موسوعة الآداب الشرعية

حادي عشر: العَدلُ والإنصافُ وتَركُ الظُّلمِ


يَجِبُ على الرَّئيسِ أن يَكونَ عادِلًا مُنصِفًا، مُجانِبًا للظُّلمِ.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ الكِتابِ والسُّنَّةِ:
أ-من الكتابِ
1-قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المائدة: 8] .
2-قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: 90] .
3-قال تعالى: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [الشورى: 42] .
ب-مِنَ السُّنَّةِ
1- عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ المُقسِطينَ عِندَ اللهِ على مَنابِرَ مِن نورٍ، عن يَمينِ الرَّحمَنِ عَزَّ وجَلَّ، وكِلتا يَدَيه يَمينٌ، الذينَ يَعدِلونَ في حُكمِهم وأهلِيهم وما وَلُوا)) [111] أخرجه مسلم (1827). .
2-عن عِياضٍ المجاشِعيِّ رَضِيَ اللهُ عنه ((أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال ذاتَ يَومٍ في خُطبَتِه: ألا إنَّ رَبِّي أمَرَني أن أعَلِّمَكُم ما جَهِلتُم مِمَّا عَلَّمَني يَومي هذا: ... ، قال: وأهلُ الجَنَّةِ ثَلاثةٌ: ذُو سُلطانٍ مُقسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، ورجُلٌ رَحيمٌ رقيقُ القَلبِ لِكُلِّ ذي قُربى ومُسلِمٍ، وعَفيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عيالٍ)) [112] أخرجه مسلم (2865). .
2-عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه، عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما رَوى عَنِ اللهِ تَبارَك وتعالى أنَّه قال: ((يا عِبادي، إنِّي حَرَّمتُ الظُّلمَ على نَفسي، وجَعَلتُه بينَكُم مُحَرَّمًا، فلا تَظالَموا...)) الحَديثَ [113] أخرجه مسلم (2577). .
3- عن جابِرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((اتَّقوا الظُّلمَ؛ فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يَومَ القيامةِ، واتَّقوا الشُّحَّ؛ فإنَّ الشُّحَّ أهلَك مَن كان قَبلكُم؛ حَمَلهم على أن سَفَكوا دِماءَهم، واستَحَلُّوا مَحارِمَهم)) [114] أخرجه مسلم (2578). .
4- عن أبي بَرزةَ الأسلَميِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((الأُمَراءُ مِن قُرَيشٍ، الأُمَراءُ مِن قُرَيشٍ، الأُمَراءُ مِن قُرَيشٍ، لي عليهم حَقٌّ، ولَهم عليكُم حَقٌّ ما فعَلوا ثَلاثًا: ما حَكَموا فعَدَلوا، واستُرحِموا فرَحِموا، وعاهَدوا فوَفَوا، فمَن لَم يَفعَلْ ذلك مِنهم فعليه لَعنةُ اللهِ والمَلائِكةِ والنَّاسِ أجمَعينَ)) [115] أخرجه أحمَد (19805) واللَّفظُ له، والبزار (3857)، وأبو يعلى (3645). صحَّحه لغَيرِه الألباني في ((صحيح الترغيب)) (2189)، وحَسَّنَه ابنُ حجر في ((موافقة الخبر الخبر)) (1/478)، وقوَّى إسنادَه شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (19805). وذهب إلى تصحيحه العراقي في ((محجة القرب)) (188). .
وفي حَديثِ أبي موسى الأشعَريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((قامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على بابِ بَيتٍ فيه نَفرٌ مِن قُرَيشٍ، فقال: وأخَذَ بعِضادَتي [116] عِضادَتا البابِ: هما خَشَبَتاه مِن جانِبَيه. يُنظر: ((الصحاح)) للجوهري (2/ 509). البابِ، ثُمَّ قال: هَل في البَيتِ إلَّا قُرَشيٌّ؟ قال: فقيلَ: يا رَسولَ اللهِ، غَيرَ فُلانِ ابنِ أُختِنا. فقال: ابنُ أُختِ القَومِ مِنهم. قال: ثُمَّ قال: إنَّ هذا الأمرَ في قُرَيشٍ ما داموا إذا استُرحِموا رَحِموا، وإذا حَكَموا عَدَلوا، وإذا قَسَموا أقسَطوا، فمَن لَم يَفعَلْ ذلك مِنهم فعليه لَعنةُ اللهِ والمَلائِكةِ والنَّاسِ أجمَعينَ، لا يُقبَلُ مِنه صَرفٌ ولا عَدلٌ)) [117] أخرجه أحمد (19541) واللفظ له، والبزار (3069)، والطبراني كما في ((الترغيب والترهيب)) للمنذري (3/119). وقَولُه: "ابنُ أُختِ القَومِ مِنهم" أخرجه أبو داود (5122). صحَّحه العِراقيُّ في ((محجة القرب)) (187)، وصحَّحه لغيره الألباني في ((صحيح الترغيب)) (2190). .
5- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((ما مِن أميرِ عَشَرةٍ إلَّا يُؤتى به يَومَ القيامةِ مَغلولًا، لا يَفُكُّه إلَّا العَدلُ، أو يوبِقُه الجَورُ)) [118] أخرجه من طرق: أحمد (9573) واللفظ له، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (6225)، والبيهقي (5411). صحَّحه الألبانيُّ في ((صَحيح التَّرغيب)) (2200)، والوادِعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1395)، وجَوَّده الذَّهَبيُّ في ((المهذب)) (8/4079)، وقوَّى إسنادَه شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (9573)، وجَوَّده المُنذِريُّ في ((الترغيب والترهيب)) (3/189). .

انظر أيضا: