موسوعة الأخلاق والسلوك

سابعًا: موانعُ اكتسابِ صفةِ الصِّدقِ


1- كثرةُ الكلامِ: فمن كَثُر كلامُه كَثُر سَقطُه؛ إذ لا يخلو في كثيرٍ من الأحيانِ من التَّزيُّدِ واللَّغوِ أو الهَذْرِ الذي إذا لم يضُرَّ فإنَّه لا ينفَعُ، ويؤدِّي إلى الوقوعِ في الكَذِبِ، خاصَّةً مع عدمِ التَّحرُّزِ، وقد قال اللهُ تعالى: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء: 114] .
ومن الكَذِب أن يحَدِّثَ الإنسانُ بكُلِّ ما يسمَعُ من أحاديثَ وأخبارٍ دونَ تحريرٍ لها ولا تنقيحٍ؛ لأنَّه بتهاوُنِه وإهمالِه وعدَمِ تحَرِّيه الصِّدقَ في الأخبارِ يساهِمُ في نشرِ الأكاذيبِ وإشاعتِها؛ فعن عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ الله عنه قال: (بحَسْبِ امرئٍ من الكَذِبِ أن يحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِع) [5787] أخرجه من طرُقٍ: البخاري في ((الأدب المفرد)) (884)، ومسلم في ((مقدمة الصحيح)) (5) واللفظ له، وابن أبي شيبة (26132) صحَّحه الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (679)، وصحَّح إسناده ابن كثير في ((مسند الفاروق)) (2/626) .
2- التَّناقُضُ بَيْنَ القولِ والعمَلِ:
لقد عدَّ بعضُ السَّلَفِ مخالفةَ عَمَلِ المرءِ لقولِه أمارةَ كَذِبٍ ونفاقٍ. قال إبراهيمُ التَّيميُّ: (ما عرَضْتُ قولي على عملي إلَّا خَشِيتُ أن أكونَ مُكَذِّبًا!) [5788] رواه البخاري معلَّقًا بصيغة الجزمِ قبل حديث (48)، ورواه موصولًا ابنُ أبي شيبة (36117)، وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (104). .
3- مُداهنةُ النَّفسِ والاسترسالُ معها في أهوائِها وشهَواتِها؛ ولهذا قيل: (لا يَشَمُّ رائحةَ الصِّدقِ عبدٌ داهَنَ نفسَه أو غيرَه) [5789] يُنظَر: ((مدارج السالكين)) لابن القيم (2/311). . فكلَّما ألجمها بلِجامِ المجاهدةِ، وزمَّها بزمامِ المراقبةِ والمحاسبةِ، ثبتَت على الصِّدقِ قَدَمُه [5790] يُنظَر: ((الرائد: دروس في التربية والدعوة)) لمازن بن عبد الكريم الفريح (3/255). .
4- الصُّحبةُ السَّيِّئةُ.
5- افتقادُ القُدواتِ.
6- الغَفلةُ عن الآثارِ السَّيِّئةِ للكَذِبِ.
7- عدَمُ العِلمِ بالفوائِدِ المترتِّبةِ على الصِّدقِ وما أعدَّ اللهُ للصَّادقين.
8- سوءُ الخُلُقِ وعدَمُ الاهتمامِ باكتسابِ الأخلاقِ الفاضلةِ.

انظر أيضا: