موسوعة التفسير

سُورةُ الجاثيةِ
الآيتان (36-37)

ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ

غَريبُ الكَلِماتِ:

الْكِبْرِيَاءُ: أي العَظَمةُ والسُّلطانُ والمُلْكُ، وأصلُ (كبر): يدُلُّ على خِلافِ الصِّغَرِ [455] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 198)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 398)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/153)، ((المفردات)) للراغب (ص: 698)، ((تذكرة الأريب)) لابن الجوزي (ص: 351)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 378)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 777). .

المعنى الإجماليُّ:

يَختِمُ اللهُ تعالَى هذه السُّورةَ بالثَّناءِ على نفْسِه، فيقولُ: فلِلَّهِ وَحْدَه الثَّناءُ الكامِلُ، خالِقِ السَّمَواتِ والأرضِ ومالِكِهما؛ رَبِّ جميعِ الخلائِقِ ومالِكِهم، وله وَحْدَه العَظَمةُ والسُّلطانُ في السَّمَواتِ والأرضِ، وهو سُبحانَه القاهِرُ الغالِبُ، الحَكيمُ الذي يَضَعُ كُلَّ شَيءٍ في مَوضِعِه اللَّائِقِ به.

تَفسيرُ الآيتَينِ:

فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36).
مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبْلَها:
بعْدَ أنْ ذَكَر ما حَوَتْه السُّورةُ مِن آلائِه تعالَى وإحسانِه، وما اشتَمَلَت عليه مِنَ الدَّلائِلِ التي في الآفاقِ والأنفُسِ، وما انطَوَت عليه مِنَ البَراهينِ السَّاطِعةِ على المَبدَأِ والمَعادِ -أثنَى تعالَى على نَفسِه بما هو له أهلٌ، فقال [456] يُنظر: ((تفسير المراغي)) (25/167). :
فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ.
أي: فلِلَّهِ وَحْدَه الثَّناءُ الكامِلُ على ما يتَّصِفُ به مِن صِفاتِ الكَمالِ؛ مَحبَّةً له وتعظيمًا؛ خالِقِ السَّمَواتِ والأرضِ، ومالِكِهما، ومُدَبِّرِ أَمْرِهما [457] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/109، 110)، ((تفسير ابن كثير)) (7/273)، ((تفسير القاسمي)) (8/435)، ((تفسير السعدي)) (ص: 778). قال السعدي: (أي: له الحَمدُ على رُبوبيَّتِه لسائِرِ الخلائِقِ، حيثُ خَلَقَهم ورَبَّاهم، وأنعَمَ عليهم بالنِّعَمِ الظَّاهِرةِ والباطِنةِ). ((تفسير السعدي)) (ص: 778). .
رَبِّ الْعَالَمِينَ.
أي: خالِقِ جميعِ الخلائِقِ، ومالِكِهم ورازِقِهم، ومُدَبِّرِ شُؤونِهم [458] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/110)، ((تفسير السعدي)) (ص: 778)، ((تفسير ابن عاشور)) (25/378). .
وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37).
مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبْلَها:
أنَّه لَمَّا أفاد ما سَبَق غِناه تعالَى الغِنَى المُطلَقَ وسِيادتَه، وأنَّه لا كُفُؤَ له؛ عَطَف عليه بَعضَ اللَّوازمِ لذلك؛ تَنبيهًا على مَزيدِ الاعتناءِ به، لِدَفعِ ما يَتوهَّمونَه مِن ادِّعاءِ الشَّرِكةِ التي لا يَرضَونَها لأنفُسِهم، فقال [459] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (18/116). :
وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.
أي: وللهِ وَحْدَه العَظَمةُ والجَلالُ والسُّلطانُ في السَّمَواتِ والأرضِ، الذي يَجِبُ على جميعِ خَلْقِه تَكبيرُه وتَعظيمُه، والخُضوعُ والذُّلُّ له [460] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/110)، ((تفسير القرطبي)) (16/178)، ((تفسير ابن كثير)) (7/273)، ((تفسير ابن عاشور)) (25/378)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي (7/205). .
عن أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ وأبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنهما، قالا: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((العِزُّ إزارُه، والكِبرياءُ رِداؤُه، فمَن يُنازِعُني عَذَّبتُه )) [461] رواه مسلم (2620). .
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
أي: واللهُ هو القاهِرُ الغالِبُ الَّذي لا يَغلِبُه ولا يَقهَرُه شَيءٌ سُبحانَه، وهو الحَكيمُ فيما خَلَق وشَرَع وقَدَّر؛ فلا يَضَعُ شَيئًا إلَّا في مَوضِعِه اللَّائِقِ به [462] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/110)، ((تفسير ابن كثير)) (7/273)، ((نظم الدرر)) للبقاعي (18/117)، ((تفسير السعدي)) (ص: 779). .

الفَوائِدُ التَّربَويَّةُ:

1- قَولُ اللهِ تعالَى: فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ مُشعِرٌ بأنَّ التَّكبيرَ لا بدَّ أنْ يكونَ بعْدَ التَّحميدِ، وأنَّ الحامِدينَ إذا حَمِدوه وَجَب أنْ يَعرِفوا أنَّه -جَلَّ وعلا- أعلَى وأكبَرُ مِن أنْ يكونَ الحَمدُ الَّذي ذكَروه لائِقًا بإنعامِه، بلْ هو أكبَرُ مِن حَمدِ الحامِدينَ، وأيادِيه أعلَى وأجَلُّ مِن شُكرِ الشَّاكِرينَ [463] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (27/683). !
2- قال اللهُ تعالَى: فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فالحَمدُ: فيه الثَّناءُ على اللهِ بصِفاتِ الكَمالِ، ومَحبَّتُه تعالَى وإكرامُه، والكِبرياءُ: فيها عَظَمتُه وجَلالُه، والعِبادةُ مَبنيَّةٌ على رُكنَينِ: مَحبَّةِ اللهِ، والذُّلِّ له، وهما ناشِئانِ عن العِلمِ بمَحامِدِ اللهِ وجَلالِه وكِبريائِه [464] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 778-779). .

الفَوائِدُ العِلميَّةُ واللَّطائِفُ:

1- قَولُ اللهِ تعالَى: فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ أعاد ذِكْرَ الرَّبِّ؛ تَأكيدًا وإعلامًا أنَّ له في كلِّ واحِدٍ مِنَ الخافِقَينِ أسرارًا غيرَ ما له في الآخَرِ؛ فالتَّربيةُ مُتفاوِتةٌ بحَسَبِ ذلك [465] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (18/115). .
2- قَولُ اللهِ تعالَى: رَبِّ الْعَالَمِينَ أعاد ذِكرَ الرَّبِّ؛ تَنْبيهًا على أنَّ حِفظَه للخَلقِ وتَربيتَه لهم ذُو ألوانٍ بحَسَبِ شُؤونِ الخَلقِ؛ فحِفظُه لهذا الجُزءِ على وَجهٍ يُغايِرُ حِفظَه لجُزءٍ آخَرَ، وحِفظُه للكُلِّ -مِن حيث هو كُلٌّ- على وَجهٍ يُغايِرُ حِفظَه لكُلِّ جُزءٍ على حِدَتِه، مع أنَّ الكُلَّ بالنِّسبةِ إلى تَمامِ القُدرةِ على حَدٍّ سَواءٍ [466] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (18/116). !
3- قَولُ اللهِ تعالَى: فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أتْبَعَ اللهُ -جَلَّ وعلا- في هذه الآيةِ الكَريمةِ حَمْدَه بوَصفِه بأنَّه رَبُّ السَّمَواتِ والأرضِ ورَبُّ العالَمينَ، وفي ذلك دَلالةٌ على أنَّ رَبَّ السَّمَواتِ والأرضِ ورَبَّ العالَمينَ: مُستَحِقٌّ لكُلِّ حَمدٍ، ولكُلِّ ثَناءٍ جَميلٍ [467] يُنظر: ((أضواء البيان)) للشنقيطي (7/204-205). .

بلاغةُ الآيتَينِ:

1- قولُه تعالَى: فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
- قولُه: فَلِلَّهِ الْحَمْدُ الفاءُ لِتَفريعِ التَّحميدِ والثَّناءِ على اللهِ تَفريعًا على ما احْتَوَت عليه السُّورةُ مِن ألْطافِ اللهِ فيما خلَقَ وأرْشَدَ، وسخَّرَ وأقامَ مِن نُظُمِ العَدالةِ، والإنعامِ على المُسلمينَ في الدُّنيا والآخِرةِ، ومِن وَعيدٍ للمُعرِضينَ واحتجاجٍ عليهم، فلمَّا كان ذلك كلُّه مِن اللهِ، كان دالًّا على اتِّصافِه بصِفاتِ العَظَمةِ والجَلالِ، وعلى إفْضالِه على النَّاسِ بدِينِ الإسلامِ؛ كان حَقيقًا بإنْشاءِ قَصْرِ الحمْدِ عليه؛ فيَجوزُ أنْ يكونَ هذا الكلامُ مُرادًا منه ظاهرُ الإخبارِ. ويَجوزُ أنْ يكونَ معَ ذلك مُستعمَلًا في مَعناهُ الكِنائيِّ؛ وهو أمْرُ النَّاسِ بأنْ يَقصُروا الحمْدَ عليه. ويجوزُ أنْ يكونَ إنشاءَ حمْدٍ للهِ تعالى، وثَناءٍ عليه [468] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (25/377). .
- وتَقديمُ (للهِ) لإفادةِ الاختِصاصِ، أي: الحمْدُ مُختَصٌّ به اللهُ تَعالى، يعني: الحمْدُ الحقُّ الكاملُ مُختَصٌّ به تعالَى [469] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (25/377). .
- ويُسْتَفادُ مِن تَرتُّبِ قولِه: فَلِلَّهِ الْحَمْدُ على قَولِه: رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وتَكريرِ الوَصْفِ، وتَعانُقِه بكلٍّ مِن المَذْكوراتِ: عُمومُ الحمْدِ، وعُمومُ الوَصْفِ، وعُمومُ الحامِدِ [470] يُنظر: ((حاشية الطيبي على الكشاف)) (14/262). .
- وإجراءُ وَصْفِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ على اسْمِه تعالَى: إيماءٌ إلى عِلَّةِ قَصْرِ الحَمْدِ على اللهِ، إخبارًا وإنشاءً؛ تَأْكيدًا لِما اقْتَضَتْه الفاءُ في قولِه: فَلِلَّهِ الْحَمْدُ [471] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (25/377). .
- وعُطِفَ وَرَبِّ الْأَرْضِ بتَكريرِ لَفظِ (ربِّ)؛ لِلتَّنويهِ بشَأْنِ الرُّبوبيَّةِ؛ لأنَّ ربَّ السَّمواتِ والأرضِ يَحِقُّ حَمدُه على أهلِ السَّماءِ والأرضِ؛ فأمَّا أهلُ السَّماءِ فقدْ حَمِدوه كما أخبَرَ اللهُ عنهم بقولِه: وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [الشورى: 5] ، وأمَّا أهْلُ الأرضِ فمَن حَمِدَه منْهم فقدْ أدَّى حَقَّ الرُّبوبيَّةِ، ومَن حَمِدَ غَيرَه وأعْرَضَ عنه، فقدْ سجَّلَ على نفْسِه سِمةَ الإباقِ، وكان بمَأْوى النَّارِ مَحلَّ استِحقاقٍ، ثمَّ أُتْبِعَ بوَصفِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وهمْ سُكَّانُ السَّمواتِ والأرضِ؛ تَأْكيدًا لِكَونِهم مَحقوقينَ بأنْ يَحمَدوهُ؛ لأنَّه خالِقُ العوالِمِ التي هم مُنْتَفِعونَ بها، وخالِقُ ذَواتِهم فيها كذلك [472] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (25/377، 378). .
وقيل: تَكريرُ الرَّبِّ للتَّأْكيدِ، والإيذانِ بأنَّ رُبوبيَّتَه تعالَى لكلٍّ منها بطَريقِ الأصالةِ [473] يُنظر: ((حاشية الطيبي على الكشاف)) (14/262)، ((تفسير أبي السعود)) (8/76)، ((تفسير ابن عاشور)) (25/377). .
وقيل: أثبَتَ العاطِفَ؛ إعلامًا بأنَّ كَمالَ قُدرتِه في رُبوبيَّتِه للأعلى والأسفَلِ على حَدٍّ سَواءٍ، دَفعًا لتَوَهُّمِ أنَّ حُكمَه في الأعلى أمكَنُ؛ لِتَوَهُّمِ الاحتياجِ إلى مَسافةٍ [474] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (18/115). .
2- قولُه تعالَى: وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جاء عقِبَ الآيةِ التي قبْلَه؛ للإشارةِ إلى أنَّ اسْتِدعاءَه خلْقَه لِحَمْدِه إنَّما هو لِنَفْعِهم، وتَزكيةِ نُفوسِهم؛ فإنَّه غَنِيٌّ عنهم [475] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (25/378). .
- وتَقديمُ المَجرورِ في وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ؛ لِتَخْصيصِه سُبحانَه بالكِبْرياءِ، أي: الكِبْرياءُ الكاملُ مُختصٌّ به تعالَى [476] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (8/76)، ((تفسير ابن عاشور)) (25/377، 378). .
- وإظهارُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ في مَوقعِ الإضمارِ -حيثُ لم يُقَلْ: (فيهما)-؛ لِتَفْخيمِ شأْنِ الكِبْرياءِ [477] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (8/76). .
- وإذا ضُمَّ معَ مَعنى الزُّبدةِ والخُلاصةِ مِن قولِه: رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ -وهو تَصويرُ عَظَمةِ اللهِ- مَعنى قولِه: وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وأُخِذَتْ فائدةُ تَقديمِ المُسنَدِ على المُسنَدِ إليه فيهما؛ لُمِحَتْ مَسحةٌ مِن مَعنى الحديثِ: ((العِزُّ إزارُه، والكِبرياءُ رِداؤُه، فمَن يُنازِعُني عَذَّبتُه )) [478] رواه مسلم (2620). . وإذا تُؤمِّلَ مَعنى الفاءِ في قولِه: فَلِلَّهِ الْحَمْدُ، وتَرتُّبُه على مَعاني السُّورةِ المَحتويةِ على آلاءِ اللهِ وأفْضالِه، المُشتملةِ على الدَّلائلِ الآفاقيَّةِ والأنفُسِيَّةِ، المُنطويةِ على البَراهينِ السَّاطعةِ، والنُّصوصِ القاهرةِ في المَبدَأِ والمَعادِ -عُثِرَ على أُمورٍ غَريبةٍ وأسرارٍ عَجيبةٍ [479] يُنظر: ((حاشية الطيبي على الكشاف)) (14/263). .
- وأتْبَعَ ما سبَقَ بقولِه: وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ؛ لأنَّ العِزَّةَ تَشمَلُ مَعانيَ القُدْرةِ والاختيارِ، والحِكمةَ تَجمَعُ مَعانيَ تَمامِ العِلْمِ وعُمومِه. وبهذه الخاتمةِ آذَنَ الكلامُ بانتهاءِ السُّورةِ؛ فهو مِن بَراعةِ خَواتمِ السُّوَرِ [480] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (25/378). .