الموسوعة الحديثية


- كانَ أصْحَابُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَنَامُونَ ثُمَّ يُصَلُّونَ ولَا يَتَوَضَّؤُونَ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 376 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الوُضوءُ شَرطٌ لصِحَّةِ الصَّلاةِ، فلا تُقبَلُ صَلاةٌ بغيرِ وُضوءٍ، ولذلك بيَّنَ الشَّرعُ أُمورَ الحَدثِ والحالاتِ التي تَنقُضُ الوُضوءَ، وكانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعلِّمُ أُمَّتَه ما يَجِبُ عليهم وما لا يَجِبُ، وهذا الحديثُ يُشيرُ إلى مَشروعيَّةِ نَومِ الرَّجُلِ قبلَ الصَّلاةِ مُتوضِّئًا، وفيه يَقولُ أنَسُ بنُ مَالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه: «كانَ أصحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنامُونَ، ثُمَّ يُصَلُّونَ ولا يَتَوضَّؤُونَ»، أي: أنَّهم كانوا يَفعلُون هذا الشَّيءَ بِحُضورِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا يُنكِرُ عليهم ذلك، وفي روايةٍ لأبي داودَ: «حتَّى تَخْفِقَ رُؤوسُهم»، أي: تَميلَ منَ النُّعاسِ والنَّومِ وهُم في حالةِ الانتِظارِ، وقولُه: «ثُمَّ يُصَلُّونَ ولا يَتوضَّؤُونَ» فيه زيادةُ تَأكيدٍ على عدَمِ التَّوضُّؤِ في هذه الحالةِ؛ فكأنَّ هذه الحالةَ لازِمَةٌ لهُم، وهذا نَوعٌ مِنَ البَلاغةِ، وبابٌ مِنَ الفَصاحةِ، وعدمُ وُضوئهم؛ لِتَمكُّنِهم في الجُلوسِ ووَعيِهم بما حولَهم، ولأنَّهم لم يَناموا نومًا عَميقًا يَنقُضُ الوُضوءَ، وإلا فإنَّ النَّومَ الثَّقيلَ الذي يَغيبُ معه العقلُ ناقِضٌ للوُضوءِ.