الموسوعة الحديثية


- لا تقومُ الساعةُ حتى تُبعَثَ ريحٌ حمراءُ من قِبَلِ اليمنِ ، فيكفِتُ بها اللهُ كلَّ نفسٍ تؤمنُ بالله واليومِ الآخرِ ، وما ينكرُها الناسُ من قِلَّةِ مَن يموتُ فيها ، مات شيخٌ في بني فلانٍ ، وماتت عجوزٌ في بني فلانٍ . ويَسرى على كتابِ اللهِ ، فيُرفَعُ إلى السماءِ فلا يَبقى في الأرض منه آيةٌ . وتَقِيءُ الأرضُ أفلاذَ كَبِدِها من الذَّهبِ والفِضَّةِ ، ولا يُنتَفَعُ بها بعد ذلك اليومِ ، فيَمُرُّ بها الرجلُ فيضربُها برجلِه ويقول : في هذه كان يَقتَتِلُ [ مَن كان ] قبلَنا ، وأصبحَتِ اليومَ لا يُنتَفَعُ بها
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الموارد | الصفحة أو الرقم : 1603
| التخريج : أخرجه ابن حبان (6853) واللفظ له، وأخرجه ابن أبي شيبة كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (8/144)، وأبو يعلى كما في ((المطالب العالية)) لابن حجر (4/499) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - إخبار النبي ما سيكون إلى يوم القيامة أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها أشراط الساعة - الريح التي تقبض نفس كل مؤمن أشراط الساعة - ذهاب القرآن
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
مِن أركانِ الإيمانِ الإيمانُ باليَومِ الآخِرِ، وذلك يَتَضَمَّنُ الإيمانَ بما يَكونُ في ذلك اليَومِ مِنَ الأهوالِ والأحوالِ التي فيها يَتَغَيَّرُ مَعالمُ هذا الكَونِ، وإنَّ مِنَ الأُمورِ المُتَعَلِّقةِ باليَومِ الآخِرِ الإيمانَ بأشراطِ السَّاعةِ، أي: عَلاماتِ يَومِ القيامةِ، فإنَّ السَّاعةَ لا تَقومُ حَتَّى تَظهَرَ عَلاماتٌ بَيَّنَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومِن تلك العَلاماتِ ما جاءَ في هذا الحَديثِ: لا تقومُ السَّاعةُ حَتَّى تُبعَثَ ريحٌ حَمراءُ، أي: شَديدةٌ احمَرَّ لَها السَّحابُ، مِن قِبَلِ اليَمَنِ، أي مِن ناحيةِ اليَمَنِ، فيَكفِتُ بها اللَّهُ، أي: يُميتُ اللهُ بها كُلَّ نَفسٍ تُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ. وما يُنكِرُها النَّاسُ مِن قِلَّةِ مَن يَموتُ فيها، أي: أنَّ النَّاسَ لا يَهتَمُّونَ لأمرِ هذه الرِّيحِ ولا يُنكِرونَها؛ فإنَّ مَن يَموتُ فيها همُ المُؤمِنونَ فقَط؛ لكَثرةِ أهلِ الشَّرِّ، حَتَّى إنَّهم يَقولونَ: ماتَ شَيخٌ في بَني فُلانٍ، وماتَت عَجوزٌ في بَني فُلانٍ، أي: أنَّ مَن ماتَ بهذه الرِّيحِ قَليلٌ مَعدودونَ. ويُسرى، أي: يُذهَبُ في اللَّيلِ، على كِتابِ اللهِ، وهو القُرآنُ، فيُرفعُ إلى السَّماءِ فلا يَبقى في الأرضِ مِنه آيةٌ! أي: أنَّ القُرآنَ يُرفَعُ مِنَ المَصاحِفِ ويُرفَعُ مِن صُدورِ الرِّجالِ! وتَقيءُ، أي: تُخرِجُ الأرضُ أفلاذَ -جَمعُ فِلَذٍ، والفِلَذُ: جَمعُ فِلْذةٍ، وهيَ القِطعةُ المَقطوعةُ طولًا- كَبِدِها مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ. والمَعنى: أنَّ الأرضَ تُخرِجُ كُنوزَها المَدفونةَ فيها وتَطرَحُها على ظَهرِها، ولا يُنتَفَعُ بها بَعدَ ذلك اليَومِ! أي: لا أحَدَ يَنتَفِعُ بالذَّهَبِ والفِضَّةِ عِندَ قيامِ السَّاعةِ، فيَمُرُّ بها، أي: الذَّهَبِ والفِضَّةِ، الرَّجُلُ فيَضرِبُها برِجلِه! ويَقولُ: في هذه كان يَقتَتِلُ مَن كان قَبْلَنا، وأصبَحَتِ اليَومَ لا يُنتَفَعُ بها! أي: أنَّ النَّاسَ بسَبَبِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ ومِن أجْلِهما كانوا يَقتَتِلونَ، وأمَّا الآنَ فأصبَحَت لا أحَدَ يَنتَفِعُ بها، دَلالةً على حَقارةِ ما كانوا يَقتَتِلونَ مِن أجلِه. وهذه العَلاماتُ مِن آخِرِ عَلاماتِ السَّاعةِ، وذلك بَعدَ طُلوعِ الشَّمسِ مِن مَغرِبِها، وظُهورِ الدَّابَّةِ ووَسْمِها المُؤمِنَ والكافِرَ بعَلامةٍ للتَّمييزِ بَينَهما.
وفي الحَديثِ بَيانُ بَعضِ أشراطِ السَّاعةِ .
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها