الموسوعة الحديثية


- رِضى اللَّهِ في رِضى الوالِدَينِ ، وسَخَطُ اللَّهِ في سَخَطِ الوالدينِ
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : ابن حبان | المصدر : بلوغ المرام | الصفحة أو الرقم : 434 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه الترمذي (1899)، وابن حبان (429)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (7830) واللفظ له.
لم يَتوقَّفِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن مُتابَعَةِ الْوَصايا لأصْحابِه رضِيَ اللهُ عنهم؛ حتى يُوصِلَهم إلى رِضا اللهِ عزَّ وجلَّ ويُبعِدَهم عن سَخَطِه وعِقابِه؛ وليَفوزوا بالدُّنْيا والآخِرَةِ.
وفي هذا الحديثِ بعضُ وَصاياه العَظيمةِ، حيث يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "رِضا اللهِ في رِضا الوالدَيْنِ"، أي: إرضاءُ الوالديْنِ سَبيلٌ لرِضا اللهِ عزَّ وجلَّ؛ فيَعْفو ويَغْفِرُ له؛ وذلك بالإحْسانِ إليهما، والقيامِ بِخْدِمَتِهما، وتَرْكِ عُقُوقِهما، حتى يَرْضَيا عن ابنِهِما، شَريطةَ أنْ تكونَ الطاعَةُ التي يتحصَّلُ بها الابنُ على رِضا الوالدَيْنِ فيما يُرْضي اللهَ عزَّ وجلَّ لا فيما يُسخِطُه؛ لأنَّه لا طاعَةَ لمَخْلوقٍ في مَعْصيَةِ الخالِقِ؛ قال تَعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِه عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 15]، "وسَخَطُ اللهِ في سَخَطِ الوالدَيْنِ" وذلك إذا أساءَ المَرْءُ إلى والدَيْهِ بالقَوْلِ أو الفِعْلِ، وحقُّ الوالدَيْنِ يأتي بعدَ حَقِّ اللهِ عَزَّ وجَلَّ؛ كما قال تَعالَى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14]، وحُصولُ رِضا اللهِ يكونُ بالفوْزِ بالنَّعيمِ المُقيمِ في الجَنَّةِ، والقُربِ من الله الرَّحيمِ الرَّحْمنِ؛ ولذلك يُقدَّمُ رِضاهما على فِعلِ ما يَجِبُ على المرْءِ من فُروضِ الكِفايَةِ.
وهذا من رَحْمةِ اللهِ بالوالدَيْنِ والأَوْلادِ؛ إذ بين الطرفيْنِ ارْتِباطٌ وَثيقٌ، والإِحْسانُ يَبْدَأُ من الوالدَيْنِ، وهو لا يُساويهِ إِحْسانُ أحَدٍ من الخَلْقِ، ومعَ التَّربيةِ وسَدِّ حاجَةِ الأوْلادِ الدِّينيَّةِ والدُّنْيويَّةِ والقيامِ بهذا الحَقِّ المُتأكَّدِ؛ فيَجِبُ على الأبناءِ الوَفاءُ بالحَقِّ، اكتسابًا للثَّوابِ، وتَعْليمًا لذُرِّيَّتِهم أن يُعامِلُوهم بما عامَلوا به والدَيْهم .