مؤسسة الدرر السنية
  • الرئيسة
  • التعريف بالموقع
    • التعريف بالمؤسسة
    • سجل زوار المؤسسة
    • لماذا الدرر السنية؟
    • أقسام الموقع
    • الدرر السنية في وسائل الإعلام
  • الموسوعات
    • موسوعة التفسير
    • الموسوعة الحديثية
    • الموسوعة العقدية
    • موسوعة الأديان
    • موسوعة الفرق
    • المذاهب الفكرية
    • الموسوعة الفقهية
    • الأحاديث المنتشرة
    • موسوعة الأخلاق
    • الموسوعة التاريخية
  • الصفحات المتجددة
    • مقالات وبحوث
    • نفائس الموسوعات
    • قراءة في كتاب
    • شارك معنا
  • صفحات متنوعة
    • إصداراتنا
    • مداد المشرف
    • تطبيقات الجوال
    • الأرشيف
    • راسلنا
الدرر السنية

المشرف العام/

الشيخ علوي بن عبدالقادر السقاف
لجنة الإشراف العلمي منهج العمل في الموسوعات
لجنة الإشراف العلمي منهج العمل في الموسوعات
شراء كتاب التعريف بالموقع مداد المشرف
لجنة الإشراف العلمي

تقوم اللجنة باعتماد منهجيات الموسوعات وقراءة
بعض مواد الموسوعات للتأكد من تطبيق المنهجية

الشيخ هتلان بن علي الهتلان

قاضي بمحكمة الاستئناف بالدمام

الشيخ أسامة بن حسن الرتوعي

المستشار العلمي بمؤسسة الدرر السنية

الشيخ الدكتور حسن بن علي البار

عضو الهيئة التعليمية بالكلية التقنية

الشيخ الدكتور منصور بن حمد العيدي

الأستاذ بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل

منهج العمل في الموسوعات

موسوعة التفسير

منهج العمل في الموسوعة

اعتمد المنهجية

الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت

أستاذ التفسير بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل

الشيخ الدكتور أحمد سعد الخطيب

أستاذ التفسير بجامعة الأزهر

الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري

أستاذ التفسير بجامعة الملك سعود

الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار

أستاذ التفسير بجامعة الملك سعود

الشيخ الدكتور منصور بن حمد العيدي

أستاذ التفسير بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل

الموسوعة الحديثية

منهج العمل في الموسوعة

الموسوعة العقدية

منهج العمل في الموسوعة

موسوعة الأديان

منهج العمل في الموسوعة

موسوعة الفرق

منهج العمل في الموسوعة

موسوعة المذاهب الفكرية

منهج العمل في الموسوعة

الموسوعة الفقهية

منهج العمل في الموسوعة

تم اعتماد المنهجية من
الجمعية الفقهية السعودية
برئاسة الشيخ الدكتور
سعد بن تركي الخثلان
أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود
عضو هيئة كبار العلماء (سابقاً)

موسوعة الأخلاق

منهج العمل في الموسوعة

الموسوعة التاريخية

منهج العمل في الموسوعة

الموسوعة الحديثية

  1. الرئيسة
  2. الموسوعة الحديثية
  3. شروح الأحاديث

- لَقِينَا المُشْرِكِينَ يَومَئذٍ، وأَجْلَسَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَيْشًا مِنَ الرُّمَاةِ، وأَمَّرَ عليهم عَبْدَ اللَّهِ، وقالَ: لا تَبْرَحُوا، إنْ رَأَيْتُمُونَا ظَهَرْنَا عليهم فلا تَبْرَحُوا، وإنْ رَأَيْتُمُوهُمْ ظَهَرُوا عَلَيْنَا فلا تُعِينُونَا فَلَمَّا لَقِينَا هَرَبُوا حتَّى رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ في الجَبَلِ، رَفَعْنَ عن سُوقِهِنَّ، قدْ بَدَتْ خَلَاخِلُهُنَّ، فأخَذُوا يقولونَ: الغَنِيمَةَ الغَنِيمَةَ، فَقالَ عبدُ اللَّهِ: عَهِدَ إلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ لا تَبْرَحُوا، فأبَوْا، فَلَمَّا أبَوْا صُرِفَ وُجُوهُهُمْ، فَأُصِيبَ سَبْعُونَ قَتِيلًا، وأَشْرَفَ أبو سُفْيَانَ فَقالَ: أفِي القَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ فَقالَ: لا تُجِيبُوهُ فَقالَ: أفِي القَوْمِ ابنُ أبِي قُحَافَةَ؟ قالَ: لا تُجِيبُوهُ فَقالَ: أفِي القَوْمِ ابنُ الخَطَّابِ؟ فَقالَ: إنَّ هَؤُلَاءِ قُتِلُوا، فلوْ كَانُوا أحْيَاءً لَأَجَابُوا، فَلَمْ يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَهُ، فَقالَ: كَذَبْتَ يا عَدُوَّ اللَّهِ، أبْقَى اللَّهُ عَلَيْكَ ما يُخْزِيكَ، قالَ أبو سُفْيَانَ: اعْلُ هُبَلُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أجِيبُوهُ قالوا: ما نَقُولُ؟ قالَ: قُولوا: اللَّهُ أعْلَى وأَجَلُّ قالَ أبو سُفْيَانَ: لَنَا العُزَّى ولَا عُزَّى لَكُمْ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أجِيبُوهُ قالوا: ما نَقُولُ؟ قالَ: قُولوا اللَّهُ مَوْلَانَا، ولَا مَوْلَى لَكُمْ قالَ أبو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بيَومِ بَدْرٍ، والحَرْبُ سِجَالٌ، وتَجِدُونَ مُثْلَةً، لَمْ آمُرْ بهَا ولَمْ تَسُؤْنِي.

الراوي : البراء بن عازب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 4043 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


- لَقِينَا المُشْرِكِينَ يَومَئذٍ، وأَجْلَسَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَيْشًا مِنَ الرُّمَاةِ، وأَمَّرَ عليهم عَبْدَ اللَّهِ، وقالَ: لا تَبْرَحُوا، إنْ رَأَيْتُمُونَا ظَهَرْنَا عليهم فلا تَبْرَحُوا، وإنْ رَأَيْتُمُوهُمْ ظَهَرُوا عَلَيْنَا فلا تُعِينُونَا فَلَمَّا لَقِينَا هَرَبُوا حتَّى رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ في الجَبَلِ، رَفَعْنَ عن سُوقِهِنَّ، قدْ بَدَتْ خَلَاخِلُهُنَّ، فأخَذُوا يقولونَ: الغَنِيمَةَ الغَنِيمَةَ، فَقالَ عبدُ اللَّهِ: عَهِدَ إلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ لا تَبْرَحُوا، فأبَوْا، فَلَمَّا أبَوْا صُرِفَ وُجُوهُهُمْ، فَأُصِيبَ سَبْعُونَ قَتِيلًا، وأَشْرَفَ أبو سُفْيَانَ فَقالَ: أفِي القَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ فَقالَ: لا تُجِيبُوهُ فَقالَ: أفِي القَوْمِ ابنُ أبِي قُحَافَةَ؟ قالَ: لا تُجِيبُوهُ فَقالَ: أفِي القَوْمِ ابنُ الخَطَّابِ؟ فَقالَ: إنَّ هَؤُلَاءِ قُتِلُوا، فلوْ كَانُوا أحْيَاءً لَأَجَابُوا، فَلَمْ يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَهُ، فَقالَ: كَذَبْتَ يا عَدُوَّ اللَّهِ، أبْقَى اللَّهُ عَلَيْكَ ما يُخْزِيكَ، قالَ أبو سُفْيَانَ: اعْلُ هُبَلُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أجِيبُوهُ قالوا: ما نَقُولُ؟ قالَ: قُولوا: اللَّهُ أعْلَى وأَجَلُّ قالَ أبو سُفْيَانَ: لَنَا العُزَّى ولَا عُزَّى لَكُمْ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أجِيبُوهُ قالوا: ما نَقُولُ؟ قالَ: قُولوا اللَّهُ مَوْلَانَا، ولَا مَوْلَى لَكُمْ قالَ أبو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بيَومِ بَدْرٍ، والحَرْبُ سِجَالٌ، وتَجِدُونَ مُثْلَةً، لَمْ آمُرْ بهَا ولَمْ تَسُؤْنِي.. الراوي: البراء بن عازب | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 4043 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

جَعَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى الرَّجَّالَةِ يَومَ أُحُدٍ، وكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا عَبْدَ اللَّهِ بنَ جُبَيْرٍ، فَقالَ: إنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فلا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ، هذا حتَّى أُرْسِلَ إلَيْكُمْ، وإنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا القَوْمَ وأَوْطَأْنَاهُمْ، فلا تَبْرَحُوا حتَّى أُرْسِلَ إلَيْكُمْ، فَهَزَمُوهُمْ، قالَ: فأنَا واللَّهِ رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ، قدْ بَدَتْ خَلَاخِلُهُنَّ وأَسْوُقُهُنَّ، رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ، فَقالَ أَصْحَابُ عبدِ اللَّهِ بنِ جُبَيْرٍ: الغَنِيمَةَ أَيْ قَوْمِ الغَنِيمَةَ، ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ فَما تَنْتَظِرُونَ؟ فَقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ جُبَيْرٍ: أَنَسِيتُمْ ما قالَ لَكُمْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالوا: واللَّهِ لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ، فَلَنُصِيبَنَّ مِنَ الغَنِيمَةِ، فَلَمَّا أَتَوْهُمْ صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ، فأقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ، فَذَاكَ إذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ في أُخْرَاهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، فأصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ، وكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَصْحَابُهُ أَصَابُوا مِنَ المُشْرِكِينَ يَومَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ ومِئَةً، سَبْعِينَ أَسِيرًا وسَبْعِينَ قَتِيلًا، فَقالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَفِي القَوْمِ مُحَمَّدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَنَهَاهُمُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يُجِيبُوهُ، ثُمَّ قالَ: أَفِي القَوْمِ ابنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قالَ: أَفِي القَوْمِ ابنُ الخَطَّابِ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إلى أَصْحَابِهِ فَقالَ: أَمَّا هَؤُلَاءِ، فقَدْ قُتِلُوا، فَما مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ، فَقالَ: كَذَبْتَ واللَّهِ يا عَدُوَّ اللَّهِ، إنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وقدْ بَقِيَ لكَ ما يَسُوءُكَ، قالَ: يَوْمٌ بيَومِ بَدْرٍ، والحَرْبُ سِجَالٌ، إنَّكُمْ سَتَجِدُونَ في القَوْمِ مُثْلَةً، لَمْ آمُرْ بهَا ولَمْ تَسُؤْنِي، ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ: أُعْلُ هُبَلْ، أُعْلُ هُبَلْ، قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَلَا تُجِيبُوا له، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، ما نَقُولُ؟ قالَ: قُولوا: اللَّهُ أَعْلَى وأَجَلُّ، قالَ: إنَّ لَنَا العُزَّى ولَا عُزَّى لَكُمْ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَلَا تُجِيبُوا له؟، قالَ: قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، ما نَقُولُ؟ قالَ: قُولوا اللَّهُ مَوْلَانَا، ولَا مَوْلَى لَكُمْ.
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3039 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

غَزوةُ أُحُدٍ كانتْ في شوَّالٍ من السَّنةِ الثالِثةِ مِن الهِجرةِ، وأُحُدٌ جَبلٌ مِن ِجِبالِ المدينةِ، وكانتْ بينَ قُريشٍ والمُسلمينَ، وفي هذا الحَديثِ: جَعلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الرَّجَّالةِ قبلَ بَدءِ المَعركةِ في تِلكَ الغَزوةِ عبدَ اللهِ بنَ جُبَيرٍ، وكانوا خَمسينَ رَجُلًا، و"الرَّجَّالةُ": هو الذي يُقاتِلُ على رِجلَيْهِ، وقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لهمْ: (إنْ رَأيْتُمونا تخطَّفنا الطَّيرُ فلا تَبرَحوا مَكانَكمْ هذا حتى أُرسِلَ إليْكمْ)، و"الخَطْفُ": استِلابُ الشَّيءِ وأخذُه بِسُرعةٍ، والمرادُ: إنْ رَأيتُمونا قُتِلْنا وأَكلتْ لحومَنا الطيرُ فلا تتركُوا أماكِنَكمْ، ثم قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (وإِنْ رَأيتُمونا هَزَمنا القَومَ وأوْطأْناهُمْ، فلا تَبرحُوا حتى أُرسِلَ إِليكُمْ)، أي: إنَّكمْ لو رَأيتُمونا مشَينا علَيهِم بعدَ أنْ وقَعوا قتلى على الأرضِ، فلا تَترُكوا أماكِنكمْ، وهُو كِنايةٌ عنِ التَّحذيرِ الشَّديدِ في مخالفةِ أَمرِهِ هذَا، وما لِمكانِهمْ منَ الأهمِّيَّةِ البالِغةِ في سَترِ ثَغْرةٍ من الثَّغَراتِ يُمكِنُ للعدُوِّ أنْ ينفُذَ مِنها، فهزَموهُم وانتَصرَ المسلمونَ، حتَّى إنَّ البَراءَ بنَ عازبٍ رضيَ اللهُ عنه يقولُ: (فأَنا وَاللهِ رأيتُ النِّساءَ يَشْتَدِدْنَ، قد بدَتْ خَلاخِلُهنَّ وأَسوُقُهنَّ، رافعاتٍ ثِيابَهنَّ)، ويقصِدُ نساءَ الكُفَّارِ، و"يشْتدِدنَ": يُسرِعنَ في المَشيِ والعَدْوِ، حتى إنَّهمْ من شِدَّةِ سُرعتِهنَّ ظهرَ حُلِيُّ أرجُلِهنَّ وسِيقانُهنَّ لرَفعِهنَّ الثِّيابَ.
ثمَّ إنَّ أصحابَ عبدِ اللهِ بْنِ جُبَيرٍ- وهُم الرَّجَّالةُ الذينَ حذَّرهمُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ألا يُغادِروا مكانَهم الذي أَلزَمَهمْ بهِ- قدِ انتَبهُوا لغَنائِمِ الجَيشِ المُنهَزِمِ يريدونَ أنْ يَأخذوها ويَضمُّوها؛ فذكَّرهُم عبدُ اللهِ بنُ جُبيرٍ رضيَ اللهُ عنه بِكلامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتَحذيرِهِ إيَّاهُ مِن مُغادرةِ المكانِ الذي وَضعَهمْ فيه، فأَصَّروا أنْ يُصيبوا مِنَ الغَنيمةِ ويَبرحوا مكانَهم؛ فلمَّا أَتوا إلى ما توجَّهوا إِليهِ وهيَ الغَنيمةُ؛ صُرِفتْ وجوهُهُمْ، أي: تَحيَّروا فلمْ يدْروا أينَ يتوجَّهونَ، وذلكَ عُقوبةٌ لعِصيانِهمْ قولَ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فأَقْبلوا مُنهزِمينَ؛ فنادَى فيهِمْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهُوَ في آخِرهم أنْ يَرجِعوا ويضُمُّوا إِليهِ؛ فلمْ يبقَ معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غيرُ اثنَي عَشَرَ رجلًا؛ فقَتلَ المُشركونَ من المُسلمينَ على أثرِ تلكَ الفَعلة سَبعينَ رجلًا، وكانَ المُسلِمونَ أصابوا مِن المُشركينَ في غَزوةِ بَدرٍ أَربعينَ ومِئةً، سبعينَ أسيرًا وسبعينَ قتيلًا؛ فقالَ أبو سُفيانَ- وكانَ آنذاكَ مُشرِكًا- يُنادِي ويَسألُ: أَفي القَومِ مُحمَّدٌ؟ ثلاثَ مراتٍ، فنَهى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَهُ أن يُجيبوه، ثمَّ يُنادي أبو سُفيانَ ويَسألُ: أفي القومِ ابنُ أبي قُحافةَ؟ ثلاث مرات. ويقصِدُ أبا بكرٍ رضيَ اللهُ عنه، ثمَّ يُنادي أبو سُفيانَ ويَسألُ: أفي القومِ ابنُ الخَطَّابِ؟ ويقصِدُ عُمرَ رضيَ اللهُ عنه، فرجعَ أبو سُفيانَ إلى أَصحابِهِ فقالَ: أمَّا هؤلاءِ فقد قُتِلوا، ويقصِدُ مَن نادَى علَيهم، وهم: مُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وصاحِباه رضِي اللهُ عنهما، فما مَلكَ عُمرُ نفسَه، فقالَ: كذَبتَ واللهِ يا عدُوَّ الله! إنَّ الذينَ عدَدتَ أَحياءٌ كلُّهمْ، وقدْ بقِيَ لكَ ما يسُؤوكَ، فردَّ أبو سُفيانَ: يومٌ بيومِ بدرٍ، والحربُ سِجالٌ، أي: يومٌ في مُقابَلةِ يومِ بدرٍ، والحربُ دُوَلٌ مرَّةٌ لهؤلاءِ ومرَّةٌ لهؤلاءِ، ثمَّ قالَ أبو سُفيانَ: إنَّكمْ ستَجِدونَ في القومِ مُثْلةً، و"المُثْلَةُ": قَطعُ الأُنوفِ وبَقْرُ البُطونِ ونحوُ ذَلكَ للقَتلى، ثمَّ يُنوِّهُ أبو سُفيانَ على أنَّ تِلكَ المُثلةَ لم يأمُرْ بها؛ لأنَّها تُعدُّ نَقيصةً في أدبِيَّات الحُروبِ، ومعَ ذلكَ يُشيرُ أبو سُفيانَ أنَّهُ لم تَسُؤْهُ تلكَ المُثْلةُ، أي: لَمْ يَكرهْ ما فُعِلَ بالمسلمينَ مِن تَمثيلٍ بالقَتلى، ولكنْ على كلِّ حالٍ فقدْ رضيَ أَبو سُفيانَ تِلكَ المُثلةَ في حقِّ المسلمينَ باعتبارِ أنَّهمْ أعداءٌ له، ثمَّ أخَذَ أبو سُفيانَ يرتَجِزُ، و"الرَّجَزُ": نوعٌ من أَوزانِ الشِّعرِ، ويقولُ: اعْلُ هُبَل، اعْلُ هُبَلُ. و"هُبَلُ": اسمُ صنَمٍ كانَ في الكَعبةِ، والمرادُ: اعْلُ حتى تَصيرَ كالجَبلِ العَالي، فلمَّا سمِعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذلكَ، قالَ لأصحابِهِ: ألا تُجِيبونَهُ؟ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، ما نَقولُ؟ قالَ: قُولوا: اللهُ أَعلى وأَجَلُّ. فقالَ: إنَّ لنا العُزَّى ولا عُزَّى لكُمْ، و"العُزَّى": اسمُ صنمٍ كانَ لقُريشٍ، فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأَصحابِهِ: ألا تُجيبونَهُ؟ قالوا: يا رَسولَ الله، ما نَقولُ؟ قالَ: قُولوا: اللهُ مَوْلانا ولا مَولى لَكمْ، أي: إنَّ اللهَ هُوَ الوليُّ يتوَلَّى المؤمنينَ بالنَّصرِ والإِعانةِ ويخذُلُ الكافرينَ.
وفي هذا الحديثِ: بيانُ عاقِبةِ مُخالفَةِ أوامرِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حيثُ تُسبِّبُ للإنسانِ الهزيمةَ والخُسرانَ.
وفيه: بيانُ أنَّ المسلمَ إذا عصَى اللهَ ورسولَه فقدِ استوَى مِن جِهةٍ مع غيرِ المسلمِ، فإذا كان نزالٌ بينهم فالغلبةُ لِمَن أخَذَ بأسبابِ الدُّنيا من كثرةِ العددِ والسَّلاحِ والعتادِ..

شرح الحديث

  • أسماء الفائزين - المسابقة الشهرية ربيع الآخر 1441هـ ...
  • خدمة إظهار وإخفاء التشكيل ...
  • الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح - قراءة وتعريف
  • سفير الدرر... بلغ ولو آية
  • الموسوعة التاريخية المطورة ...
  1. خدمة API للموسوعة الحديثية
  2. نافذة البحث فى الموسوعة الحديثية
  3. الأرشيف
  4. راسلنا

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدرر السنية 1441 هــ