الموسوعة الحديثية


- سألتُ عبدَ اللهِ بنَ أبي أوفَى صاحبَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : هل أوصَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال : لا ، قلتُ : كيف كتب على النَّاسِ الوصيَّةَ – أو أمر بها – ولم يوصِ ؟ قال : أوصَى بكتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، قال هُزَيلُ بنُ شُرَحبيلٍ : كان أبو بكرٍ يتأمِرُ على وصيَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ودَّ أبو بكرٍ أنَّه وجد عهدًا من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخُزِم أنفُه بخِزامٍ
الراوي : عبدالله بن أبي أوفى | المحدث : أبو نعيم | المصدر : حلية الأولياء | الصفحة أو الرقم : 5/23 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ثابت | التخريج : أخرجه البخاري (2740)، ومسلم (1634)، والترمذي (2119)، وابن ماجه (2696)، وأحمد (19136) واللفظ لهم جميعا.

سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ أبِي أوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عنْهما هلْ كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أوْصَى؟ فَقالَ: لَا، فَقُلتُ: كيفَ كُتِبَ علَى النَّاسِ الوَصِيَّةُ أوْ أُمِرُوا بالوَصِيَّةِ؟ قالَ: أوْصَى بكِتَابِ اللَّهِ.
الراوي : عبدالله بن أبي أوفى | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2740 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : أخرجه مسلم (1634)، والترمذي (2119)، وابن ماجه (2696)، وأحمد (19136) واللفظ لهم جميعا.


في هذا الحديثِ رَدٌّ على مَزاعمِ الشِّيعةِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَوصى لِعليِّ بنِ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه بخِلافتِه؛ فإنَّ عبدَ اللهِ بنَ أَبِي أَوْفَى رَضيَ اللهُ عنه لَمَّا سُئِلَ: هلْ أوصى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأيِّ أمرٍ فيما يَخُصُّ أموالَه مِن بعْدِه أو فيما يَخُصُّ الخِلافةَ مِن بعْدِه؟ فنفَى ذلك؛ لأنَّه لم يَترُكْ ما يَستحِقُّ الوصيَّةُ به مِن الأموالِ، ولأنَّه أوضَحَ في حَديثٍ آخَرَ في الصَّحيحينِ أنَّ ما تَرَكَه يكونُ صَدَقةً، فقيلَ له: إذا كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يُوصِ فكيفَ إذنْ تَفسيرُ قولِ اللهِ تَعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ} [البقرة: 180]؟ فقالَ عبدُ اللهِ بنُ أبي أَوْفى رَضيَ اللهُ عنه: أَوصى بكِتابِ اللهِ، أي: بالتَّمسُّكِ به والعملِ بِمقتضاهُ، واقتَصَرَ على الوصِيَّة بكتابِ اللهِ؛ لِكونِه أعظمَ وأهمَّ؛ ولأنَّ فيه تِبيانَ كُلِّ شيءٍ؛ إمَّا بطَريقِ النَّصِّ، وإمَّا بطَريقِ الاستنباطِ، فإنِ اتبَّعوا ما في الكتابِ عَمِلوا بكلِّ ما أمَرَهُم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ به؛ لِقولِه تعالَى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7].
وقدْ تَعدَّدت النُّصوصُ والمَرْوياتُ وتَنوَّعت بوَصايا رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، منها ما يَتعلَّقُ بأهْلِ بَيتِه، ومنها ما يَتعلَّقُ بحُقوقِ الأنصارِ والمهاجِرين، ومنها ما يَتعلَّقُ بالمسلمينَ جَميعًا، كما في هذا الحديثِ.
تم نسخ الصورة