الموسوعة الحديثية


- أنَّ أُمَّ حَبيبةَ بنْتَ جحْشٍ الَّتي كانتْ تحْت عبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ شكَتْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الدَّمَ، فقال لها: امكُثِي قَدْرَ ما كنتِ تحْبِسُكِ حَيضتُكِ ثمَّ اغتَسِلي، قال: فكانت تَغتسِلُ عندَ كلِّ صلاةٍ مِن عندِ نفْسِها.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البيهقي | المصدر : السنن الكبرى للبيهقي | الصفحة أو الرقم : 1/350 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (327) مختصراً بلفظ مقارب، ومسلم (334) بلفظ مقارب
كانتْ نِساءُ الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهنَّ مع حيائِهنَّ يَسألْنَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عمَّا يَحدُثُ لهنَّ مِن مَسائلَ تَتعلَّقُ بالطَّهارةِ مِن الحَيضِ والاستِحاضةِ؛ لتَعلُّمِ أمورِ دِينهنَّ.
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها زَوجُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أنَّ أمَّ حَبيبةَ بنتَ جَحشٍ الَّتي كانت تحت عبْدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ"، أي: كانتْ زوجتَه، وهي حَمْنةُ بنتُ جَحشٍ أختُ زَينبَ بِنتِ جَحشٍ زوجِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "شكَتْ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الدَّمَ"، أي: كَثرةَ نُزولِ الدَّمِ في أيَّامِ الحَيضِ وما يَتعلَّقُ بذلك مِن طَهارةٍ ونَحوِها، فقال لها النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "امْكُثي قَدْرَ ما كنْتِ تَحبِسُك حَيضتُك"، أي: فأمَرَها أنْ تظَلَّ على حَيضِها المُدَّةَ المعروفةَ عندها دونَ صَلاةٍ، كما في رِوايةِ البُخاريِّ: "فدَعِي الصَّلاةَ"، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "ثمَّ اغْتَسلي"، أي: إذا انتهَتْ أيَّامُ العادةِ أو انقطَعَ دَمُ الحَيضِ المُتميِّزُ، فإنَّ ما يكونُ مِن دَمٍ بعدَ تِلك الأيَّامِ فهو دَمُ استحاضةٍ، وفي روايةِ البُخاريِّ: "ثمَّ توضَّئِي لكُلِّ صَلاةٍ، حتَّى يَجِيءَ ذلك الوقتُ"، وذلك بعدَ غَسْلِ الدَّمِ. قال عُروةُ بنُ الزُّبيرِ- رَاوي الحَديثِ-: "فكانتْ تَغتسِلُ عندَ كلِّ صَلاةٍ مِن عندِ نفْسِها"، أي: إنَّ فِعْلَها هذا كان اجتِهادًا منها؛ طلبًا لمَزيدٍ مِن التَّطهُّرِ، وهذا دَليلٌ على وَرعِها وَتحفُّظِها.