الموسوعة الحديثية


- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وجدتُ عامةَ علمِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عندَ هذا الحيِّ مِنَ الأنصارِ، إنْ كُنْتُ لأقيلُ عندَ بابِ أحدِهمْ، ولَوْ شِئتُ أنْ يؤذنَ لي عليهِ لأُذِنَ، ولكنْ أبتغي بذلكَ طيبَ نفسِهِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
الراوي : أبو سلمة بن عبد الرحمن | المحدث : الألباني | المصدر : العلم لأبي خيثمة | الصفحة أو الرقم : 133
| التخريج : أخرجه الفسوي في ((المعرفة والتاريخ)) (1/ 540)، والبيهقي في ((المدخل)) (1771)، والخطيب البغدادي في ((الجامع لأخلاق الراوي)) (216) جميعهم بلفظه.
التصنيف الموضوعي: علم - أدب طالب العلم علم - الحث على طلب العلم علم - فضل من تعلم وعلم غيره ونشر العلم مناقب وفضائل - فضائل الأنصار مناقب وفضائل - عبد الله بن عباس
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
طَلَبُ العِلمِ شَرَفٌ عَظيمٌ ومَقامٌ رَفيعٌ في الدُّنيا والآخِرةِ، ولا دَرَجةَ بَعدَ النُّبوةِ أفضَلُ مِن دَرَجةِ العِلمِ، وقد جاءَتِ النُّصوصُ مِنَ الكِتابِ والسُّنَّةِ في الحَثِّ على طَلَبِ العِلمِ وبَيانِ فَضلِ طالِبِ العِلمِ، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11] ، ولَم يَأمُرِ اللهُ تعالى نَبيَّه بطَلَبِ الزِّيادةِ مِن شَيءٍ إلَّا مِنَ العِلمِ؛ وذلك لأهَمِّيَّتِه ومَكانتِه، فقال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114] ؛ ولهذه النُّصوصِ -وغَيرُها كَثيرٌ- فقد أقبَلَ الصَّحابةُ على طَلَبِ العِلمِ وتَعَلُّمِه مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فكانوا يَحضُرونَ مَجالسَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويَستَمِعونَ له، ومَن كان غائِبًا فإنَّه يَسألُ مَن حَضَر، وهَكَذا حَتَّى توفِّيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثُمَّ بَعدَ مَوتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أقبَل الصَّحابةُ -ولا سيَّما صِغارِهم- ومَن لَم يُدرِكْ مِن حَياةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا قليلًا، أقبَلوا على طَلَبِ العِلمِ عِندَ كِبارِ الصَّحابةِ الَّذينَ جالَسوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكان مِن أولَئِكَ الصَّحابةِ الصَّحابيُّ الجَليلُ عَبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما؛ فقد أقبَلَ على العِلمِ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد دَعا له أن يُفقِّهَه اللهُ في الدِّينِ، فنالَ رَضيَ اللهُ عنه حظًّا كبيرًا مِنَ العِلمِ؛ وذلك بسَبَبِ إقبالِه على تَعَلُّمِ العِلمِ عِندَ أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكان يَتَأدَّبُ بأدَبِ طالِبِ العِلمِ مَعَ مَن يَأخُذُ مِنه العِلمَ، ومِن ذلك أنَّه قال: وجَدتُ عامَّةَ عِلمِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أي: غالِبَ عِلمِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، عِندَ هذا الحَيِّ مِنَ الأنصارِ، أي: الصَّحابةِ الذينَ كانوا في المَدينةِ، إن كُنتُ لأُقيلُ، أي: يَنتَظِرُ عِندَ بابِ أحَدِهم، والقَيلولةُ: هيَ الاستِراحةُ نِصفَ النَّهارِ، وإن لَم يَكُنْ مَعَها نَومٌ، ولَو شِئتُ أن يُؤذَنَ لي عليه لأُذِنَ، أي: أن يُؤذَنَ في الدُّخولِ؛ وذلك لمَكانتِه ومَنزِلَتِه وقَرابَتِه مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولَكِنَّه لَم يَكُنْ يَفعَلُ ذلك، وإنَّما يَنتَظِرُ حَتَّى يَقومَ ويَخرُجَ ذلك الصَّحابيُّ مِن مَنزِلِه، وبَيَّنَ سَبَبَ ذلك أنَّه يَبتَغي، أي: يَطلُبُ بذلك الفِعلِ، طِيبَ نَفسِه، أي: بحَيثُ يَكونُ ذلك الصَّحابيُّ طَيِّبَ النَّفسِ مُنشَرِحًا مُنبَسِطًا للتَّحديثِ والتَّعليمِ، وقد جاءَ في رِوايةٍ أُخرى أنَّ ابنَ عَبَّاسٍ كان يَأتي الرَّجُلَ مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُريدُ أن يَسألَه عَنِ الحَديثِ، فيُقالُ له: إنَّه نائِمٌ، فيَضطَجِعُ على البابِ، فيُقالُ له: ألَا نوقِظُه؟ فيَقولُ: لا. ولهذا إذا وجَدَ الطَّالِبُ العالمَ نائِمًا، فلا يَنبَغي له أن يَستَأذِنَ عليه، بَل يَجلِسُ ويَنتَظِرُ استيقاظَه، أو يَنصَرِفُ إن شاءَ.
وفي الحَديثِ فَضلُ ابنِ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما.
وفيه حِرصُ ابنِ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما على طَلَبِ العِلمِ.
وفيه تَوقيرُ العالِمِ.
وفيه الصَّبرُ في طَلَبِ العِلمِ .
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها