- و الذي نَفسي بيدِهِ ! لا تَدْخُلوا الجنةَ حتى تُسْلِمُوا ، ولا تُسْلِمُوا حتى تَحابُّوا ، و أَفْشُوا السلامَ تَحابُّوا ، و إِيَّاكُمْ و البُغْضَةَ ؛ فإنَّها هيَ الحالِقَةُ ، لا أَقُولُ لَكُمْ : تَحْلِقُ الشَّعْرَ ، و لكنْ تَحْلِقُ الدِّينَ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد
الصفحة أو الرقم: 197 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
ثُمَّ وجَّهَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه إلى أعظمِ سَببٍ للتحابِّ، فقال: "وأفْشُوا السَّلامَ تحابُّوا"، أي: أفْشُوه بَينكُم، والمُرادُ نشْرُه والإكثارُ منه؛ فاللهُ عزَّ وجَلَّ جعَلَ إفْشاءَ السَّلامِ سببًا للمَحبَّةِ، وجَعَلَ المحَبَّةَ سببًا لِكَمالِ الإسلامِ والإيمانِ. ثمَّ قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "وإيَّاكم والبِغضةَ"، وهي الكُرهُ والعَداوةُ؛ "فإنَّها هي الحالقةُ، لا أقولُ لكم: تَحلِقُ الشَّعَرَ، ولكنْ تَحلِقُ الدِّينَ"، أي: هي الخَصلةُ الَّتي شأنُها أنْ تُهلِكَ وتَستأصِلَ الدِّينَ كما يَستأصِلُ المُوسى الشَّعرَ.
وفي الحَديثِ: الأمرُ بإفْشاءِ السَّلامِ؛ لِمَا فيهِ مِن نَشْرِ المحبَّةِ والأمانِ بينَ الناسِ.
وفيه: إرْشادُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأُمَّتِه إلى أسبابِ الفَوزِ والنَّجاةِ ودُخولِ الجنَّةِ.