- لن يُنجِيَ أحدًا منكم عملُه قالوا ولا أنتَ يا رسولَ اللهِ قال ولا أنا إلَّا أن يتغمَّدَني اللهُ منه برحمةٍ فسدِّدوا وقارِبوا واغدُوا وروحُوا وشيءٌ من الدُّلْجَةِ والقصدَ القصدَ تبلُغوا
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 10/359 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح
التخريج : أخرجه البخاري (6463)، وفي ((الأدب المفرد)) (461) واللفظ له، ومسلم (2816)
التخريج : أخرجه البخاري (6463)، ومسلم (2816)
ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "فسَدِّدُوا وقارِبُوا"، أي: اقْصِدُوا الصَّوابَ ولا تُفْرِطُوا فتُجهِدُوا أنفُسَكم في العِبادةِ؛ لئلَّا يُفضيَ بكم ذلك إلى المَلَلِ فتتركوا العملَ فتُفَرِّطُوا. ثمَّ قال: "واغْدُوا ورُوحُوا وشَيءٍ مِن الدُّلْجةِ"، يعني: أنَّ هذه الأوقاتَ الثَّلاثةَ أوقاتُ العملِ والسَّيرِ إلى اللهِ؛ فالغُدْوةُ: أوَّلُ النَّهارِ، والرَّوحةُ: آخِرُه، والدُّلْجَةُ: سيرُ آخرِ اللَّيل، وسيرُ آخرِ اللَّيلِ مَحمودٌ في سِيرِ الدُّنيا بالأبدانِ، وفي سَيرِ القُلُوبِ إلى اللهِ بالأعمالِ، وقال: "وشيءٍ مِن الدُّلْجَةِ"، ولم يقُلْ: والدُّلَجْة؛ تخفيفًا لمشقَّةِ عَمَلِ اللَّيلِ.
ثم قال: "والقَصْدَ القَصْدَ": أي: اقْتَصِدوا في الأمورِ, وتجنَّبوا طَرَفَي الإفراطِ والتَّفريطِ والزَمُوا القَصْدَ, والتَمِسوا الطَّريقَ المستقيمَ, ولا تَنحرِفوا عنه، والمعنى: لا تَستوعِبوا الأوقاتَ كلِّها بالسيرِ، بل اغْتَنِموا أوقاتَ نشاطِكم، وارْحَموا أنفسَكم فيما بينهما لئلا يَنقطِعَ بكم، "تَبْلُغوا" أي: إنَّ التَّوسطَ في الأمورِ كلِّها يُبلِّغُكم غايتَكم وهدفَكم الذي تَنشُدونَه.
في الحديثِ: بيانٌ لعِظَمِ رَحْمةِ اللهِ تعالى بعِبادِه.