موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرْقُ بَيْنَ الصِّدقِ وبعضِ الصِّفاتِ


الفَرْقُ بَيْنَ الحَقِّ والصِّدقِ:
الحَقُّ في اللُّغةِ: هو الثَّابتُ الذي لا يسوغُ إنكارُه، مِن حَقَّ الشَّيءُ يَحِقُّ: إذا ثبَت ووجَب. وفي اصطلاحِ أهلِ المعاني: الحُكمُ المطابِقُ للواقعِ، يُطلَقُ على الأقوالِ والعقائِدِ والأديانِ والمذاهِبِ باعتبارِ اشتمالِها على ذلك، ويقابِلُه الباطِلُ، وأمَّا الصِّدقُ فقد شاع في الأقوالِ خاصَّةً، ويقابِلُه الكَذِبُ.
فالحقُّ أعمُّ؛ لأنَّه وقوعُ الشَّيءِ في موقِعِه الذي هو أولى به، والصِّدقُ الإخبارُ عن الشَّيءِ على ما هو به، والحَقُّ يكونُ إخبارًا وغيرَ إخبارٍ.
وقد يُفَرَّقُ بَيْنَهما بأنَّ المطابقةَ تُعتَبَرُ في الحقِّ: من جانِبِ الواقعِ، وفي الصِّدقِ: من جانِبِ الحُكمِ.
فمعنى صِدْقِ الحُكمِ: مُطابقتُه للواقعِ، ومعنى حقِّيَّتِه: مطابقةُ الواقعِ إيَّاه، وقد يُطلَقُ الحقُّ على الموجدِ للشَّيءِ، وعلى الحِكمةِ، ولِما يوجَدُ عليه، كما يقالُ: اللهُ حَقٌّ، وكَلِمتُه حَقٌّ [5743] يُنظَر: ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص: 48)، ((التعريفات)) للجرجاني (ص: 89)، ((التوقيف على مهمات التعاريف)) للمناوي (ص: 143). وينظر أيضًا: ((الكليات)) للكفوي (ص: 556). .
الفَرْقُ بَيْنَ الوفاءِ والصِّدقِ:
قيل: هما أعمُّ وأخصُّ؛ فكُلُّ وفاءٍ صِدقٌ، وليس كُلُّ صدقٍ وَفاءً، فإنَّ الوفاءَ قد يكونُ بالفعلِ دونَ القولِ، ولا يكونُ الصِّدقُ إلَّا في القولِ؛ لأنَّه نوعٌ من أنواعِ الخبرِ، والخَبَرُ قولٌ [5744] يُنظَر: ((التعريفات)) للجرجاني (ص: 137، 253)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 948). . وقد قيل: الصِّدقُ والوفاءُ تَوءَمانِ [5745] يُنظَر: ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 263). .

انظر أيضا: