موسوعة التفسير

سُورَةُ آل عِمْرانَ
الآيتان: (10- 11)

ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ

غريبُ الكَلِماتِ:

كَدَأْبِ: الدَّأْب- بتسكينِ الهَمزة وفتَحِها-: العادةُ المستمرَّة، والشَّأن، أو الأشباه- بلُغة جُرهم-، وأصله: مِن الملازَمة والدَّوام يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 101)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 388)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/321)، ((المفردات)) للراغب (ص: 321)، ((تذكرة الأريب)) لابن الجوزي (ص: 42)، ((تفسير ابن كثير)) (2/16)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 119). .
فِرْعَوْنَ: لقبُ مَلِكِ مِصرَ وطاغيتِها في عَهدِ موسى عليه السَّلام، وقيل لكلِّ عاتٍ وطاغيةٍ: فِرْعَون، واشتُقَّ منه: تَفرْعَن، أي: فعَل فِعْل فِرعونَ يُنظر: ((المفردات)) للراغب (ص: 632)، ((مختار الصحاح)) للرازي (1/238). .

المَعنَى الإجماليُّ:

يُخبِرُ اللهُ تبارَك وتعالَى أنَّ الَّذين كفَروا به وبآياتِه, وكذَّبوا الرُّسل وعادَوْهم، وتولَّوْا عن دِين الله، وأعرَضوا عنه, أنَّه لن تنفعَهم أموالُهم ولا أولادهم, ولن تكون سببًا في نجاتهم من عقوبةِ الله إذا حلَّتْ بهم, وأن مصيرَهم إلى النَّارِ؛ فهم وَقُودُها الَّذي تُسعَّر به, وهم الملازِمون لها دائمًا وأبدًا؛ فهذه هي سُنَّةُ اللهِ الَّتي لا تتغيَّرُ ولا تتبدَّلُ, فشأنُهم في ذلك كشأنِ فِرعون وآلِه, وكشأنِ الأُمَم المكذِّبة بآياتِ الله من قبلِهم؛ إذ كان مصيرَهم أنْ أهلَكهم اللهُ بسببِ ما اقترَفوه من ذنوب، عدلًا منه لا ظلمًا؛ فهو شديدُ الأخذِ، أليمُ العذابِ لِمَن جاء بأسبابِ العذاب.

تفسير الآيتين:

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ
مُناسَبةُ الآيةِ لِمَا قَبلَها:
لَمَّا ذكَر الله تعالى يومَ القيامة، وتَحقَّق أنَّ يومَ الجمْعِ كائنٌ لا محالةَ، تحقَّق أنَّ مِن نتائجه تَحقيقًا لعزَّتِه سبحانه وتعالى: أنْ يحاسِبَ الَّذين كفروا، وأنْ يَنتقمَ منهم يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (4/253). .
ولَمَّا حَكَى اللهُ تعالى ما دعَا به المؤمنون: مِن دوامِ الهدايةِ، وسؤالِ الرَّحمة، والفوزِ يومَ القِيامة، ذَكَر حالَ الكافرين في ذلك اليومِ، على عادةِ القُرآن في إردافِ البشارة بالنذارة، وتعقيبِ دُعاءِ المؤمنين، بذِكر حالِ المشركين يُنظر: ((تفسير الشربيني)) (1/164)، ((تفسير ابن عاشور)) (3/171). ، فقال تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا.
أي: إنَّ الَّذين كفَروا باللهِ وآياتِه، وكذَّبوا رُسلَه، وجحَدوا دينَه، لن تُنجيَهم أموالُهم ولا أولادُهم من عُقوبةِ اللهِ إذا حلَّتْ بهم يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (/234 )، ((تفسير ابن كثير)) (2/15)، ((تفسير السعدي)) (1/123). قال الشِّنقيطيُّ: (ولم يُبيِّن هنا؛ هل نفيه لذلك تكذيبٌ لدعواهم أنَّ أموالَهم وأولادَهم تَنفعُهم، وبيَّن في مواضعَ أُخر أنهم ادَّعَوْا ذلك ظنًّا منهم أنه ما أعطاهم الأموال والأولاد في الدنيا إلَّا لكرامتهم عليه واستحقاقهم لذلك، وأنَّ الآخرة كالدنيا يستحقون فيها ذلك أيضًا، فكذَّبهم في آيات كثيرة، فمن الآيات الدالة على أنهم ادعوا ذلك قوله تعالى: وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ *سبأ: 35* وقوله تعالى: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا *مريم: 77*، يعني في الآخرة كما أوتيته في الدُّنيا. وقوله: وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى *فصلت: 50*، أي: بدليل ما أعطاني في الدنيا، وقوله: وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا *الكهف: 36*، قياسًا منه للآخرة على الدنيا، وردَّ الله عليهم هذه الدعوى في آيات كثيرة كقوله هنا: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ الآية *آل عمران: 10*، وقوله: أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ *المؤمنون: 55- 56*، وقوله: وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى *سبأ: 37*، وقوله: وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ *آل عمران: 178*، وقوله: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ *الأعراف: 182، 183*، إلى غير ذلك من الآيات)، ((أضواء البيان)) (1/197). .
كما قال تعالى: يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء: 88-89] .
وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ
أي: وأولئك هم حطَبُ النَّارِ الَّذي توقَدُ به، الملازِمونَ لها دائمًا أبدًا؛ كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (/234 )، ((تفسير ابن كثير)) (2/15)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي (1/197)، ((تفسير السعدي)) (1/123). .
ثمَّ ذكَرَ تعالى مثلًا لهؤلاء الكافرينَ الذين استغْنَوْا بما أُوتوا في الدُّنيا عن الحقِّ فعارضُوه وناهضُوه حتَّى أَخَذهم يُنظر: ((تفسير المنار)) لمحمد رشيد رضا (3/191). ، فقال:
كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ
كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
أي: شأنُهم في ذلك كشأنِ فِرْعون قال ابنُ كثير: (وقوله تعالى: كَدَأْبِ آلِ فِرْعَونَ قال الضحَّاك، عن ابن عبَّاس: كصنيع آل فرعون. وكذا رُوي عن عِكرمة، ومجاهد، وأبي مالك، والضحَّاك، وغيرِ واحد، ومنهم مَن يقول: كسُنَّة آل فرعون، وكفِعل آل فرعون وكشَبَه آل فرعون، والألفاظ متقارِبة) ((تفسير ابن كثير)) (2/16). ويُنظر: ((تفسير ابن أبي حاتم)) (2/603)، ((تفسير ابن جرير)) (5/235). وآلِه، والأُمَم المكذِّبةِ بآياتِ الله مِن قبلِهم؛ كقوم نوحٍ، وقوم هودٍ، وأمثالِهم يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (/234)، ((تفسير ابن كثير) (2/16)) ((أضواء البيان)) للشنقيطي (1/197). و((تفسير السعدي)) (1/123). يقول ابنُ عاشور: (وقد ضرَب الله لهم هذا المَثَل عِبرةً وموعظة؛ لأنَّهم إذا استقْرَوُا الأمم التي أصابها العذاب، وجدوا جميعهم قد تَماثَلوا في الكُفر: بالله، وبرسله، وبآياته، وكفى بهذا الاستقراء موعظةً لأمثال مشركي العرب)، ((تفسير ابن عاشور)) (3/174). .
فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ
أي: أهلَكهم اللهُ بسببِ ذُنوبهم، واللهُ شديدُ الأخذِ، أليمُ العذابِ يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (/234،236)، ((تفسير ابن كثير)) (2/16). .

الفوائد التربوية :

1- في قوله تعالى: فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ بيانُ أنَّه قد مضَتْ سنَّةُ اللهِ تبارَك وتعالَى بأن يكونَ العقابُ أثَرًا طبيعيًّا للذُّنوبِ والسَّيِّئاتِ, فوجَب الحذرُ منها يُنظر: ((تفسير المنار)) لمحمد رشيد رضا (3/191). .
2- تضمَّن قولُه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ... الآيةَ: تحذيرًا مِن الغرورِ؛ إذ إنَّ الجحودَ مِن النَّاس نتيجةٌ حتميَّةٌ لغرورِهم بأنفسِهم؛ حيث تُوهِمُهم الاستغناءَ عن الحقِّ يُنظر: ((تفسير المنار)) لمحمد رشيد رضا (3/191). .

الفَوائدُ العِلميَّةُ واللَّطائِف:

1- في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ... دليلٌ على أنَّ الكفَّارَ لا تنفَعُهم أموالُهم ولا أولادُهم، لا في دُنياهم ولا أُخراهم, بخلافِ المؤمنين الَّذين ينتفعون بأموالِهم وأولادِهم، في حياتِهم وبعدَ موتهم يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة آل عمران)) (1/67). .
2- بيانُ قُدرةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وأنَّه لا ينفعُ منه مالٌ ولا بنونَ, وأمَّا مَن غيرُ الله فقد تُغنِي هذه الأشياءُ؛ ويؤخَذُ ذلك من قوله: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة آل عمران)) (1/68). .
3- في قوله: بِذُنُوبِهِمْ ردٌّ على الجَبْريَّةِ الَّذين لا ينسُبون فِعْلَ العبدِ إليه؛ فاللهُ قد أضاف الذُّنوبَ إليهم, والفِعلُ لا يُنسَبُ إلَّا لِمَن قام به حقيقةً يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة آل عمران)) (1/61).
4- كمالُ العذابِ هو أنْ يَزولَ عنه كلُّ ما كان منتفعًا به، ثمَّ يجتمع عليه جميعُ الأسبابِ المؤلِمة؛ فالأوَّلُ هو المرادُ بقوله تعالى: لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ؛ فإن المرءَ عند الشِّدَّة يفزَعُ إلى المالِ والولَدِ؛ لأنهما أقربُ الأمورِ الَّتي يفزَعُ إليها في دفعِ النَّوائب، فبيَّن تعالى أنَّ صفةَ ذلك اليوم مخالِفةٌ لصفةِ الدُّنيا، وإذا تعذَّر عليه الانتفاعُ بالمالِ والولَدِ، وهما أقربُ الطُّرقِ، فما عداه بالتَّعذُّرِ أَولى، وأمَّا الثَّاني مِن أسباب كمال العذابِ، وهو اجتماعُ الأسباب المؤلِمة، فهو المرادُ بقوله تعالى: وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ، وهذا هو النِّهايةُ في العذاب؛ فإنَّه لا عذابَ أعظمُ مِن أنْ تشتعلَ النَّارُ فيهم كاشتعالِها في الحطَبِ اليابس يُنظر: ((تفسير الرازي)) (7/152)، ((تفسير الشربيني)) (1/199). .
5- خَصَّ اللهُ آلَ فِرْعون بالذِّكْرِ- من بين بقيَّةِ الأُمَم- في قوله: كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ؛ لأنَّ هلاكَهم معلومٌ عند أهلِ الكتاب، بخلاف هلاكِ عادٍ وثمودَ؛ فهو عند العربِ أشهرُ، وقدَّمهم لأنَّهم أكثرُ الأُممِ طغيانًا، وأعظمُهم تعنُّتًا على أنبيائِهم، فكانوا أشدَّ الناسِ عذابًا يُنظر: ((تفسير الرازي)) (7/153- 154)، ((تفسير ابن عاشور)) (3/175). .

بلاغة الآيتين:

1- قوله تعالى: لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا:
- فيه تقديمُ أَمْوَالَهُمْ على أَوْلَادُهُمْ من باب تقديم الأنسب؛ لأنَّ بالأموالِ قوامَ ما بعدَها، وتمام لذَّاته   يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (4/253). ، وأيضًا لَمَّا كان المالُ في بابِ المدافعةِ والتقرُّبِ والفتنةِ أبلغَ مِن الأولاد، قُدِّم في هذه الآية يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (3/34). .
- والتأكيدُ بإعادة النافي وَلَا؛ ليفيدَ النَّفي عن كلِّ حالة وعن المجموعِ؛ فيكونَ أصرحَ في المرام   يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (4/253). .
- وفيه إيجازٌ بالحذفِ في قوله تعالى: مِنَ اللهِ شَيْئًا؛ لدلالةِ الكلامِ عليه، والتقدير: (من عَذابِ الله)، فحُذف المضاف، أو تكون مِنْ بمعنى (عندَ)، والتقدير: (لن تُغني عندَ اللهِ شيئًا)   يُنظر: ((تفسير الرازي)) (7/153). .
2- في قوله تعالى: وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ: جِيءِ بالإشارة (أُولئِك)؛ لاستحضارهم كأنَّهم بحيث يُشارُ إليهم، وللتنبيهِ على أنَّهم أحرياءُ بما سيأتي من الخبَر، وهو قوله: هُمْ وَقُودُ النَّارِ.
- وعُطفتْ هذه الجملةُ بالواو، ولم تُفصَل؛ لأنَّ المرادَ مِن التي قبلها الوعيدُ في الدنيا، وهذه في وعيدِ الآخِرة بقرينةِ قوله بعدها: سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ [آل عمران: 12]   يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (3/173). .
- وفيه التأكيدُ بضَمير الفصل هُمْ   يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (3/41). .
3- قوله تعالى: كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ: تشبيهٌ، وقد صرَّح فيه بذِكر أداة التَّشبيه   يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (3/33، 40). ، وفي كيفيَّة التشبيهِ وجوه؛ منها: أنَّ جِدَّهم واجتهادَهم في تَكذيبِهم بمحمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، وكُفرِهم بدِينه كدأبِ آل فِرعون مع موسى عليه السَّلام، ثم إنَّا أهلكْنا أولئك بذُنوبهم، فكذا نُهلِك هؤلاء، وقيل غير ذلك   يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (3/175). .
- وهذا إخبارٌ غَرضُه التخويفُ لهم، والوعيدُ بعذاب الدنيا؛ لعِلمهم بما حلَّ بآل فرعون والذين من قَبل آل فِرعون من الأُمم الكافِرة   يُنظر: ((التبيان في إعراب القرآن)) للعكبري (1/241)، ((تفسير القاسمي)) (2/288- 289)، ((تفسير ابن عاشور)) (3/173). .
4- قوله تعالى: كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا: بيانٌ وتفسيرٌ لدأبهم الذي فعَلوا، على طريقِ الاستئنافِ المبنيِّ على السؤالِ، كأنَّه قيل: كيف كان دأبُهم؟ فقيل: كذَّبوا بآياتنا   يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (2/11). .
- وفي قوله: كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا، ثم قوله بعد ذلك: وَاللهُ شَدِيدُ العِقَابِ: التفاتٌ؛ فالتكلُّم أولًا بِآيَاتِنَا للجَريِ على سَنَنِ الكبرياءِ، وإلى الغَيبة ثانيًا بإظهار الجلالة (الله)؛ لتربية المهابةِ وإدخالِ الرَّوعة   يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (3/41)، ((تفسير أبي السعود)) (2/11). .
5- قوله تعالى: فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ: التعبيرُ بالأخْذ فيه مبالغةٌ في شِدَّة عذابهم؛ كأنَّ مَن يُنزل به العقابَ يَصير كالمأخوذِ المأسورِ الذي لا يَقدِر على التخلُّص   يُنظر: ((تفسير الرازي)) (7/154). .
- وإظهارُ الاسمِ الشَّريفِ اللهُ وعدمُ إضمارِه في قوله: فَأَخَذَهُمُ اللهُ؛ للتهويلِ، وللتنبيهِ على باهِر العظمة. وإظهارُه كذلك في قوله: وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ؛ للتنبيهِ على زِيادة العظمةِ في عذابِهم لمزيد اجترائهم   يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (4/260). .
- بِذُنُوبِهِمْ: إنْ أُريد بها تكذيبُهم بالآيات، فالباء للسببيَّة؛ جِيء بها تأكيدًا لِمَا تُفيده الفاءُ من سببيَّة ما قبلَها لِمَا بعدَها، وإنْ أُريد بها سائرُ ذنوبهم فالباء للملابسة؛ جِيء بها للدَّلالةِ على أنَّ لهم ذنوبًا أُخَر، أي: فأخَذَهم متلبِّسين بذُنوبهم غيرَ تائبين عنها   يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (2/11). .
- واللهُ شَدِيدُ العِقَابِ: تذييلٌ مقرِّر لمضمونِ ما قبله من الأخْذ، وتكملةٌ له، وفيه: تهويلٌ للمؤاخذةِ، وزيادةُ تخويفٍ للكَفرة   يُنظر: ((تفسير البيضاوي)) (2/7)، ((تفسير أبي السعود)) (2/11). .