الموسوعة الحديثية


- تأكلُ النارُ ابنَ آدمَ ، إلا أثرَ السُّجودِ ، حرَّم اللهُ عزَّ و جلَّ على النَّارِ أنْ تأكُلَ أثرَ السُّجودِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 2905 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه مطولاً البخاري (7437) واللفظ له، ومسلم (182)
مِن رحمةِ اللهِ بعِبادِه في الآخِرَةِ: أنَّه جَعَلَ الشَّفاعةَ رحمةً منه لمَن يشاءُ، وقد جَعَلَ شَفاعةً له سُبحانَه، وشفاعةً للأنبياءِ، ثمَّ شفاعةَ الصَّالحينَ مِن المُؤمنينَ في إخوانِهم الَّذين في النَّارِ، وهم الَّذين خلَطوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا، فدخَلوا النارَ تطْهيرًا لهم، ثمَّ يُخْرِجُهم اللهُ برحمتِه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "تأْكُلُ النارُ ابْنَ آدَمَ"، أي: تُهلِكُ أعْضاءَهُ، كما يُهلِكُ الآكِلُ ما يَأْكُلُهُ "إلَّا أَثَرَ السُّجودِ" والمُرادُ هنا آثارُ السُّجودِ، وآثارُها تكونُ في الأعْضاءِ السَّبْعةِ التي يسجُدُ الإنْسانُ عليها، وهي: الجَبْهةُ، واليَدانِ، والرُّكْبتانِ، والقَدَمانِ، وتكونُ أظْهَرَ ما تَكونُ في الوَجْهِ، كما قال اللهُ تعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29]، وليست تلك العَلَامُة لأحَدٍ مِنَ الأُمَمِ غيرِ المُسْلمينَ؛ والمَقْصودُ التَّمْييزُ بها بمنْزِلَةِ العِلْمِ، وقولُهُ: "حرَّم اللهُ عزَّ وجلَّ على النارِ أنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجودِ"، أي: حرَّم عليها ذلك إكرامًا لأعْضاءِ أَثَّرَ فيها السُّجودُ للهِ تعالى، وفي ذلك دَليلٌ أنَّ المُصَلِّينَ يَدْخُلون النارَ ، وتُؤَثِّرُ فيهم، وهذا في حَقِّ جَماعَةٍ مِن العُصاةِ.
وفي الحديثِ: بَيانُ أهمِّيَّةِ السُّجودِ، والحثُّ عليه؛ ليكونَ سَبيلًا لِخَلاصِ المُذْنِبينَ يوْمَ القِيامَةِ .