موسوعة الآداب الشرعية

رابعًا: نَقدُ الآراءِ وبَيانُ الأخطاءِ دونَ نَقدِ الأشخاصِ ما أمكَنَ ذلك

يَنبَغي عِندَ الخِلافِ تَوجيهُ النَّقدِ إلى الرَّأيِ المُخالفِ دونَ تَوجيهِ العِباراتِ الجارِحةِ والكَلماتِ النَّابيةِ للمُخالفِ [2355] ((إنصاف أهل السنة والجماعة ومعاملتهم لمخالفيهم)) لمحمد العلي (ص: 94). ويُنظر أيضًا ((منهجية التعامل مع المخالفين)) لسليمان الماجد (ص: 163). والأصلُ هو السَّترُ والعَمَلُ على دَفعِ دَواعي الفُرقةِ والوحشةِ، فالرَّدُّ يَنصَبُّ على المُخالَفةِ المَذمومةِ لا قائِلِها إلَّا إذا كانتِ المَقالةُ فاحِشةً جِدًّا، كَبدعةِ الخَوارِجِ، أو كان المُخالفُ يَدعو إلى خَطَئِه أو بدعَتِه. يُنظر: ((الرد على المخالف من أصول الإسلام)) لبكر أبو زيد (ص: 63). .
الدَّليلُ على ذلك:
1- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ((إذا بلَغَه عن الرَّجُلِ الشَّيءُ لم يَقُلْ: ما بالُ فُلانٍ يقولُ؟ ولكِنْ يقولُ: ما بالُ أقوامٍ يقولونَ كذا وكذا؟ )) [2356] رواه أبو داود (4788) واللفظ له، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (5881)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (8099). صحَّحه الألبانيُّ في ((صحيح سنن أبي داود)) (4788)، والوادعي على شرط الشيخين في ((الصحيح المسند)) (1612)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (4788)، وقال العراقي في ((تخريج الإحياء)) (3/179): (رجالُه رجالُ الصَّحيحِ). .
2- عن مسروقٍ، قال: قالت عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها: ((صنع النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شيئًا فرخَّص فيه، فتنَزَّه عنه قومٌ، فبلغ ذلك النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فخَطَب فحَمِدَ اللهَ ثمَّ قال: ما بالُ أقوامٍ يتنَزَّهون عن الشَّيءِ أصنَعُه؟! فواللهِ إني لأعلَمُهم باللهِ، وأشَدُّهم له خشيةً ( [2357] أخرجه البخاري (6101) واللفظ له، ومسلم (2356). .
فائدةٌ:
حَصَلَ بَينَ الشَّاطِبيِّ وبَينَ أحَدِ عُلَماءِ عَصرِه خِلافٌ حَولَ مَسألةِ الدُّعاءِ الجَماعيِّ بَعدَ الصَّلَواتِ، ومَعَ أنَّه اشتَدَّ في رَدِّه على الشَّاطِبيِّ، إلَّا أنَّ الشَّاطِبيَّ ناقَشَه طَويلًا دونَ ذِكرِ اسمِه [2358] ((الاعتصام)) للشاطبي (1/ 336). .

انظر أيضا: