الموسوعة الحديثية


- أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله تعالى عليه وآلهِ وسلَّم قسَمَ غنائمَ بدرٍ بالسوِيِّ بعد وقوعِ الخصامِ بين من قاتلَ ومن لم يقاتِلْ ، ونزولِ قولِه تعالى :{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ }
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : التعليقات الرضية | الصفحة أو الرقم : 459/3
| التخريج : أخرجه أبو داود (2737)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11133)، وابن حبان (5093) بمعناه.
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - قضايا حكم فيها النبي صلى الله عليه وسلم تفسير آيات - سورة الأنفال غنائم - التسوية في قسم الغنيمة قرآن - أسباب النزول مغازي - غزوة بدر
|أصول الحديث
تَفضَّلَ اللهُ على هذه الأُمَّةِ بأُمورٍ كثيرةٍ، منها أنَّه سُبحانه أحَلَّ لَها غَنائمَ الـحُروبِ، وقد كانت تُحرَقُ قبْلَ ذلك، وكانت غَزوةُ بَدْرٍ مِن أُولَى الغَزواتِ التي حارَبَ فيها المسلمونَ وغَنِموا مِن الكفَّارِ، وقد بيَّنَ اللهُ كيفيَّةَ تَقسيمِ هذه الغَنائمِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ تعالى عليه وآلِه وسلَّمَ قَسَمَ غنائمَ بَدْرٍ"، وكانت في السَّنةِ الثانيةِ بعدَ الهِجرةِ "بالسَّوِيِّ"، أي: ساوَى بيْن الناسِ في العطاءِ مِن الغَنيمةِ، "بعْدَ وُقوعِ الخِصامِ بيْن مَن قاتَلَ ومَن لـمْ يُقاتِلْ"، أي: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد ساوَى بيْن القوِيِّ والضَّعيفِ الذي شارَكَ في المعركةِ، كما قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "هل تُنْصَرون وتُرْزَقون إلَّا بضُعَفائكم؟"، وهذا أخرَجَه البخاريُّ مِن حديثِ سَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رضِيَ اللهُ عنه. ويَدخُلُ فيه الـجاسوسُ ومَن على صُورتِه الذي ظاهِرُه أنَّه لـمْ يُقاتِلْ، ولكنْ لهُ سَهْمُه كمَن قاتَلَ؛ لـِحديثِ البخاريِّ مِن روايةِ ابنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لعُثمانَ لَمَّا تغَيَّبَ عن بَدرٍ: إنَّ لك أجْرَ رجُلٍ مِمَّن شهِدَ بَدْرًا وسَهْمَه"، وهذا لِـمَن اعتقَدَ في القِتالِ والـحَرِّ أنَّه تَفَوَّق على غَيرِه فيكونُ سَببًا لِطَمَعِه في الغنيمةِ، وإلَّا فمِن الـمُقَرَّرِ أنَّ للرَّاجِلِ سَهْمًا، وللفارسِ سَهمَيْنِ؛ سَهْمًا له، وسَهْمًا لِفَرَسِه.
قال ابنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "ونُزولُ قولِه تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال: 1] "، أي: وكان ذلك سَببًا في نُزولِ تلك الآيةِ، والأنفالُ: الغنائمُ، وسأَلوا عن حُكمِها وكيفيَّةِ تقْسيمِها، فأجابَهم اللهُ تعالى: {قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} ليس لكم فيها شَيءٌ، بل هي للهِ ولرسولِه يَقْسِمُها كيف شاء، {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} بالـمَوَدَّةِ، وتَركِ النِّزاعِ، والتواصُلِ، وعَدَمِ التناحُرِ، ثم نزَلَت {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهَ وَلِلرَّسُولِ} [الأنفال: 41] ، فقسَمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القِسْمَةَ، وقَسَمَ الـخُمسَ في سبيلِ اللهِ، ولليتامى، والمساكينِ، وابنِ السَّبيلِ، وفي عِتقِ الرِّقابِ، وكُلِّ وُجوهِ الخيرِ .
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها