الموسوعة الحديثية


- سَمِعْتُ جَرِيرَ بنَ عبدِ اللَّهِ، يقولُ يَومَ مَاتَ المُغِيرَةُ بنُ شُعْبَةَ، قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عليه، وقالَ: علَيْكُم باتِّقَاءِ اللَّهِ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، والوَقَارِ، والسَّكِينَةِ، حتَّى يَأْتِيَكُمْ أمِيرٌ، فإنَّما يَأْتِيكُمُ الآنَ. ثُمَّ قالَ: اسْتَعْفُوا لأمِيرِكُمْ، فإنَّه كانَ يُحِبُّ العَفْوَ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنِّي أتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُلتُ: أُبَايِعُكَ علَى الإسْلَامِ فَشَرَطَ عَلَيَّ: والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ فَبَايَعْتُهُ علَى هذا، ورَبِّ هذا المَسْجِدِ إنِّي لَنَاصِحٌ لَكُمْ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ ونَزَلَ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : جرير بن عبدالله | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 58
| التخريج : أخرجه أحمد (19152) واللفظ له، وأبو يعلى (7509)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (2/ 350) (2471) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: بيعة - البيعة على ماذا تكون جمعة - الخطبة قائما رقائق وزهد - السكينة والوقار رقائق وزهد - ما جاء في بذل النصح والمشورة إيمان - النصيحة لله ولرسوله ولعامة المسلمين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
لعِظَمِ مَقامِ النُّصحِ وشَرَفِ مَنزلتِه ومَرتَبتِه كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَشتَرِطُه على مَن جاء ليُبايعَه على الإسلامِ مِنَ الصَّحابةِ الكِرامِ.
وفي هذا الحديثِ يَحكي جَريرُ بنُ عبدِ اللهِ البَجَليُّ رضِيَ اللهُ عنهما جُزءًا من قِصةِ إسْلامِه، فيقولُ: "أتيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلْتُ: أُبايِعُكَ"، أي: أُعاهِدُكَ على هذه الأمورِ، "على الإسلامِ" بالدُّخولِ فيه وإقامةِ أركانِه، قال: "فقبَضَ يَدَه" يعني: أمسَكَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِ جَريرٍ وسحَبَها إليه، "وقال: والنُّصحِ لكُلِّ مُسلمٍ"، فجَعَلَ المبايعةَ على الإسلامِ وعلى نُصحِ كلِّ المُسلِمينَ، وذلِك بامْتِثالِ الأَوامِرِ واجْتِنابِ المَناهي، ومُعامَلَتِهم مُعامَلةً حَسَنةً خالِصةً مِنَ المَكْرِ والخَديعةِ والغِشِّ والخيانةِ، وتَحَرِّي الخَيْرِ لَهُم، والحِرْصِ عَلى مَصالِحِهِم، والسَّعْيِ في مَنافِعِهم، ودفْعِ الشَّرِّ عنهم بالقولِ والفِعلِ معًا، والتقْييدُ بالمُسلمِ للأغلَبِ، وإلَّا فالنُّصحُ للكافرِ مُعتبَرٌ، بأنْ يُدْعَى إلى الإسْلامِ، ويُشارَ عليه بالصَّوابِ إذا استَشارَ.
"ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّه مَن لا يَرحَمُ الناسَ لم يَرحَمْه اللهُ عزَّ وجلَّ"، فمَن لا يَتعطَّفُ على غيرِه ولا يَرأفُ بهِ ويُشفِقُ على ضِعافِهم، فلا يَستحِقُّ أنْ يَرحَمَه اللهُ عزَّ وجلَّ؛ قيلَ: هو إخْبارٌ وتَحْذِيرٌ مْنَ العِقابِ بأنْ لا يَرحَمَه اللهُ، ومَن لا يَرحَمُه اللهُ ابْتِداءً وَقَعَ في عَذابِه حتَّى تُدركَه الرَّحْمةُ إنْ كان من أهلِها. ويَحتمِلُ أنْ يكونَ دُعاءً، والمَعنى: أنَّه لا يكونُ منَ الفائزينَ بالرَّحمةِ الكاملةِ، والسابِقينَ إلى دارِ الرحمةِ، وإلَّا فرَحمتُه وَسِعَت كلَّ شَيءٍ .
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها