الموسوعة الحديثية


- [عن ابن عباس قال:] فَقُمْتُ فَدَخَلْتُ علَى عَائِشَةَ، فَحَدَّثْتُهَا بما قالَ ابنُ عُمَرَ، فَقالَتْ: لَا، وَاللَّهِ ما قالَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَطُّ: إنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ ببُكَاءِ أَحَدٍ، وَلَكِنَّهُ قالَ: إنَّ الكَافِرَ يَزِيدُهُ اللَّهُ ببُكَاءِ أَهْلِهِ عَذَابًا. وإنَّ اللَّهَ لَهو {أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النجم: 43]، {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [فاطر: 18]. [وفي رواية]: لَمَّا بَلَغَ عَائِشَةَ قَوْلُ عُمَرَ وَابْنِ عُمَرَ، قالَتْ: إنَّكُمْ لَتُحَدِّثُونِّي عن غيرِ كَاذِبَيْنِ، وَلَا مُكَذَّبَيْنِ، وَلَكِنَّ السَّمْعَ يُخْطِئُ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 929 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
في هذا الحَديثِ يَقولُ ابنُ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عنهما: دَخلتُ على عائشَةَ، فحَدَّثتُها بما قالَ ابنُ عُمرَ، أي: إنَّه سَمِعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَقولُ: «إنَّ المَيِّتَ لَيُعذَّبُ بِبُكاءِ أَهلِه»، فَقالتْ: ما قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قطْ: «إنَّ المَيِّتَ يُعذَّبُ ببُكاءِ أَحدٍ»! ولَكنَّه قالَ: «إنَّ الكافِرَ يَزيدُه اللهُ بِبُكاءِ أَهلِه عَذابًا»، أي: يُعذَّبُ بِبُكاءِ أَهلِه عَليه، وإن شِئْتُم فاقْرَؤوا، وإنَّ اللهَ لَهوَ {أَضْحَكَ وأَبْكَى} [النجم: 43]، أي: إنَّ بُكاءَ الإِنسانِ وضَحِكَه وحُزنَه وسُرورَه مِنَ اللهِ، {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [النجم: 38]، أي: أنَّ كلَّ نَفسٍ يَومَ القيامَةِ لا تَحمِلُ إِلَّا وِزرَها الَّذي اقتَرَفتْه.
وفي رِوايةٍ: «فلَمَّا بَلغَ عائشَةَ قَولُ عُمرَ وابنِ عُمرَ قالَتْ: إنَّكُم لَتُحدِّثوني عَن غَيرِ كاذِبَينِ وَلا مُكذَّبَينِ، ولَكنَّ السَّمعَ يُخطِئُ»، أي: إنَّ هذا مِمَّا أَخطأَ فيهِ سَمعُهُما، وقَد ذَهبَ بَعضُ العُلماءِ أنَّ المَقصودَ بِتَعذيبِ المَيِّتِ بِبُكاءِ الحَيِّ إذا كانَ البُكاءُ مِن سُنَّةِ الميِّتِ واختيارِهِ.