موسوعة التفسير

سورةُ المُرسَلاتِ
الآيات (29-34)

ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ

غريب الكلمات:

ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ: يعني: دُخانَ جَهنَّمَ إذا ارتَفَع انشَعَب وافتَرَق ثلاثَ فِرَقٍ، والتَّشَعُّبُ: تفَرُّقُ الجِسْمِ الواحِدِ فِرَقًا، وأصلُ (شعب): يدُلُّ على الافتِراقِ .
لَا ظَلِيلٍ: أي: لا يُظِلُّ مِن الحرِّ، ولا يُفيدُ فائدةَ الظِّلِّ، وأصلُ (ظلل): يَدُلُّ عَلَى سَتْرِ شيءٍ لشَيءٍ، وهو الَّذي يُسَمَّى الظِّلَّ .
 اللَّهَبِ: أي: لَهبِ النَّارِ، واللَّهَبُ ما يَعلو على النَّارِ إذا اضْطَرَمَتْ مِن أحْمَرَ وأصْفَرَ وأخْضَرَ، واللَّهَبُ: اضْطِرامُ النَّارِ، ويُقالُ للدُّخَانِ وللغُبارِ، وأصلُ (لهب): ارْتِفاعُ لِسانِ النَّارِ، ثُمَّ يُقاسُ عليه ما يُقارِبُه. تقولُ: الْتَهَبَتِ النَّارُ الْتِهابًا. وكلُّ شَيءٍ ارتَفَع ضَوْؤُه، ولَمَع لَمَعانًا شَديدًا فإنَّه يُقالُ فيه ذلك .
كَالْقَصْرِ: أي: كالدُّورِ الكِبارِ المُشَيَّدةِ، والحُصونِ والمدائِنِ في العِظَمِ، وهو واحِدُ القُصورِ. وقيل: القَصْرُ: أُصُولُ النَّخْلِ والشَّجَرِ العِظَامِ، جَمعُ قَصْرةٍ، مِثلُ جَمْرةٍ وجَمْرٍ، وتَمْرةٍ وتَمْرٍ. والقَصْرةُ: الواحِدةُ مِن الحَطَبِ الغَليظِ .
جِمَالَةٌ: الجِمالةُ: جَمْعُ الجَمَلِ المعروفِ، مِثلُ: حَجَرٍ وحِجارةٍ. وقيل: هي حِبالُ السُّفُنِ يُجمَعُ بَعضُها إلى بَعضٍ، حتَّى تكونَ كأوساطِ الرِّجالِ، وأصلُ (جمل): يدُلُّ على تجَمُّعٍ وعِظَمِ الخَلْقِ .
صُفْرٌ: أي: سٌودٌ، جمعُ أصفَرَ، يُقالُ: جمَلٌ أصفَرُ، أي: أسْوَدُ، والصُّفْرةُ: لَونٌ مِن الألوانِ الَّتي بيْن السَّوادِ والبَياضِ، وهي إلى السَّوادِ أقرَبُ، وقد سُمِّيَتْ صُفْرًا؛ لأنَّ سَوادَها يَضرِبُ إلى الصُّفرةِ، وأصل (صفر) هنا: لَوْنٌ مِن الألوانِ .

المعنى الإجمالي:

يقولُ تعالى مبيِّنًا ما يَنتظِرُ هؤلاءِ المكذِّبينَ مِن العذابِ والنَّكالِ: يُقالُ يومَ القيامةِ للمُكَذِّبينَ: سِيروا إلى النَّارِ الَّتي كُنتُم تُكَذِّبونَ بها في الدُّنيا، سِيروا إلى ظِلٍّ مِن دُخَانٍ ذي ثلاثِ شُعَبٍ، لا يُظِلُّ الكافِرينَ، ولا يَقِيهم مِن لَهَبِ النَّارِ.
ثمَّ يَذكُرُ اللهُ تعالى عِظَمَ شَرَرِ النَّارِ، فيقولُ: إنَّ النَّارَ مِن شِدَّةِ استِعارِها وتَلَهُّبِها تَرْمي بشَرَرٍ عَظيمٍ يَتطايَرُ منها، كالقُصورِ العاليةِ، كأنَّه جِمالٌ سُودٌ.
ثمَّ يقولُ تعالى مُهدِّدًا ومتوَعِّدًا: عَذابٌ وهَلاكٌ يومَ القيامةِ للمُكَذِّبينَ بالحَقِّ.

تفسير الآيات:

انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29).
مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبْلَها:
بعدَ أنْ ذكَرَ أنَّ للمُكَذِّبينَ باللهِ وأنبيائِه واليَومِ الآخِرِ العذابَ في يومِ الفَصلِ والجزاءِ؛ بيَّن هنا نوعَ ذلك العذابِ بما يَحارُ فيه أولو الألبابِ، ويَخِرُّ مِن هَولِه كُلُّ مُخْبِتٍ أوَّابٍ .
انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29).
أي: يُقالُ يومَ القيامةِ للمُكَذِّبينَ: سِيروا إلى النَّارِ الَّتي كُنتُم تُكَذِّبونَ بها في الدُّنيا .
انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30).
أي: سِيروا إلى ظِلٍّ مِن دُخَانٍ يَرتَفِعُ مِنَ النَّارِ ويَتصاعَدُ حتَّى يتشَعَّبَ إلى ثلاثِ شُعَبٍ عَظيمةٍ .
لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31).
أي: لا يُظِلُّ المُكَذِّبينَ مِن حَرِّها، ولا يَقِيهم مِن لَهَبِها .
إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32).
أي: إنَّ النَّارَ مِن شِدَّةِ استِعارِها وتَلَهُّبِها تَرْمي بشَرَرٍ عَظيمٍ يَتطايَرُ منها، كأنَّه قُصورٌ عاليةٌ !
كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33).
القِراءاتُ ذاتُ الأثَرِ في التَّفسيرِ:
1- قِراءةُ: جِمَالَةٌ جَمعُ جَمَلٍ، يعني: أنَّ الشَّرَرَ كالجِمالِ الصُّفْرِ .
2- قِراءةُ: جُمَالَاتٌ قيل: جَمعُ جُمالةٍ، مِنَ الشَّيءِ المُجمَلِ، وقيل: هو الحَبلُ الغَليظُ كحِبالِ السُّفُنِ والجُسورِ. وقيل: هذه القراءةُ والَّتي تليها بمعنًى واحدٍ، وهي الجِمالُ .
3- قراءة: جِمَالَاتٌ جمعُ جِمالةٍ، أو جِمالٍ، فيَكونُ جَمْعَ الجَمعِ، وهو بمعنَى القِراءةِ الأُولى، أي: أنَّ الشَّرَرَ كالجِمالِ الصُّفْرِ .
كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33).
أي: كأنَّ الشَّرَرَ الَّذي يَتطايَرُ مِن جَهَنَّمَ جِمالٌ سُودٌ .
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34).
أي: عَذابٌ وهَلاكٌ وخِزْيٌ يومَ القيامةِ للمُكَذِّبينَ بالحَقِّ .

الفوائد العلمية واللطائف:

1- قَولُ اللهِ تعالى: انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ * لَا ظَلِيلٍ فيه أصلٌ مِن قواعِدِ الهَندسةِ، وهو أنَّ الشَّكلَ المثَلَّثَ لا ظِلَّ له ، فهو شَكلٌ إذا نُصِبَ في الشَّمسِ كَيْفَما نُصِبَ على أيِّ ضِلعٍ كان مِن أضلاعِه لا يكونُ له ظِلٌّ؛ لتَحديدِ رُؤوسِ زَواياهُ .
2- قَولُ اللهِ تعالى: إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ، وهي السُّودُ الَّتي تَضرِبُ إلى لَونٍ فيه صُفرةٌ، وهذا يدُلُّ على أنَّ النَّارَ مُظلِمةٌ؛ لَهَبُها وجَمْرُها وشَرَرُها، وأنَّها سَوْداءُ، كَريهةُ المَرْأَى، شديدةُ الحرارةِ .

بلاغة الآيات:

1- قولُه الله تبارك وتعالَى: انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ * انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ * لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ هذا خِطابٌ للمُكذِّبينَ في يومِ الحَشرِ، فهو مَقولُ قولٍ مَحذوفٍ دلَّ عليه صِيغةُ الخِطابِ بالانطلاقِ دونَ وُجودِ مُخاطَبٍ يُؤمَرُ به الآنَ، والضَّميرُ المُقدَّرُ مع القَولِ المحذوفِ عائدٌ إلى المُكذِّبينَ، أي: يُقالُ للمكذِّبين .
- والأمْرُ بانطلاقِهِم في قولِه: انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ مُستعمَلٌ في التَّسخيرِ؛ لأنَّهم تَنطلِقُ بهم مَلائكةُ العذابِ قَسْرًا .
- وما كانوا به يُكذِّبونَ هو جَهنَّمُ، وعُبِّرَ عنه بالمَوصولِ وصِلَتِه مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ؛ لِما تَتضَمَّنُه الصِّلةُ مِن النِّداءِ على خَطَئِهم وضَلالِهم .
- قولُه: انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ أُعِيدَ فِعلُ انْطَلِقُوا على طَريقةِ التَّكريرِ؛ لقَصْدِ التَّوبيخِ أو الإهانةِ والدَّفعِ، ومِن أجْلِه أُعِيدَ فِعلُ انْطَلِقُوا وحرْفُ (إلى)، ومُقْتضى الظَّاهرِ أنْ يُقالَ: (انطَلِقوا إلى ما كُنتُم به تُكذِّبون؛ ظِلٍّ ذي ثلاثِ شُعَبٍ)؛ فإعادةُ العامِلِ في البدَلِ للتَّأكيدِ في مَقامِ التَّقريعِ .
- وأُرِيدَ بالظِّلِّ دُخَانُ جَهنَّمَ لكَثافتِه، فعُبِّرَ عنه بالظِّلِّ تَهكُّمًا بهم؛ لأنَّهم يَتشَوَّقون ظِلًّا يَأْوون إلى بَرْدِه، وأُفرِدَ ظِلٍّ هنا؛ لأنَّه جُعِلَ لهم ذلك الدُّخَانُ في مَكانٍ واحدٍ ليَكونوا مُتراصِّينَ تحتَه؛ لأنَّ ذلك التَّراصَّ يَزيدُهم ألَمًا .
- قوله: لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ الظَّليلُ: القَويُّ في ظِلالِه، اشتُقَّ للظِّلِّ وصْفٌ مِن اسمِه لإفادةِ كَمالِه فيما يُرادُ منه، أي: ليس هو مِثلَ ظِلِّ المُؤمنينَ؛ قال تعالَى: وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا [النساء: 57] . وفي هذا تَحسيرٌ لهم .
- والإغناءُ: جَعْلُ الغَيرِ غَنيًّا، أي: غيرَ مُحتاجٍ في ذلك الغرَضِ، وتَعديتُه بـ(مِن) على معْنى البدَليَّةِ، أو لتَضمينِه معْنى: يُبعِدُ، وبذلك سُلِبَ عن هذا الظِّلِّ خَصائصُ الظِّلالِ؛ لأنَّ شأنَ الظِّلِّ أنْ يُنفِّسَ عن الَّذي يَأوي إليه ألَمَ الحَرِّ .
- وفي قولِه: ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ تَهكُّمٌ بهم، وتَعريضٌ بأنَّ ظِلَّهم غيرُ ظِلِّ المؤمنينَ؛ فقدْ أدمَجَ في معْنى لَا ظَلِيلٍ معْنيَينِ؛ أحدُهما: التَّهكُّمُ بهم؛ لأنَّ مَفهومَ الظِّلِّ للاستِرواحِ، وهاهنا عكْسُه، كما في قولِه: وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ [الواقعة: 43، 44]، وثانِيهما: تَعريضٌ بأنَّ للمؤمنينَ ظِلًّا على خِلافِه؛ ليَزيدَ في تَحسُّرِهم وتنديمِهم .
2- قولُه تعالَى: إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
- قولُه: إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كالتَّعليلِ لعدَمِ غَناءِ الظِّلِّ غيرِ الظَّليلِ . ويجوزُ أنْ يكونَ هذا مِن تَمامِ ما يُقالُ للمُكذِّبينَ الَّذين قِيل لهم: انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ [المرسلات: 29]؛ فإنَّهم بعْدَ أنْ حَصَلَ لهم اليَّأسُ ممَّا يُنفِّسُ عنهم ما يَلقَونَ مِن العذابِ، وقيل لهم: انْطَلِقوا إلى دُخَانِ جَهنَّمَ، رُبَّما شاهَدوا ساعَتَئذٍ جَهنَّمَ تَقذِفُ بشَرَرِها، فيُروِّعُهم المَنظَرُ، أو يُشاهِدونها عن بُعدٍ لا تتَّضِحُ منه الأشياءُ، وتَظهَرُ عليهم مَخايلُ تَوقُّعِهم أنَّهم بالِغون إليه، فيَزدادون رَوعًا وتَهويلًا؛ فيُقالُ لهم: إنَّ جَهنَّمَ تَرْمي بشَررٍ كالقصْرِ كأنَّه جِمالتٌ صُفرٌ. ويجوزُ أنْ يكونَ اعتِراضًا في أثناءِ حِكايةِ حالِهِم، أو في خِتامِ حِكايةِ حالِهِم؛ فضَميرُ إِنَّهَا عائدٌ إلى جَهنَّمَ الَّتي دلَّ عليها قولُه: مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ، كما يُقال لِلَّذي يُساقُ إلى القتْلِ وقدْ رأى رجُلًا بيَدِه سَيفٌ، فاضطَرَبَ لرُؤيتِه؛ فيُقالُ له: إنَّه الجلَّادُ .
- وتَأكيدُ الخبَرِ بـ (إنَّ) للاهتمامِ به؛ لأنَّهم حينَئذٍ لا يَشُكُّون في ذلك، سَواءٌ رَأَوْه أو أُخبِروا به .
- والقصْرُ: البِناءُ العالي، والتَّعريفُ فيه للجنسِ، أي: كالقُصورِ؛ لأنَّه شُبِّهَ به جمْعٌ .
- وفي الآيةِ تَشبيهانِ؛ فقدْ شَبَّهَ سُبحانه الشَّرَرَ بالقَصْرِ مِن جِهةِ العِظَمِ ومِن جِهةِ الطُّولِ في الهواءِ، وشبَّهَه ثانيًا لبَيانِ التَّشبيهِ بالجِمالةِ الصُّفرِ -والجِمالاتُ: جمْعُ جِمالةٍ، وهي اسمُ جمْعِ طائفةٍ مِن الجِمالِ، أي: تُشبَّهُ طَوائفُ مِن الجِمالِ مُتوزِّعةً فِرَقًا- في اللَّوِن والكَثرةِ والتَّتابُعِ والاختلاطِ وسُرعةِ الحرَكةِ. وهذا تَشبيهٌ مُركَّبٌ؛ لأنَّه تَشبيهٌ في هَيئةِ الحجْمِ معَ لَونِه مع حَرَكتِه .
- ومِن الممكنِ أنْ يُقالَ: إنَّ الضَّميرَ في قولِه تعالَى: كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ عائدٌ إلى (القَصر)؛ فيذهبُ به إلى تَصويرٍ عَجيبٍ وتخييلٍ غريبٍ؛ شُبِّهتِ الشَّرارةُ حِينَ تنقَضُّ مِن النَّارِ في عِظَمِها بالقَصرِ، ثُم شُبِّهَ القصرُ المُشبَّهُ به حِينَ يأخُذُ في الارتفاعِ والانبساطِ؛ فإنَّه حينَئذٍ يَنشَقُّ عن أعدادٍ لا نِهايةَ لها، بالجِمالاتِ المتكاثرةِ، فيتصوَّرُ منها حينَئذٍ العِظَمُ أوَّلًا، والاتِّساقُ مع الكثرةِ والصُّفرةِ والحركةِ المخصوصةِ ثانيًا، فيبلغُ التَّشبيهُ إلى الذِّروةِ العُليا .
- وإجراءُ تِلك الأوصافِ في الإخبارِ عن النَّارِ؛ لزِيادةِ التَّرويعِ والتَّهويلِ، فإنْ كانوا يَرَون ذلك الشَّررَ -لقُرْبِهم منه- فوَصْفُه لهم لتَأكيدِ التَّرويعِ والتَّهويلِ بتَظاهُرِ السَّمعِ مع الرُّؤيةِ، وإنْ كانوا على بُعدٍ منه فالوصْفُ للكشْفِ عن حالِه الفَظيعةِ .
- قولُه: وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ تَكريرٌ لقصْدِ تَهديدِ المشرِكينَ الأحياءِ .