الموسوعة الحديثية


- أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو يَلْعَبُ مع الغِلْمانِ، فأخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عن قَلْبِهِ، فاسْتَخْرَجَ القَلْبَ، فاسْتَخْرَجَ منه عَلَقَةً، فقالَ: هذا حَظُّ الشَّيْطانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ في طَسْتٍ مِن ذَهَبٍ بماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ، ثُمَّ أعادَهُ في مَكانِهِ، وجاءَ الغِلْمانُ يَسْعَوْنَ إلى أُمِّهِ، يَعْنِي ظِئْرَهُ، فقالوا: إنَّ مُحَمَّدًا قدْ قُتِلَ، فاسْتَقْبَلُوهُ وهو مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ، قالَ أنَسٌ: وقدْ كُنْتُ أرَى أثَرَ ذلكَ المِخْيَطِ في صَدْرِهِ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 162
| التخريج : أخرجه أحمد (12506) بلفظه، وأبو يعلى (3374)، وابن حبان (6336) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: طب - الاستشفاء بماء زمزم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخبار النبي قبل بعثته فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - حادثة شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي ملائكة - أعمال الملائكة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
لَقد كَرَّمَ اللهُ تَعالى نَبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَبلَ النُّبوَّةِ بجَميلِ الخِصالِ والأخلاقِ الحَميدةِ، وطَهَّرَ قَلبَه مِن رِجزِ الشَّيطانِ وما قد يَكونُ للشَّيطانِ مِن تَأثيرٍ عليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومِن ذلك أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمَّا كانَ صَغيرًا كانَ يَلعَبُ مَعَ الغِلمانِ فأتاه جِبريلُ عليه السَّلامُ، فأخَذَه فصَرَعَه، أي: أمسَكَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقَلَبَه وطَرَحَه على الأرضِ، ثُمَّ شَقَّ جِبريلُ عَن قَلبِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَتَّى فتَحَه، فاستَخرَجَ القَلبَ، أي: أخرَجَ القَلبَ مِن صَدرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثُمَّ استَخرَجَ مِنَ القَلبِ عَلَقةً، أي: قِطعةَ دَمٍ جامِدٍ، ثُمَّ قال له جِبريلُ: هذا حَظُّ الشَّيطانِ مِنكَ، أي: نَصيبُ الشَّيطانِ مِنكَ بحَيثُ يُسَلَّطُ عليكَ. وهذه العَلَقةُ المُنتَزَعةُ عَنه هيَ القابِلةُ للوسواسِ والمُحَرِّكةُ للشَّهَواتِ، فأُزيلَ ذلك عَنه، وبِذلك أُعينَ على شَيطانِه حَتَّى سَلِمَ مِنه، ثُمَّ غَسَلَه، أي: غَسَلَ جِبريلُ قَلبَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في طَستٍ، أي: إناءٍ مِن ذَهَبٍ، بماءِ زَمزَمَ، أي: نَقَّى القَلبَ وغَسَلَه بماءِ زَمزَمَ المُبارَكِ حَتَّى لا يَبقى لَها أثَرٌ في القَلبِ جُملةً، ثُمَّ لَأَمَه، أي: جَمَعَه وألزَقَه، وضَمَّ بَعضَه إلى بَعضٍ حَتَّى التَأمَ، ثُمَّ أعادَه في مَكانِه، أي: أعادَ القَلبَ إلى مَكانِه في صَدرِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. ولَمَّا رَأى الغِلمانُ هذا المَوقِفَ وما حَصَلَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذَهَبوا يَسعَونَ مُسرِعينَ إلى أُمِّه يَعني ظِئرَه، أي: مُرضِعَتَه حَليمةَ السَّعديَّةِ، فقد كانَ ذلك المَوقِفُ عِندَما كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صَغيرًا يَتَرَبَّى في باديةِ بَني سَعدٍ، فقال الغِلمانُ لأُمِّه حَليمةَ: إنَّ مُحَمَّدًا قد قُتِلَ، أي: لكَونِهِم رَأوا رَجُلًا لا يَعرِفونَه قد شَقَّ صَدرَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأخرَجَ مِنه القَلبَ، فبَينَما هُم كذلك إذ جاءَهُمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستَقبَلَه الغِلمانُ، أي: استَقبَلوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو مُنتَقِعُ اللَّونِ، أي: مُتَغَيِّرٌ لَونُه مِمَّا حَصَلَ له مِن حادِثةِ شَقِّ الصَّدرِ. يَقولُ أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه وهو خادِمُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وقد كُنتُ أرى أثَرَ ذلك المِخيَطِ -وهو ما يُخاطُ به، وهو الخَيطُ والإبرةُ- في صَدرِه، أي: أنَّه كانَ يَرى أثَرَ الإبرةِ في صَدرِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ دَلالةً على بَقاءِ ذلك في صَدرِه بَعدَما كَبِرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.وفي الحَديثِ إثباتُ حادِثةِ شَقِّ صَدرِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو صَغيرٌ.وفيه عِنايةُ اللهِ تَعالى بنَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَبلَ النُّبوَّةِ وتَطهيرُه لَهُ.وفيه تَطهيرُ جَسَدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنَ السُّوءِ.وفيه مُعجِزةٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.وفيه مَشروعيَّةُ نَظَرِ الرَّجُلِ إلى صَدرِ الرَّجُلِ [3] ينظر: شرح النووي على مسلم (2/216-217) ، إكمال المعلم (1/506-507) ، المفهم لما أشكل من كتاب مسلم (1/382) ..
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها