الموسوعة الحديثية


- إنَّ النَّاسَ يَصيرونَ يومَ القيامة جُثًا ، كُلُّ أُمَّةٍ تَتبَعُ نَبيَّهَا ، يَقولونَ : يا فلانُ اشفَعْ يا فلانُ اشفَعْ ، حتَّى تَنتَهيَ الشَّفَاعَةُ إلى محمَّدٍ ، فذلكَ يومَ يَبعثُه اللهُ المَقَامَ المحمودَ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 1978 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (4718) باختلاف يسير
رَحْمةُ اللهِ بهذه الأُمَّةِ واسعةٌ، وقد تفضَّل عليها في الدُّنيا والآخِرَةِ، وأعطى نبيَّنا مُحمَّدًا الشَّفاعَةَ وأرضاهُ، وبشَّرنا نبيُّنا بهذه الرَّحَماتِ كما في هذا الحديثِ الذي يقولُ فيه عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "إنَّ النَّاسَ يَصيرون يومَ القيامَةِ جُثًا"، أي: جماعاتٍ، "كُلُّ أُمَّةٍ تَتبَعُ نبيَّها"، أي: الذي أُرسِلَ فيهم، "يَقولون: يا فُلانُ اشفَعْ، يا فُلانُ اشفَعْ" فيَطلبون أنْ يَشفَعَ أحَدٌ مِن الأنبياءِ إلى الله؛ ليرفَعَ البلاءَ عن النَّاسِ، ويَكشِفَ ما هُم فيه مِن الكَربِ، "حتَّى تَنتهِيَ الشَّفاعَةُ إلى محمد" أي: حتَّى تَرجِعَ الشَّفاعةُ في المَوقِفِ إلى النَّبيِّ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فيَشفَعَ للنَّاسِ عامَّةً؛ وذلِك "فذلِك يومُ يَبعَثُه اللهُ المقامَ المحمودَ" في قولِهِ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، فقد أطمَعَ اللهُ نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأعطاهُ الشَّفاعةَ، فأصبَحَ ما أطمَعَه فيه حقيقةً ثابتةً لا يَتخلَّفُ أبدًا، وهو مَقامٌ ومَوقِفٌ يحمَدُه عليه النَّاسُ جميعًا؛ لأنَّ اللهَ يَستجيبُ لشَفاعَتِه.
وقد قيلَ: إنَّ شفاعَتَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على خَمْسِ شفاعاتٍ: الأُولى منها: ما خُصَّ بهِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن إراحَتِه مِن هَوْلِ الموقِفِ، وتَعجيلِ الحسابِ. الثانيَةُ: ما وَرَدَ في دُخولِ قَومٍ الجَنَّةَ بغَيرِ حسابٍ. الثالثَةُ: شفاعتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيمَن وجبَتْ في حقِّه النَّارُ. الرابعَةُ: الشَّفاعةُ فيمَن يدخُلُ النَّارَ مِن المذنِبينَ، فقد جاءتِ الأَحاديثُ بإخراجِهمْ مِن النَّارِ بِشفاعةِ نَبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والملائكةِ وإخوانِهم مِن المؤمِنينَ، ثم يُخرِجُ اللهُ تَعالى كلَّ مَن قالَ: لا إلهَ إلَّا اللهُ. الخامسَةُ: الشَّفاعةُ في زِيادةِ الدَّرَجاتِ لأهلِ الجَنَّةِ.
وفي الحديثِ: بيانُ مكانةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ اللهِ .