موسوعة التفسير

سُورةُ الجُمُعةِ
مقدمة السورة

أسماء السورة:

سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ (الجُمُعةِ) ، ويدُلُّ لذلك ما يلي:
1- عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقرَأُ في صَلاةِ الفَجْرِ يومَ الجُمُعةِ: الم * تَنْزِيلُ السَّجْدةَ، وهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ، وأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقرَأُ في صلاةِ الجُمُعةِ سُورةَ الجُمُعةِ، والمنافِقينَ)) .
2- وعن الضَّحَّاكِ بنِ قَيسٍ أنَّه كَتَب إلى النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ يَسألُه: ((أيَّ شَيءٍ قَرَأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ الجُمُعةِ سِوى سُورةِ الجُمُعةِ؟ فقال: كان يَقرَأُ هَلْ أتَاكَ)) .
3- عن أبي هُرَيرةَ رَضِي اللهُ عنه، قال: ((كُنَّا جُلوسًا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأُنزِلَت عليه سورةُ الجُمُعةِ)) .

فضائل السورة وخصائصها:

تُسَنُّ قراءتُها في الرَّكعةِ الأُولى مِن صلاةِ الجُمُعةِ:
عن ابنِ أبي رافعٍ، قال: ((استخلَفَ مَروانُ أبا هُرَيرةَ على المدينةِ، وخرج إلى مكَّةَ، فصلَّى لنا أبو هُرَيرةَ الجُمُعةَ، فقرأ بعدَ سُورةِ الجُمُعةِ في الرَّكعةِ الآخِرةِ: إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ [المنافقون: 1] ، قال: فأدركتُ أبا هُريرةَ حينَ انصرَفَ، فقلتُ له: إنَّك قرأتَ بسُورتَينِ كان عليُّ بنُ أبي طالبٍ يَقرأُ بهما بالكُوفةِ، فقال أبو هُرَيرةَ: إنِّي سَمِعتُ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقرأُ بهما يومَ الجُمُعةِ)) .
وتقدَّم حَديثُ ابنِ عَبَّاسٍ وحَديثُ النُّعْمانِ بنِ بَشيرٍ رَضِيَ اللهُ عنهم: أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقرأُ بها في صلاةِ الجُمُعةِ.

بيان المكي والمدني:

سورةُ الجُمُعةِ مَدَنيَّةٌ ، ونَقَل الإجماعَ على ذلك غيرُ واحدٍ مِنَ المفَسِّرينَ .

مقاصد السورة:

مِن أهَمِّ مقاصِدِ هذه السُّورةِ:
ذِكرُ ما اصطفَى اللهُ به هذه الأُمَّةَ، ومِن ذلك صلاةُ الجُمُعةِ، مع بَيانِ بَعضِ أحكامِها .

موضوعات السورة:

مِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي اشتَمَلَتْ عليها السُّورةُ:
1- الثَّناءُ على اللهِ عزَّ وجَلَّ، وذِكرُ مَظاهِرِ نِعَمِه على عِبادِه؛ حيثُ أرسَلَ فيهم رَسُولًا؛ لِيُزَكِّيَهم ويُعَلِّمَهم الكِتابَ والحِكْمةَ.
2- تَوبيخُ اليَهودِ وذَمُّهم؛ لعَدَمِ عَمَلِهم بالكتابِ الَّذي أنزَلَه سُبحانَه لهِدايتِهم، وإصلاحِ حالِهم، وإلزامُ الحُجَّةِ عليهم، وإبطالُ زَعْمِهم أنَّهم أولياءُ اللهِ.
3- دَعوةُ المؤمِنينَ إلى المحافَظةِ على صلاةِ الجُمُعةِ، والتَّحذيرُ مِنَ التَّخَلُّفِ عنها، والأمرُ بتَرْكِ ما يَشغَلُ عنها في وَقتِ أدائِها، وتوبيخُ قَومٍ انصَرَفوا عنها.