2- وقال تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ [النساء: 34] .
(حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ أي: تحفَظُ كُلَّ ما غاب عن عِلمِ زَوجِها، فيدخُلُ في ذلك صيانةُ نفسِها، وحِفظُ مالِه وبَيتِه، وحِفظُ أسرارِه بِمَا حَفِظَ اللَّهُ، أي: بحِفظِ اللهِ ورعايتِه، أو بأمرِه للنِّساءِ أن يُطِعْنَ الزَّوجَ ويحفَظْنَه) [7896] ((التسهيل لعلوم التنزيل)) لابن جُزَيٍّ (1/ 190). .

انظر أيضا: