الموسوعة الحديثية


- يا رسولَ اللهِ أيُّ الأعمالِ أفضلُ قال : الصلاةُ على ميقاتِها قلتُ : ثم ماذا يا رسولَ اللهِ ؟ قال : أن يَسلَمَ النَّاسُ من لسانِك .
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب | الصفحة أو الرقم : 2852 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه الطبراني (10/22) (9802)، والشاشي في ((المسند)) (760) مطولاً. وأفضل الأعمال الصلاة على ميقاتها أصله في صحيح البخاري (2782 )، ومسلم (85) مطولاً
كان الصَّحابَةُ رضِيَ اللهُ عنهم -لحِرْصِهم على ما يُقَرِّبُ مِن رِضا اللهِ عَزَّ وجلَّ- كثيرًا ما يَسأَلونَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن أفضَلِ الأعمالِ، وأكثَرِها قُربةً إلى اللهِ تعالى؛ فكانتْ إجاباتُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَختلِفُ باختلافِ أشخاصِهم وأحوالِهم، وما هو أكثَرُ نفعًا لكُلِّ واحدٍ منهم.
وفي هذا الحديثِ يَسأَلُ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيقولُ: "يا رسولَ اللهِ، أيُّ الأعمالِ أفضَلُ؟" بمعنى: أيُّ عَملٍ مِن أعمالِ الخيرِ والطاعاتِ يكونُ هو الأفضلَ في تَقديمِه على غيرِه مِن الأعمالِ؟ فأجابَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقولِه: "الصَّلاةُ على مِيقاتِها"، أي: أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ تعالى المَرْضِيَّةِ لدَيه الصَّلاةُ في أوَّلِ وقْتِها، وهو حِين سَماعِ النِّداءِ، فقال ابنُ مَسعودٍ: "ثم ماذا يا رَسولَ اللهِ؟" أي: وبعْدَ الصَّلاةِ، أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللهِ تعالى؟ وفي رِوايةِ الطَّحاويِّ في مُشكلِ الآثارِ: قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "بِرُّ الوالدَينِ"، أي: بالإحسانِ إليهما، والقِيامِ بِخِدْمَتِهما، وتَرْكِ عُقوقِهما، ولَمَّا كان ابنُ مسعودٍ له أمٌّ؛ احتاجَ إلى ذِكْرِ بِرِّ والِدَيْه بعدَ الصَّلاةِ؛ لأنَّ الصَّلاةَ حَقُّ اللهِ، وحقُّ الوالدينِ يأْتي بعدَ حَقِّ اللهِ عَزَّ وجَلَّ؛ كما قال تَعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14]. قال ابنُ مَسعودٍ: "ثُمَّ ماذا يا رَسولَ اللهِ؟" أي: بعدَ بِرِّ الوالدَينِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أنْ يَسلَمَ النَّاسُ مِن لِسانِك"، أي: لا تُؤذِ أحدًا بلِسانِك؛ مِن سَبٍّ، ولَعنٍ، وشَتْمٍ، وخصَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اللِّسانَ؛ لأنَّه يَكثُرُ الخَطأُ به، ويَسهُلُ على الناسِ الإتيانُ به.
وفي الحديثِ: الحَضُّ على الصَّلاةِ في وقْتِها.
وفيه: الحضُّ على بِرِّ الوالدَينِ.
وفيه: فضْلُ ترْكِ إيذاءِ الناسِ باللِّسانِ، فضْلًا أنْ يكونَ الإيذاءُ باليَدِ( ).