الموسوعة الحديثية


- تَدمَعُ العَينُ ، ويحزنُ القلبُ ، ولا نقول إلا ما يُرضِي الربَّ ، واللهِ إنا بفُراقك يا إبراهيمُ لمحزونونَ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 2931 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
البُكاءُ على المصيبةِ غَريزةٌ إنسانيَّةٌ لا يأثَمُ عليها المرءُ طالَمَا لم يَتخلَّلْه سَخَطٌ أو نَوْحٌ أو عدَمُ رِضًا بقضاءِ الله وقدَرِهِ.
وهذه الروايةُ جُزءٌ مِن حَديثٍ طويلٍ -كما في صحيحِ مُسلمٍ- وفيه يَحْكي أنسٌ رضِيَ اللهُ عنه قصَّةَ وَفاةِ إبراهيمَ ابْنِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن مارِيَةَ القِبْطيَّةِ، وهي أمُّ وَلدِه وليستْ زَوجَه، فيقولُ: "قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وُلِدَ ليَ اللَّيلةَ غلامٌ فسمَّيتُهُ باسمِ أبي إبراهيمَ ثمَّ دفعتُهُ إلى أمِّ سيفٍ امرأةِ قينٍ يقالُ لَهُ أبو سيفٍ فانطلقَ يأتيهِ واتَّبعتُهُ فانتَهينا إلى أبي سيفٍ وَهوَ ينفخُ بِكيرِهِ قدِ امتلأَ البيتُ دخانًا فأسرعتُ المشيَ بينَ يدي رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقلتُ يا أبا سيفٍ أمسِك جاءَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأمسَكَ فدعا النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بالصَّبيِّ فضمَّهُ إليْهِ وقالَ ما شاءَ اللَّهُ أن يقولَ فقالَ أنسٌ لقد رأيتُهُ وَهوَ يَكيدُ بنفسِهِ بينَ يدي رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فدمَعت عينا رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ تدمعُ العينُ ويحزَنُ القلبُ"، وذلك بمُقْتَضى الغَريزَةِ الَّتي فَطَرَ اللهُ عليها خَلْقَه عِندَ الحزنِ.
ثم قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ولا نَقولُ إلَّا ما يُرْضي ربَّنا" مِن الحَمْدِ والاسْتِرْجاعِ، وهو قول: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعون، وسُؤالِ الخَلَفِ الصَّالِحِ، "وإنَّا بفِراقِكَ يا إبراهيمُ لَمَحْزونونَ" أي: وليس الحُزْنُ مِن فِعْلِنا، ولكنَّه أَمْرٌ أوْدَعَه اللهُ فينا، وأوْقَعَه في قُلوبِنا، فلا نُلامُ عليه إلَّا إذا قُلْنا أو فَعَلْنا ما لا يُرضي ربَّنا.
في الحديثِ: أنَّ المُؤْمِنَ لا يَقولُ عندَ المُصيبَةِ، ولا يَفْعَلُ إلَّا ما يُرْضي اللهَ عزَّ وجلَّ .