الموسوعة الحديثية


- أنَّها قالت : يا رسولَ اللَّهِ ، لا نسمعُ اللَّهَ ذَكَر النِّساءَ في الهجرةِ بشيءٍ ؟ فأنزلَ اللَّهُ تعالى : فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى إلى آخرِ الآيةِ . وقالتِ الأنصارُ : هيَ أوَّلُ ظعينةٍ قدمَتْ علَينا
خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة إلى صحته]
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير | الصفحة أو الرقم : 1/451
| التخريج : أخرجه الترمذي (3023)، والحاكم (3560) باختلاف يسير، والطبراني (23/280) (609) بنحوه
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة آل عمران جهاد - فضل الهجرة قرآن - أسباب النزول جهاد - الهجرة من دار العدو إلى دار الإسلام
|أصول الحديث

قالت يا رسولَ اللَّهِ لا أسمعُ اللَّهَ ذَكرَ النِّساءَ في الهجرَةِ فأنزلَ اللَّهُ تبارك وتعالى أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3023 | خلاصة حكم المحدث : صحيح [لغيره]

التخريج : أخرجه الترمذي (3023) واللفظ له، والطبراني (23/280) (609) بنحوه، والحاكم (3560) باختلاف يسير


لقد راعى الشَّرعُ الحكيمُ أحوالَ النَّاسِ مِن حيث النَّوعُ والقدرةُ على التَّحمُّلِ، وجعَل التَّكاليفَ أنواعًا؛ فمِنها ما يَشترِكُ فيه الجميعُ ذُكورًا وإناثًا، ومنها تكاليفُ خاصَّةً بكلِّ نوعٍ تتَناسَبُ مع طبيعةِ الخِلْقةِ، ومع ما يُناطُ بكلِّ نوعٍ مِن أعباءِ الحياةِ، دون حَيفٍ أو جَورٍ بأحَدِ النَّوعينِ، ورتَّب الأجرَ على الأعمالِ، والله يتفضَّلُ على مَن يَشاءُ مِن عبادِه.
وفي هذا الحديثِ تَسأَلُ أمُّ سلمةَ رضِيَ اللهُ عَنها النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فتقولُ: "يا رسولَ اللهِ، لا أسمَعُ اللهَ ذكَر النِّساءَ في الهجرةِ"، أي: ما تَكلَّم اللهُ في كتابِه في شأنِ النِّساءِ اللَّاتي هاجَرْن في سبيلِ اللهِ؟ فأنزل اللهُ تبارك وتعالى قولَه: {أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران: 195] ، {أَنِّي لَا أُضِيعُ} أي: لا أُحبِطُ عمَلَكم أيُّها المؤمِنون، بل أُثيبكم عليه، ولا أَمحو ولا أُزيل ثوابَه وأجرَه {عَمَلَ عَامِلٍ}، يريدُ وجهَ اللهِ وثوابَ الآخرةِ، {مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى}، بل الكلُّ مِن الرِّجالِ والنِّساءِ يُجازى ويُكافَأُ بما وعَد اللهُ مِن الثَّوابِ والفضلِ، {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}، أي: لأنَّ الذَّكرَ مِن الأنثى، والأنثى مِن الرَّجلِ، وقيل: أي: مُتعاوِنون في النُّصرةِ وإخوةٌ في الدِّينِ.
وقيل: كلُّكم مِن آدمَ وحوَّاءَ، وقيل: بمعنى بعضُكم كبَعضٍ في الثَّوابِ على الطَّاعةِ، والعِقابِ على المعصيةِ، وقيل: إنَّ الرِّجالَ والنِّساءَ في الطَّاعةِ على شكلٍ واحدٍ.
وفي الحديثِ: بيانُ فضلِ وعدلِ اللهِ سبحانه وتعالى.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها