- أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كانَ إذا جلسَ مجلسًا أو صلَّى تَكلَّمَ بِكلماتٍ فسألتْهُ عائشةُ عنِ الْكلماتِ ؟ فقالَ إن تَكلَّمَ بخيرٍ كانَ طابعًا عليْهنَّ إلى يومِ القيامةِ وإن تَكلَّمَ بغيرِ ذلِكَ كانَ كفَّارةً لَهُ : سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ ، أستغفرُكَ وأتوبُ إليْكَ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 1343 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه مسلم (484) باختلاف يسير.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ عبدُ الله بنُ عمرِو بنِ العاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهما: "كلماتٌ"، أي: دعاءٌ، "لا يَتكلَّمُ بِهنَّ أحَدٌ في مَجْلِسِه"، أي: إذا جَلَسَ في جَماعةٍ، ولم يَكُنْ هذا المَجْلِسُ مَجْلِسَ ذِكْرٍ، "عِنْدَ قيامِه- ثلاثَ مرَّاتٍ-"، أي: يقولُ هذا الدُّعاءَ عَقِبَ الانْتِهاءِ مِنْ مَجْلِسِه وأراد الانصرافَ مِنْه، "إلَّا كَفَّرَ بِهنَّ عَنْه"، أي: كَفَّرَ الله عَنْه ما اقْتَرَفَه مِن ذُنوبٍ في هذا المَجْلِسِ، "ولا يَقولُهُنَّ في مَجْلِسِ خيرٍ ومجلسِ ذِكْرٍ"، أي: وإذا قال هذا الدُّعاءَ عِنْدَ قيامِه مِنْ مَجْلِسِ ذِكْرٍ أو كان فيه خيرٌ، "إلَّا خَتَمَ له بِهنَّ عليه"، أي: على ما كان فيه مِن خيرٍ وحسَناتٍ، "كما يُخْتَمُ بالخاتَمِ على الصَّحيفةِ"، كان هذا الخَتْمُ بمنزلةِ الخاتَمِ الَّذي يُصدَّقُ به على الوَثائقِ تَصديقًا لِما فيها، وإقرارًا بصِحَّتِه.
وهذه الكلماتُ هي: "سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبحَمْدِك، لا إلهَ إلَّا أنتَ، أستغفِرُكَ وأَتوبُ إليكَ"، أي: فيها تنزيهُ اللهِ وتعظيمُه، وحَمْدُه وشُكْرُه، والإقرارُ لَه بالوحدانيَّةِ، ثُمَّ طَلَبُ غُفرانِ الذُّنوبِ منه سُبْحانَه وتَعالى، ثُمَّ التَّبرُّؤُ مِن الذُّنوبِ كُلِّها والتَّوبةُ مِنْها وعدمُ الإصرارِ عليها.
وفي الحَديثِ: الحَثُّ على ذِكْرِ اللهِ في نهايةِ كُلِّ المجالِسِ.