الموسوعة الحديثية


- قرأَ أبو سعيدٍ الخُدريُّ: وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ قالَ: هذا نبيُّكم صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يوحى إليهِ، وخيارُ أئمَّتِكُم لو أطاعَهُم في كثيرٍ منَ الأمرِ لعنتوا فَكَيفَ بِكُمُ اليومَ
الراوي : أبو نضرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم : 3269 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
كان الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عَنهم يُعلِّمون التَّابعين ما ورِثوه عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن عِلمٍ وسُنَّةٍ ودِينٍ، وكان التَّابعون يَأخُذون مِنهم العِلمَ والدِيَن ويُعلِّمونه لِمَن أتَى بَعدَهم.
وفي هذا الحديثِ يقولُ التَّابعيُّ أبو نَضْرةَ: "قرَأ أبو سعيدٍ الخُدْريُّ رضِيَ اللهُ عنه قولَه تعالى: "{وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} [الحجرات: 7]"، أي: واعْلَموا أيُّها الصَّحابةُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بين أظهُرِكم ومُقيمٌ فيكم فعَظِّموا له قدْرَه، واحْفَظوا له مَكانتَه واتَّبِعوا أوامِرَه؛ فهو أعلَم بحالِكم مِنكم، ورأيُه فيكم أتَمُّ مِن رأيِكم لأنفُسِكم، ولو أطاعَكم واتَّبَع آراءَكم في كثيرٍ مِن الأمورِ ممَّا تَختارونه لتَعِبْتم ولجَهِدتُم وما تحَمَّلْتم، ولوقَعْتُم في الإثمِ والهلاكِ، "قال"، أي: أبو سعيدٍ الخُدريُّ: "هذا نبيُّكم صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُوحَى إليه، وخيارُ أئمَّتِكم لو أطاعَهم في كثيرٍ مِن الأمرِ لعَنِتوا"، أي: قد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم حيًّا، وكان الوحيُ يَنزِلُ عليه غَضًّا طَريًّا، ورغم ذلك لو كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أطاع خِيارَ الصَّحابةِ وصفْوتَهم واتَّبَع آراءَهم في كثيرٍ من الأمورِ لتَعِبوا وجَهِدوا وما تحَمَّلوا؛ "فكيف بِكُم اليومَ؟!"، أي: فكيف لو أُطِعْتُم وأُخِذَ بآرائِكم وتُرِك كِتابُ اللهِ وسُنَّةُ رَسولِه وأنتم لَسْتم كالصَّحابةِ، ولم تَبلُغوا مَنزِلتَهم، والتَّقديرُ: لكان الحالُ أشدَّ تعَبًا ومشقَّةً وجُهدًا وأعظَمَ فَسادًا.
وفي الحديثِ: الأمرُ باتِّباعِ أوامِرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وتوقيرِه وتعظيمِه؛ وذلك إذا كان حيًّا، وبعدَ مَماتِه يَكونُ باتِّباعِ هَدْيِه وسُنَّتِه وما جاء به وتَعظيمِه وعدَمِ تَجاوُزِه.