موسوعة الأخلاق والسلوك

رابعًا: فوائِدُ العَفْوِ والصَّفحِ


1- في العَفْوِ رَحمةٌ بالمُسيءِ، وتقديرٌ لجانِبِ ضَعفِه البَشَريِّ .
2- في العَفْوِ امتِثالٌ لأمرِ اللَّهِ، وطَلَبٌ لعَفوِه وغُفرانِه .
3- في العَفْوِ توثيقٌ للرَّوابِطِ الاجتماعيَّةِ التي تتعَرَّضُ إلى الوَهنِ والانفِصامِ بسَبَبِ إساءةِ بعضِهم إلى بعضٍ، وجنايةِ بعضِهم على بعضٍ .
4- العَفْوُ والصَّفحُ عن الآخَرينَ سَبَبٌ لنَيلِ مَرضاةِ اللَّهِ سُبحانَه وتعالى.
5- العَفْوُ سَبَبٌ للتَّقوى؛ قال تعالى: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [البقرة: 237] . فـ (رغَّب في العَفْوِ، وأنَّ مَن عفا كان أقرَبَ لتَقواه؛ لكونِه إحسانًا مُوجِبًا لشَرحِ الصَّدرِ) .
6- من يعفو ويصفَحُ عن النَّاسِ يَشعُرُ بالرَّاحةِ النَّفسيَّةِ.
7- بالعَفْوِ تُنالُ العِزَّةُ؛ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((... وما زاد اللَّهُ عبدًا بعَفوٍ إلَّا عِزًّا...)) .
8- العَفْوُ والصَّفحُ سَبيلٌ إلى الأُلفةِ والمودَّةِ بَيْنَ أفرادِ المجتَمَعِ، وتقويةٌ لرَوابِطِ الأُخُوَّةِ.
9- في العَفْوِ والصَّفحِ الطُّمَأنينةُ والسَّكينةُ وشَرَفُ النَّفسِ.
10- بالعَفْوِ تُكتَسَبُ الرِّفعةُ والمحبَّةُ عِندَ اللَّهِ وعِندَ النَّاسِ؛ فـ (مَن عُرِف بالصَّفحِ والعَفْوِ ساد وعَظُم في القُلوبِ) .
11- العَفْوُ عن النَّاسِ سَبَبٌ في نَيلِ عَفوِ اللَّهِ؛ فالجزاءُ مِن جِنسِ العمَلِ .
عن حُذَيفةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ رجلًا كان فيمن كان قبلَكم، أتاه المَلَكُ ليَقبِضَ رُوحَه، فقيل له: هل عَمِلتَ من خيرٍ؟ قال: ما أعلَمُ، قيل له: انظُرْ، قال: ما أعلَمُ شيئًا غيرَ أنِّي كنتُ أبايِعُ النَّاسَ في الدُّنيا وأجازيهم، فأُنظِرُ الموسِرَ، وأتجاوَزُ عن المُعسِرِ؛ فأدخَلَه اللهُ الجنَّةَ)) .
قولُه: («وأتجاوَزُ عن المُعسِرِ»: أي: أعفو عن الفقيرِ، وأُبرِئُ ذِمَّتَه عن الدَّينِ كُلِّه أو بعضِه) .
وعن جريرِ بنِ عبدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنه (أنَّه قام يومَ مات المغيرةُ بنُ شُعبةَ، فحَمِد اللهَ وأثنى عليه، وقال: عليكم باتِّقاءِ اللهِ وَحْدَه لا شريكَ له، والوَقارِ، والسَّكينةِ، حتى يأتيَكم أميرٌ، فإنَّما يأتيكم الآنَ. ثمَّ قال: استَعْفوا لأميرِكم؛ فإنَّه كان يحِبُّ العَفوَ، ثمَّ قال: أمَّا بَعدُ؛ فإنِّي أتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قُلتُ: أبايِعُك على الإسلامِ، فشَرَط عليَّ: ((والنُّصحِ لكُلِّ مُسلِمٍ)) فبايَعْتُه على هذا، ورَبِّ هذا المسجِدِ إنِّي لناصِحٌ لكم، ثمَّ استغفَرَ ونَزَل) .
قولُه: (استَعْفوا لأميرِكم) أي: اطلُبوا له العَفْوَ من اللَّهِ، وقولُه: (فإنَّه كان يحِبُّ العَفْوَ) فيه إشارةٌ إلى أنَّ الجزاءَ يَقَعُ من جِنسِ العَمَلِ .
12- في العَفْوِ والصَّفحِ إنهاءٌ للمُنازَعاتِ والخُصوماتِ، ونَزعٌ للغِلِّ والحِقدِ والشَّحناءِ.
13- العَفْوُ شُكرٌ للهِ على المَقدِرةِ على أعدائِك والمُسيئين إليك.

انظر أيضا:

  1. (1) ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (1/408).
  2. (2) ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (1/408).
  3. (3) ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (1/408).
  4. (4) ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص: 105).
  5. (5) رواه مسلم (2588) مطوَّلًا من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه.
  6. (6) ((المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم)) لأبي العباس القرطبي (6/ 575).
  7. (7) ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص: 868).
  8. (8) أخرجه البخاري (3451) واللفظ له، ومسلم (1560).
  9. (9) ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)) للقاري (5/ 1908).
  10. (10) رواه البخاري (58).
  11. (11) ((فتح الباري)) لابن حجر (1/ 139).