الموسوعة الحديثية


- جاء حبرٌ من اليهودِ إلى رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – فقال : إنَّه إذا كان يومُ القيامةِ جعل اللهُ السَّماواتِ على أصبعٍ ، والأرْضين على أصبعٍ ، والجبالَ والشَّجرَ على أصبعٍ ، والماءَ والثَّرَى على أصبعٍ ، والخلائقَ كلَّها على أصبعٍ ، ثمَّ يهزُّهنَّ ثمَّ يقولُ : أنا الملكُ أنا الملكُ ، قال : فلقد رأيتُ رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – ضحِك حتَّى بدت نواجذُه ، تعجُّبًا له ، وتصديقًا له ، ثمَّ قال رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - : { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن خزيمة | المصدر : التوحيد لابن خزيمة | الصفحة أو الرقم : 184/1 | خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (7451)، ومسلم (2786) باختلاف يسير

 جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأحْبَارِ إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّا نَجِدُ: أنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّمَوَاتِ علَى إصْبَعٍ، والأرَضِينَ علَى إصْبَعٍ، والشَّجَرَ علَى إصْبَعٍ، والمَاءَ والثَّرَى علَى إصْبَعٍ، وسَائِرَ الخَلَائِقِ علَى إصْبَعٍ، فيَقولُ: أنَا المَلِكُ، فَضَحِكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الحَبْرِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67].
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4811 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : أخرجه البخاري (4811)، ومسلم (2786)


أنْزَلَ اللهُ سُبحانه وتعالَى القرآنَ حاكِمًا على ما سَبَقَه مِن كُتبٍ وشَرائعَ؛ فشَريعتُه وأحكامُه قاضيةٌ على كلِّ ما سبَقَ مِن شَرائعَ، وقد طالتْ أَيدي التَّحريفِ ما سَبَقَ القرآنَ مِن كتُبٍ سَماويَّةٍ؛ فحرَّفَ اليهودُ التَّوراةَ، وحرَّفَ النَّصارى الإنجيلَ وزادوا التَّوراةَ تَحْريفًا، وواجِبُ المسلِمِ ألَّا يُصدِّقَهم إلَّا فيما جاء تصديقُه في كتابِ اللهِ أو سُنَّةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفي هذا الحَديثِ يَحكي عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ حَبْرًا مِن أحبارِ اليَهودِ -أي: عالِمًا مِن عُلَمائِهِم- جاءَ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَقالَ: «يا مُحَمَّدُ، إنَّا نَجِدُ» أي: في التَّوراةِ «أنَّ اللهَ يَجعَلُ السَّمواتِ عَلى إصبَعٍ، والأرَضينَ» جمعُ أرضٍ «عَلى إصبَعٍ، والشَّجَرَ عَلى إصبَعٍ، والماءَ والثَّرَى» وهو الترابُ النَّدِيُّ «عَلى إصبَعٍ، وَسائِرَ الخَلائِقِ عَلى إصبَعٍ، فَيَقولُ: أنا المَلِكُ»، أي: المُتَفَرِّدُ بِالمُلكِ.
فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَتَّى ظَهَرَتْ أنيابُهُ مِن الضَّحِكِ؛ تَصديقًا وموافقةً لِقَولِ العالِمِ اليهوديِّ، ثُمَّ قَرَأ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67]، أي: ما عَرَفوهُ حَقَّ مَعرِفَتِهِ وما عَظَّموه التعظيمَ اللائِقَ به؛ مِن التزامِ أَمْرِه، واجتنابِ نَهْيِه، وعبادتِه وَحْدَه دونَ أن يُشرِكوا به، ومذهَبُ السَّلَفِ على إثباتِ ما ورد من صفاتٍ للمَولى عزَّ وجَلَّ في الحَديثِ والآيةِ مِن غيرِ تَشبيهٍ ولا تأويلٍ ولا تكييفٍ ولا تعطيلٍ، وإرجاعُ عِلمِ ذلك إلى اللهِ عزَّ وجَلَّ.
وفي الحَديثِ: إثباتُ أنَّ لله أصابِعَ مِن غَيرِ تَكييفٍ وَلا تَمثيلٍ ولا تشبيهٍ.
وفيه: عَظَمةُ قُدرةِ اللهِ سُبحانه وتعالَى.