الموسوعة الحديثية


- استأذنَ جبريلُ عليه السلام على النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم فقال: ادخل فقال: كيف أدخلُ وفي بيتِك سِترٌ فيه تصاويرُ، فإما أن تُقطًعَ رؤوسُها، أو تُجعَلَ بِساطًا يوطأُ، فإنا معشرَ الملائكةِ لا ندخلُ بيتًا فيه تصاويرُ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي | الصفحة أو الرقم : 5380 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
الملائكةُ عِبادٌ للهِ مُكْرَمون، لا يَعصُونَ اللهَ سبحانَه وتعالَى، ولا يُخالِفونَ أمرَه، ولا يحضُرونَ أماكنَ بها مُنكَرٌ حرَّمه اللهُ عزَّ وجلَّ.
في هذا الحديثِ يقولُ أبو هُرَيرةَ رَضِي اللهُ عَنه: "استأذَنَ جِبريلُ عليه السَّلامُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: طلَب الإذنَ بالدُّخولِ عليه في بَيتِه، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ادخُلْ"، فقال جِبريلُ عليه السَّلامُ: "كيف أدخُلُ وفي بيتِكَ سِترٌ فيه تَصاويرُ"، أي: إنَّ تلك التَّصاويرَ الَّتي على السِّترِ سَببٌ في منْعِه مِن الدُّخولِ، والسِّترُ هو ما يُوضَعُ على الحائطِ وغَيرِه، والمرادُ بالتَّصاويرِ: الحيواناتُ والطُّيورُ ونحوُها مِن ذَواتِ الأرواحِ.
فقال جِبريلُ عليه السَّلامُ: "فإمَّا أن تُقطَعَ رُؤوسُها"، أي: تمزَّقَ رُؤوسُ هذه الصُّوَرِ، حتَّى يتغيَّرَ شكلُها وهيئتُها، "أو تُجعَلَ بِساطًا يُوطَأُ"، أي: تَجعَلُها مِثلَ الحصيرِ يُداسُ عليه، والمرادُ مِن ذلك: امتهانُها؛ ثمَّ قال جِبريلُ عليه السَّلامُ مُعلِّلًا ذلك: "فإنَّا معشَرَ الملائكةِ"، والمرادُ بهم: ملائكةُ الرَّحمةِ الَّذين يَنزِلونَ بالبركةِ، ويُستَثْنى منهم الحفَظةُ الَّذين يَكتُبون الحسناتِ والسَّيِّئاتِ، ومَلَكُ الموتِ، "لا ندخُلُ بَيتًا فيه تصاويرُ"، أي: لا نكونُ في بيتٍ يحتوي على تَصاويرَ وتماثيلَ بقِيَتْ على حالِها وشكلِها دونَ أن تُغيَّرَ، وقيل: سَببُ امتناعِهم عن دُخولِ البيتِ الَّذي يحتوي على تصاويرَ وتماثيلَ: كونُ هذه التَّصاويرِ فيها مُضاهاةٌ لخَلْقِ اللهِ تعالى.
وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ الملائكةَ لا تخطو خُطوةً إلَّا في طاعةِ اللهِ سُبحانَه وتعالى .