موسوعة التفسير

سُورةُ النَّبَأِ
الآيات (1-5)

ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ

غريب الكلمات:

النَّبَإِ: أي: الخَبَرِ العظيمِ الشَّأنِ، والمرادُ به هنا القُرآنُ أو البَعْثُ، وأصلُ (نبأ): الإتيانُ مِن مكانٍ إلى مكانٍ، والخبرُ يَأْتي مِن مكانٍ إلى مكانٍ [4] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/5، 6)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 461)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/385)، ((البسيط)) للواحدي (23/112). قال الرَّاغبُ: (النَّبَأُ: خَبَرٌ ذو فائدةٍ عَظيمةٍ يَحصُلُ به عِلمٌ أو غَلَبةُ ظَنٍّ، ولا يُقالُ للخبَرِ في الأصلِ نَبأٌ حتَّى يَتضمَّنَ هذه الأشياءَ الثَّلاثةَ). ((المفردات)) (ص: 788، 789). .

المعنى الإجمالي:

افتَتَح اللهُ تعالى هذه السُّورةَ الكريمةَ بأُسلوبِ الاستِفهامِ؛ لِتَشويقِ السَّامِعِ إلى المُستفهَمِ عنه، ولتَهويلِ أَمْرِه، وتَعظيمِ شَأنِه، قائِلًا سُبحانَه: عن أيِّ شَيءٍ يَتساءَلُ مُشرِكو قُرَيشٍ؟ عن الخَبَرِ العَظيمِ، وهو القُرآنُ وما اشتَمل عليه مِن التَّوحيدِ والبَعْثِ وغيرِ ذلك، الَّذي هم فيه مُختَلِفونَ، ثمَّ قال الله تعالى متوعِّدًا ومهدِّدًا: كلَّا سيَعلَمونَ عِلْمَ اليَقينِ ما كَذَّبوا به، وعاقِبةَ تَكذيبِهم، ثُمَّ كَلَّا سيَعْلَمونَ صِدْقَ القُرآنِ ووُقوعَ البَعْثِ الَّذي كَذَّبوا به.

تفسير الآيات:

عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1).
أي: عن أيِّ شَيءٍ عَظيمٍ يَتساءَلُ مُشرِكو قُرَيشٍ [5] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/5)، ((معاني القرآن)) للزجاج (5/271)، ((تفسير ابن كثير)) (8/302)، ((تفسير السعدي)) (ص: 906). قال الواحدي: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ أصلُه: «عَنْ ما»، فأُدغِمَت النُّونُ في الميمِ، وحُذِفَت ألِفُ «ما»، كقَولِهم: فِيمَ، وبِمَ). ((الوسيط)) (4/411). والضَّميرُ في يَتَسَاءَلُونَ لكُفَّارِ قُرَيشٍ. وقيل: لجميعِ النَّاسِ. يُنظر: ((تفسير ابن جزي)) (2/444). ممَّن اختار أنَّ المرادَ كفَّارُ مكَّةَ ومُشرِكو قُرَيشٍ: ابنُ جرير، والسمرقنديُّ، وابنُ أبي زَمَنِين، والثعلبيُّ، ومكِّي، والزمخشري، والنسفي، والخازن، وأبو حيَّان، وابن كثير، والبِقاعي، والعُلَيمي، والشربيني، والقاسمي. يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/5)، ((تفسير السمرقندي)) (3/536)، ((تفسير ابن أبي زمنين)) (5/82)، ((تفسير الثعلبي)) (10/113)، ((الهداية إلى بلوغ النهاية)) لمكي (12/7981)، ((تفسير الزمخشري)) (4/684)، ((تفسير النسفي)) (3/589)، ((تفسير الخازن)) (4/386)، ((تفسير أبي حيان)) (10/383)، ((تفسير ابن كثير)) (8/302)، ((نظم الدرر)) للبقاعي (21/190)، ((تفسير العليمي)) (7/257)، ((تفسير الشربيني)) (4/468)، ((تفسير القاسمي)) (9/388). قال الواحديُّ: (قال المفسِّرونَ: لَمَّا بُعِث رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأخبَرَهم بتوحيدِ الله، والبعثِ بعدَ الموتِ، وتلا عليهم القرآنَ؛ جعَلوا يَتساءَلونَ بيْنَهم، فيَقولونَ: ماذا جاء به محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم؟ وما الَّذي أتى به؟ فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ: عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ). ((الوسيط)) (4/411). وقال ابن عطيَّةَ: (يحتملُ الضَّميرُ في يَتَسَاءَلُونَ أن يريدَ جميعَ العالَمِ، فيكونَ الاختِلافُ حينَئذٍ يُرادُ به تصديقُ المؤمنينَ، وتكذيبُ الكافِرين، ونَزَغاتُ المُلحِدين. ويحتمِلُ أن يُرادَ بالضَّميرِ الكفَّارُ مِن قُرَيشٍ، فيكونَ الاختِلافُ شكَّ بعضٍ، وتكذيبَ بعضٍ). ((تفسير ابن عطية)) (5/423). فعلى الاحتمال الأول فالَّذين كانوا يَتساءَلون هم الكفَّارُ والمؤمِنونَ، وكانوا جميعًا يَتساءَلونَ عنه؛ أمَّا المُسلِمُ فلِيَزدادَ بصيرةً ويقينًا في دينِه، وأمَّا الكافرُ فعلى سبيلِ السُّخريةِ، أو على سبيلِ إيرادِ الشُّكوكِ والشُّبُهاتِ. يُنظر: ((تفسير الرازي)) (31/6). وذكر ابنُ عاشورٍ -على الاحتمالِ الثاني- أنَّ قولَه: يَتَسَاءَلُونَ إمَّا أن يكونَ بسُؤالِ بَعضِهم بعضًا سؤالَ مُتطَلِّعٍ للعِلمِ؛ لأنَّهم حينَئذٍ لم يَزالوا في شكٍّ مِن صِحَّةِ ما أُنبِئوا به، ثمَّ استقَرَّ أمرُهم على الإنكارِ، أو أنَّهم يَتظاهَرونَ بالسُّؤالِ، وهم موقِنونَ بانتفاءِ وُقوعِ ما يَتساءَلونَ عنه؛ فيَكونونَ قَصَدوا بالسُّؤالِ الاستِهزاءَ. ثمَّ ذكَر ابنُ عاشور أنَّ الوَجهَ هو حَملُ الآيةِ عليهما، قال: (لأنَّ المُشرِكينَ كانوا مُتفاوِتينَ في التَّكذيبِ). ((تفسير ابن عاشور)) (30/8). ؟
عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2).
مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبْلَها:
لَمَّا فَخَّم ما يَتساءَلونَ عنه، مُعَجِّبًا منهم فيه؛ بيَّنَه بقَولِه إعلامًا بأنَّ ذلك الإبهامَ ما كان إلَّا للإعظامِ: عَنِ النَّبَإِ [6] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (21/191). .
عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2).
أي: يتَساءلونَ عن الخَبَرِ العَظيمِ، وهو ما اشتَمل عليه القرآنُ مِن التَّوحيدِ والبعثِ وغيرِ ذلك [7] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/5)، ((الوسيط)) للواحدي (4/411)، ((تفسير البغوي)) (5/199)، ((تفسير ابن كثير)) (8/302)، ((تفسير السعدي)) (ص: 906). قيل: المرادُ بالنبأِ -أي: الخبرِ- العظيمِ: القرآنُ. وممَّن اختاره: السمرقنديُّ، والرازيُّ. يُنظر: ((تفسير السمرقندي)) (3/536)، ((تفسير الرازي)) (31/6). قال الواحدي: (ومعنى: النَّبَإِ الْعَظِيمِ القرآنُ في قولِ جميعِ المفَسِّرينَ، وهو قولُ الكَلْبيِّ، ومُقاتِلٍ، ومجاهِدٍ، وقَتادةَ، وسُفْيانَ). ((البسيط)) (23/111). ويُنظر: ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (4/557). ورواه ابنُ مَرْدويه عن ابنِ عبَّاسٍ، كما في ((الدر المنثور)) للسيوطي (8/390). وقال الواحديُّ أيضًا: (هو: القرآنُ في قولِ الجميعِ. ومعناه: الخبَرُ العظيمُ الشَّأنِ؛ لأنَّه يُنبئُ على التَّوحيدِ، وتصديقِ الرَّسولِ، والخبَرِ عمَّا يجوزُ وعمَّا لا يجوزُ، وعن البَعثِ والنُّشورِ). ((الوسيط)) (4/411). ونَسَب البَغَويُّ هذا القولَ إلى الأكثَرينَ. يُنظر: ((تفسير البغوي)) (5/199). وقيل: هو البَعثُ. وممَّن ذهب إلى هذا القَولِ: ابنُ أبي زَمَنِين، والنَّسَفيُّ، وابنُ كثير. يُنظر: ((تفسير ابن أبي زمنين)) (5/82)، ((تفسير النسفي)) (3/589)، ((تفسير ابن كثير)) (8/302). وممَّن قال بهذا القولِ مِن السَّلفِ: قَتادةُ في روايةٍ عنه، وابنُ زَيدٍ. يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/6)، ((تفسير ابن الجوزي)) (4/388). وممَّن اختار في الجملةِ أنَّ النَّبأَ العَظيمَ هو رسالةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وشريعتُه، وما جاء به مِن القرآنِ المُشتَمِلِ على التَّوحيدِ والبَعثِ وغيرِ ذلك: ابنُ جُزَي، وأبو حيَّان، وجلال الدين المحلي، والبِقاعي. يُنظر: ((تفسير ابن جزي)) (2/444)، ((تفسير أبي حيان)) (10/383)، ((تفسير الجلالين)) (ص: 786)، ((نظم الدرر)) للبقاعي (21/191). ويُنظر أيضًا: ((تفسير ابن عثيمين- جزء عم)) (ص: 25). قال ابنُ عاشور: (يَشملُ كُلَّ نَبأٍ عَظيمٍ أنبَأَهم الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم به، وأوَّلُ ذلك إنباؤُه بأنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ، وما تضَمَّنَه القُرآنُ مِن إبطالِ الشِّركِ، ومِن إثباتِ بَعثِ النَّاسِ يومَ القيامةِ، فما يُروى عن بعضِ السَّلَفِ مِن تعيينِ نبأٍ خاصٍّ: يُحمَلُ على التَّمثيلِ؛ فعن ابنِ عبَّاسٍ: هو القرآنُ. وعن مُجاهِدٍ وقَتادةَ: هو البَعثُ يومَ القيامةِ). ((تفسير ابن عاشور)) (30/10). قال ابنُ جُزَي (ويتعلَّقُ عَنِ النَّبَإِ بفِعلٍ مَحذوفٍ يُفَسِّرُه الظَّاهِرُ، تقديرُه: يَتساءَلونَ عن النَّبأِ. ووقعت هذه الجُملةُ جوابًا عن الاستفهامِ، وبيانًا للمَسْؤولِ عنه، كأنَّه لَمَّا قال: عَمَّ يَتساءَلونَ؟ أجاب فقال: يَتساءَلونَ عن النَّبأِ العظيمِ. وقيل: يتعلَّقُ عَنِ النَّبَإِ بـ يَتَسَاءَلُونَ الظَّاهِرِ، والمعنى على هذا: لأيِّ شَيءٍ يَتساءَلونَ عن النَّبأِ العظيمِ؟ والأوَّلُ أفصَحُ وأبرَعُ). ((تفسير ابن جزي)) (2/444). .
كما قال تعالى: قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ [ص: 67-68] .
الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3).
أي: الَّذي اختَلَف فيه أهلُ مَكَّةَ [8] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/7)، ((تفسير السمرقندي)) (3/536)، ((تفسير ابن كثير)) (8/302)، ((تفسير ابن عثيمين- جزء عم)) (ص: 25). قيل: المرادُ: اختِلافُ الكُفَّارِ فيما يَصِفونَ به النَّبَأَ العَظيمَ؛ كُفْرًا وتكذيبًا به. وممَّن ذهب إلى هذا المعنى في الجملةِ: الشَّوكانيُّ، وابنُ عاشور. يُنظر: ((تفسير الشوكاني)) (5/438)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/10، 11). وقيل: معنى اختلافِهم: أنَّ مِنهم مَنْ آمَنَ به، ومنهم مَن كَفَر به. وممَّن قال بهذا في الجُملةِ: ابنُ جرير، والسمرقنديُّ، وابنُ كثير، وابنُ عثيمين. يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/7)، ((تفسير السمرقندي)) (3/536)، ((تفسير ابن كثير)) (8/302)، ((تفسير ابن عثيمين- جزء عم)) (ص: 25). وممَّن جمَع بيْن المعنيَيْنِ: البِقاعي. يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (21/191). قال ابنُ جُزَي (إن كان الضَّميرُ في يَتَسَاءَلُونَ لكُفَّارِ قُرَيشٍ، فاختِلافُهم أنَّ مِنهم مَن يقطَعُ بالتَّكذيبِ، ومنهم مَن يشُكُّ، أو يكونُ اختِلافُهم قَولَ بَعضِهم: سِحرٌ، وقولَ بَعضِهم: شِعرٌ وكِهانةٌ، وغيرَ ذلك، وإن كان الضَّميرُ لجميعِ النَّاسِ فاختِلافُهم أنَّ منهم المؤمِنَ والكافِرَ). ((تفسير ابن جزي)) (2/444). وقيل: يجوزُ أن يكونَ الاختِلافُ بالإقرارِ والإنكارِ على كَونِ ضميرِ يَتَسَاءَلُونَ للكفَّارِ أيضًا، بأن يُجعلَ ضميرُ هُمْ للسَّائلينَ والمَسْؤولينَ. يُنظر: ((حاشية الخفاجي على تفسير البيضاوي)) (8/300)، ((تفسير الألوسي)) (15/203). وقال ابن كثير بعدَ أن ذكر أنَّ المرادَ تَساؤُلُ المشرِكين: (قوله: الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ يعني: النَّاسُ فيه على قولَينِ: مؤمنٌ به، وكافرٌ). ((تفسير ابن كثير)) (8/302). .
كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4).
أي: ليس الأمرُ كما يَزعُمُ المكَذِّبونَ بالقُرآنِ والمُنكِرونَ للبَعْثِ وغيرِه ممَّا جاء به، وهم سيَعلَمونَ عِلْمَ اليَقينِ ما كَذَّبوا به، عندَ مَوتِهم ويومَ القيامةِ، وسيَعلَمونَ حَقًّا عاقِبةَ تَكذيبِهم [9] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/7)، ((تفسير السمرقندي)) (3/536)، ((الوسيط)) للواحدي (4/412)، ((تفسير ابن كثير)) (8/302)، ((تفسير السعدي)) (ص: 906)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/11). قال البِقاعي: (كَلَّا أي: ليس ما سألُوا عنه واختَلَفوا فيه بمَوضِعِ اختِلافٍ أصلًا، ولا يَصِحُّ أن يَطرُقَه رَيْبٌ بوَجهٍ مِنَ الوُجوهِ؛ فلْيَنزَجِروا عن ذلك، ولْيَرْتَدِعوا قبْلَ حُلولِ ما لا قِبَلَ لهم به). ((نظم الدرر)) (21/193). .
كما قال تعالى: الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ [غافر: 70 - 72] .
ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5).
أي: ثمَّ ليس الأمرُ كما يَزْعُمونَ، فهم حَتْمًا سيَعْلَمونَ صِدْقَ القُرآنِ وما اشتمَل عليه، كوُقوعِ البَعْثِ الَّذي كَذَّبوا به، وسيَعْلَمونَ عاقِبةَ ذلك [10] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/7)، ((تفسير السمرقندي)) (3/536)، ((تفسير القرطبي)) (19/170). .

الفوائد العلمية واللطائف:

1- قَولُ اللهِ تعالى: عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ سُؤالٌ، وقَولُه: عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ جوابُ السَّائِلِ، والمجيبُ هو اللهُ تعالى، وذلك يدُلُّ على عِلْمِه بالغَيْبِ، بل بجَميعِ المعلوماتِ [11] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (31/5). .
2- قَولُ اللهِ تعالى: عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ فيه سؤالٌ: ما الفائدةُ في أن يُذكَرَ الجَوابُ معه؟
الجوابُ: لأنَّ إيرادَ الكلامِ في مَعرِضِ السُّؤالِ والجوابِ أقرَبُ إلى التَّفهيمِ والإيضاحِ، ونظيرُه: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [12] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (31/5). [غافر: 16] .
3- في قَولِه تعالى: عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ عِظَمُ ما جاء به الرَّسولُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ مِن الوَحْيِ، وأنَّه نَبَأٌ عَظيمٌ [13] يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة ص)) (ص: 232). .

بلاغة الآيات:

1- قولُه تعالَى: عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ
- قولُه: عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ افتِتاحُ الكلامِ بالاستِفهامِ عن تَساؤُلِ جماعةٍ عن نَبأٍ عَظيمٍ، افتِتاحُ تَشويقٍ ثمَّ تَهويلٍ وتَفخيمِ الشَّأنِ لِما سيُذكَرُ بعدَه، كأنَّه لفَخامتِه وخُروجِه عن حُدودِ الأجناسِ المعهودةِ خَفِيَ جِنسُه فيُسأَلُ عنه، فهو مِن الفواتحِ البديعةِ؛ لِما فيها مِن أُسلوبٍ عَزيزٍ غيرِ مألوفٍ، ومِن تَشويقٍ بطَريقةِ الإجمالِ ثمَّ التَّفصيلِ، المحصِّلةِ لتَمكُّنِ الخبرِ الآتي بعْدَه في نفْسِ السَّامعِ أكمَلَ تَمكُّنٍ [14] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (4/684)، ((تفسير البيضاوي)) (5/278)، ((تفسير أبي حيان)) (10/383)، ((تفسير أبي السعود)) (9/84)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/6)، ((إعراب القرآن)) لدرويش (10/350). .
- ولَمَّا كان هذا الافتتاحُ مُؤْذِنًا بعَظيمِ أمْرٍ، كان مُؤذِنًا بالتَّصدِّي لقولٍ فصْلٍ فيه، ولَمَّا كان في ذلك إشعارٌ بأهَمِّ ما فيه خَوضُهم يَومَئذٍ، يُجعَلُ افتِتاحُ الكلامِ به مِن بَراعةِ الاستِهلالِ [15] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/6). وبراعةُ الاستِهلالِ: هي كَونُ ابتداءِ الكلامِ مُناسِبًا للمقصودِ، وأنْ يكونَ أوَّلُ الكلامِ دالًّا على ما يُناسِبُ حالَ المتكلِّمِ، مُتضمِّنًا لِمَا سِيق الكلامُ مِن أجْلِه مِن غيرِ تصريحٍ، بلْ بألْطَفِ إشارةٍ يُدرِكُها الذَّوقُ السَّليمُ، ومِن أحسَنِ صُوَرِ براعةِ الاستِهلالِ مَوقِعًا، وأبلَغِها معنًى: فواتحُ سُوَرِ القرآنِ الكريمِ، ومنها الحُروفُ المقطَّعةِ؛ فإنَّها تُوقِظُ السَّامِعينَ للإصغاءِ إلى ما يَرِدُ بعدَها؛ لأنَّهم إذا سمِعوها مِن النَّبيِّ الأُمِّيِّ عَلِموا أنَّها والمَتْلُوَّ بعْدَها مِن جِهةِ الوحيِ، وفيها تنبيهٌ على أنَّ المتلوَّ عليهم مِن جِنسِ ما يَنظِمونَ منه كلامَهم، مع عجْزِهم عن أنْ يأتوا بمِثلِه. يُنظر: ((التعريفات)) للجرجاني (ص: 45)، ((الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم)) لعصام الدين الحنفي (1/129)، ((تفسير أبي السعود)) (4/282)، ((أنوار الربيع في أنواع البديع)) لابن معصوم (1/53)، ((علوم البلاغة)) للمراغي (ص: 378). .
- وضَميرُ يَتَسَاءَلُونَ يجوزُ أنْ يكونَ ضَميرَ جَماعةِ الغائبينَ مُرادًا به المُشرِكونَ مِن أهلِ مكَّةَ، ولم يَسبِقْ لهم ذِكرٌ في هذا الكلامِ، ولكنَّ ذِكرَهم مُتكرِّرٌ في القرآنِ، فصاروا مَعروفينَ بالقَصدِ مِن بعضِ ضَمائرِه وإشاراتِه المُبهَمةِ [16] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (4/684)، ((تفسير البيضاوي)) (5/278)، ((تفسير أبي حيان)) (10/383)، ((تفسير أبي السعود)) (9/84)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/9). .
- وقيلَ: هو سؤالُ استِهزاءٍ أو تَعجُّبٍ، وإنَّما هم موقِنونَ بالتَّكذيبِ [17] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/8). .
- ولَمَّا كان الاستِفهامُ مستعمَلًا في غيرِ طلبِ الفَهمِ، حَسُن تعقيبُه بالجوابِ عنه بقولِه: عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ، فهو بَيانٌ لشَأنِ المسؤولِ عنه إثرَ تَفخيمِه بإبهامِ أمْرِه، وتَوجيهِ أذهانِ السَّامِعينَ نحوَه، وتَنزيلِهم مَنزِلةَ المستفهِمينَ؛ فإنَّ إيرادَه على طَريقةِ الاستِفهامِ مِن علَّامِ الغُيوبِ؛ للتَّنبيهِ على أنَّه لانقطاعِ قَرينِه، وانعدامِ نَظيرِه خارجٌ عن دائرةِ عُلومِ الخَلْقِ، خَليقٌ بأنْ يُعتنَى بمَعرفتِه ويُسألَ عنه، كأنَّه قيلَ: عنْ أيِّ شيءٍ يَتساءَلونَ؟ هل أُخبِرُكُم بِه؟ ثمَّ قيلَ بطَريقِ الجوابِ: عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ، على مِنهاجِ قولِه تعالى: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غافر: 16] ، فـ(عَنْ) مُتعلِّقةٌ بما يدُلُّ عليه المذكورُ مِن مُضمَرٍ حقُّه أنْ يُقدَّرَ بعدَها؛ مُسارَعةً إلى البيانِ، ومُراعاةً لتَرتيبِ السُّؤالِ، هذا هو الحقيقُ بالجزالةِ التَّنزيليَّةِ [18] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (4/684)، ((تفسير البيضاوي)) (5/278)، ((تفسير أبي السعود)) (9/84، 85)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/9)، ((إعراب القرآن)) لدرويش (10/351). .
- ووُصِفَ النَّبأُ بالعظيمِ هنا زيادةً في التَّنويهِ به؛ لأنَّ كَونَه واردًا مِن عالِمِ الغَيبِ زادَه عِظَمَ أوصافٍ وأهوالٍ، فوَصْفُ النَّبأِ بالعظيمِ باعتبارِ ما وُصِف فيه مِن أحوالِ البعثِ فيما نزَلَ مِن آياتِ القرآنِ قبْلَ هذا [19] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/10). .
وقيل: لَمَّا كان في مَقامِ التَّفخيمِ له، وصَفَه تأكيدًا بقولِه: الْعَظِيمِ، مع أنَّ النَّبأَ لا يُقالُ إلَّا لخبرٍ عظيمٍ شأنُه؛ ففي ذلك تَنبيهٌ على أنَّه مِن حقِّه أن يُذعِنَ له كلُّ سامعٍ، ويَهتَمَّ بأمرِه، لا أنْ يَشُكَّ فيه ويَجعَلَه مَوضِعًا للنِّزاعِ [20] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (21/191). .
- والتَّعريفُ في النَّبَإِ قيل: هو تَعريفُ الجنسِ؛ فيَشملُ كلَّ نبأٍ عظيمٍ أنبَأَهم الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم به [21] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/10). .
- وقد وُصِفَ النَّبأُ بقولِه تعالَى: الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ بعدَ وصْفِه بالعظيمِ؛ تأكيدًا لخطرِه إثرَ تأكيدٍ، وإشعارًا بمَدارِ التَّساؤلِ عنه [22] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (9/85). .
- والضَّميرُ في الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ تَأكيدٌ، وفيه معْنى الاختصاصِ، ولم يكنْ لقُرَيشٍ اختصاصٌ بالاختلافِ، لكنْ لَمَّا كان خَوضُهم فيه أكثَرَ، وتعنُّتُهم له أظْهَرَ؛ جُعِلوا كأنَّهم مَخصوصونَ به [23] يُنظر: ((حاشية الطيبي على الكشاف)) (16/243). .
- وفي قولِه: الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ جِيءَ بالجُملةِ الاسميَّةِ في صِلةِ المَوصولِ دونَ أنْ يقولَ: (الَّذي يَختلِفونَ فيه) أو نحوَ ذلك؛ لتُفيدَ الجملةُ الاسميَّةُ أنَّ الاختِلافَ في أمرِ هذا النَّبأِ مُتمكِّنٌ منهم، ودائمٌ فيهم؛ لدَلالةِ الجملةِ الاسميَّةِ على الدَّوامِ والثَّباتِ [24] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (9/85)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/11). .
- وتَقديمُ فِيهِ على مُخْتَلِفُونَ؛ للاهتِمامِ بالمجرورِ، وللإشعارِ بأنَّ الاختلافَ ما كان مِن حقِّه أنْ يَتعلَّقَ به، مع ما في التَّقديمِ مِن الرِّعايةِ على الفاصِلةِ [25] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (9/85)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/11). .
2- قولُه تعالَى: كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ
- كَلَّا حرْفُ رَدْعٍ وإبطالٍ لشَيءٍ يَسبِقُه غالبًا في الكلامِ، يَقتضي ردْعَ المنسوبِ إليه، وإبطالَ ما نُسِب إليه، وهو هنا رَدعٌ لِلَّذينَ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ [النَّبأ: 1-3]، وإبطالٌ لِما تَضمَّنَتْه جملةُ يَتَسَاءَلُونَ مِن تَساؤلٍ مَعلومٍ للسَّامِعينَ، فمَوقعُ الجملةِ مَوقعُ الجوابِ عن السُّؤالِ؛ ولذلك فُصِلَتْ ولم تُعطَفْ؛ لأنَّ ذلك طَريقةُ السُّؤالِ والجوابِ، والكلامُ وإنْ كان إخبارًا عنهم فإنَّهم المقصودونَ به، فالرَّدعُ موجَّهٌ إليهم بهذا الاعتبارِ، والمعنى: إبطالُ الاختِلافِ في ذلك النَّبأِ، وإنكارُ التَّساؤلِ عنه، ذلك التَّساؤلُ الَّذي أرادوا به الاستهزاءَ وإنكارَ الوُقوعِ، وذلك يُثبِتُ وُقوعَ ما جاءَ به النَّبأُ وأنَّه حقٌّ؛ لأنَّ إبطالَ إنكارِ وُقوعِه يُفْضي إلى إثباتِ وُقوعِه [26] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (4/684)، ((تفسير البيضاوي)) (5/278)، ((تفسير أبي حيان)) (10/383)، ((فتح الرحمن)) للأنصاري (ص: 595)، ((تفسير أبي السعود)) (9/85)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/11). .
- والغالبُ في استعمالِ (كَلَّا) أنْ تُعقَّبَ بكلامٍ يُبيِّنُ ما أجمَلتْه مِن الرَّدعِ والإبطالِ؛ فلذلك عُقِّبتْ هنا بقولِه: سَيَعْلَمُونَ، وهو زيادةٌ في إبطالِ كلامِهم بتحقيقِ أنَّهم سيُوقِنونَ بوُقوعِه، ويُعاقَبونَ على إنكارِه، فَهُمَا عِلْمانِ يَحصُلانِ لهم: عِلمٌ بحقِّ وُقوعِ البعثِ، وعِلمٌ في العِقابِ عليه، ولذلك حُذِفَ مَفعولُ سَيَعْلَمُونَ؛ ليَعُمَّ المَعلومَيْنِ؛ فإنَّهم عندَ الموتِ يَرَون ما سيَصيرون إليه بعدَ الموتِ [27] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/11، 12). .
- أو حُذِفَ ما يَتعلَّقُ به العِلمُ على سبيلِ التَّهويلِ، أي: سيَعلَمونَ ما يَحُلُّ بهم [28] يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (10/384). .
- وتَضمَّنَ هذا الإبطالُ وما بعدَه إعلامًا بأنَّ يومَ البعثِ واقعٌ، وتَضمَّنَ وعيدًا [29] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/12). .
- ومِن مَحاسنِ هذا الأسلوبِ في الوعيدِ أنَّ فيه إيهامًا بأنَّهم سيَعلَمونَ جوابَ سؤالِهم الَّذي أرادوا به الإحالةَ والتَّهكُّمَ، وصَوَّروهُ في صورةِ طلبِ الجوابِ، فهذا الجوابُ مِن بابِ قولِ النَّاسِ: الجوابُ ما تَرى لا ما تَسمَعُ [30] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/12). .
- قولُه: سَيَعْلَمُونَ وعيدٌ بطَريقِ الاستِئنافِ أنَّهم سوف يَعلَمونَ أنَّ ما يَتساءَلونَ عنه ويَضحكونَ منه حقٌّ، وتَعليلٌ للرَّدعِ. والتَّعبيرُ عمَّا يُلاقونَه مِن فُنونِ الدَّواهِي والعُقوباتِ بالعِلمِ؛ لوُقوعِه في مَعرضِ التَّساؤلِ والاختِلافِ [31] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (4/684)، ((تفسير البيضاوي)) (5/278)، ((تفسير أبي السعود)) (9/85). .
- والسِّينُ في قولِه: سَيَعْلَمُونَ للتَّقريبِ والتأكيدِ؛ أُكِّدَ الكلامُ بحرْفِ الاستِقبالِ الَّذي شأنُه إفادةُ تقريبِ المستقبَلِ [32] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (9/85)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/12). .
- قولُه: ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ارتقاءٌ في الوعيدِ والتَّهديدِ؛ فإنَّ (ثُمَّ) لَمَّا عطَفَتِ الجملةَ فهي للتَّرتيبِ الرُّتبيِّ؛ وهو أنَّ مَدلولَ الجملةِ الَّتي بعدَها أَرْقى رُتبةً في الغرضِ مِن مَضمونِ الجملةِ الَّتي قبْلَها، ولَمَّا كانتِ الجملةُ الَّتي بعدَ (ثُمَّ) مِثلَ الجملةِ الَّتي قبْلَ (ثُمَّ)، تَعيَّنَ أنْ يكونَ مضمونُ الجملةِ الَّتي بعدَ (ثُمَّ) أَرْقى درجةً مِن مضمونِ نظيرِها، ومعنى ارتقاءِ الرُّتبةِ أنَّ مضمونَ ما بعدَ (ثُمَّ) أَقْوى مِن مضمونِ الجملةِ الَّتي قبلَ (ثُمَّ)، وهذا المضمونُ هو الوعيدُ، فلمَّا استُفيدَ تحقيقُ وُقوعِ المتوعَّدِ به بما أفادَهُ التَّوكيدُ اللَّفظيُّ -إذ الجملةُ الَّتي بعدَ (ثُمَّ) أكَّدَتِ الجملةَ الَّتي قبْلَها [33] جملةُ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ توكيدٌ للأُولى كَلَّا سَيَعْلَمُونَ مِن حيثُ المعنى، وإن كانتْ ليستْ توكيدًا باعتبارِ اصطلاحِ النَّحْويِّينَ؛ لأنَّه فُصِل بيْنَها وبيْنَ الَّتي قبْلَها بحرفِ العطفِ، والتَّوكيدُ لا يُفصَلُ بيْنَه وبيْنَ مؤكَّدِه بشَيءٍ مِنَ الحروفِ. يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- جزء عم)) (ص: 25، 26). - تَعيَّنَ انصرافُ معنى ارتقاءِ رتبةِ معنى الجملةِ الثَّانيةِ وهو أنَّ المتوعَّدَ به الثَّانيَ أعظَمُ ممَّا يَحسَبونَ [34] يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (4/684)، ((تفسير البيضاوي)) (5/278)، ((تفسير أبي حيان)) (10/383)، ((تفسير أبي السعود)) (9/85)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/12)، ((إعراب القرآن)) لدرويش (10/351). .
وقيل: كُرِّرَ قولُه: ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ؛ لأنَّ الأوَّلَ تَوعُّدٌ للكُفَّارِ بما يَرَونَه عِندَ النَّزعِ، والثَّانيَ تَوعُّدٌ لهم بما يَصيرونَ إليه مِن عذابِ الآخِرةِ، أو الأوَّلَ تَوعُّدٌ بأهوالِ القيامةِ، والثَّانيَ تَوعُّدٌ بما بعدَها مِن النَّارِ وحَرِّها، أو الأوَّلَ رَدعٌ عن الاختِلافِ، والثَّانيَ عن الكفرِ [35] يُنظر: ((تفسير البيضاوي)) (5/278)، ((فتح الرحمن)) للأنصاري (ص: 595)، ((تفسير أبي السعود)) (9/85). .