الموسوعة الحديثية


- فخرج مِنْ عندِ ميمونةَ بين الفضلِ بنِ العباسِ ، وعليِّ بنِ أبي طالبٍ . وكان الألمُ قد أَوْهَى قُواهُ ، فلم يستطِعْ مَسيرًا . فانتقل بينَهما معصوبَ الرأسِ ، تخُطُّ قدماه على الأرضِ . . . حتى انتَهَى إلى بيتِها .
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : فقه السيرة | الصفحة أو الرقم : 462 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
مَرِضَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في آخِرِ حَياتِه مَرَضًا شَديدًا، وتَنقَّلَ بعضَ الوَقْتِ بيْنَ بُيوتِ زَوْجاتِه؛ لِيُمرِّضوه، وحافَظَ على القَسْمِ بيْنَهُنَّ، ولكنَّه استَأذَنَ منهُنَّ لِيظَلَّ في بَيتِ عائشةَ، كما قالت هي في هذا الحديثِ: "فخَرَجَ من عِندِ مَيمونةَ"، أي: خَرَجَ من بَيتِ زَوجِته مَيمونةَ بِنتِ الحارثِ وهو مَسنودٌ، "بيْنَ الفَضْلِ بنِ العَبَّاسِ، وعليِّ بنِ أبي طالبٍ"؛ لأنَّه ثَقُلَ عليه المَرَضُ حتى أقْعَدَه، ولم يَستَطِعِ المَشْيَ، "وكان الأَلَمُ قد أوْهى قُواه"، أي: أضعَفَها، "فلم يَستَطِعْ مَسيرًا، فانتَقَلَ بيْنَهما مَعصوبَ الرَّأسِ"، أي: رابِطًا رأْسَه برِباطٍ؛ لِيَشُدَّه ويَحفَظَ توازُنَه "، تخُطُّ قَدَماه على الأرضِ"، بمعنى أنَّه لم يَستطِعْ رَفْعَ قَدَميهِ عن الأرضِ؛ لشِدَّةِ مَرَضِه وضَعْفِه، فكانت قَدَماه تَعملانِ مِثلَ الخَطِّ في الأرضِ "؛ حتى انتَهى إلى بَيتِها"، أي: حتى دخَلَ بَيتَ عائشةَ، ومَكَثَ فيه يُمرَّضُ، وذلك لقُربِها منه، وشِدَّةِ حُبِّه لها، وقدِ استأذَنَ من زَوْجاتِه؛ ليكونَ عن طِيبِ أنْفُسِهن، فيَبلُغُ غَرَضَه مع تَطييبِه أنْفُسَهن، مع التِزامِه ما التَزَمَه من العَدْلِ بيْنَهُنَّ، ثُمَّ كانت وفاةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في العامِ الحادي عَشَرَ مِن الهِجْرةِ في الثَّاني عشَرَ مِن شَهرِ ربيعٍ الأوَّلِ في بيتِ عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها.
وفي الحَديثِ: بيانُ فَضْلِ عائشةَ، وحُبِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لها.
وفيه: بيانُ مَدى شِدَّةِ مَرَضِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .