الموسوعة الحديثية


- إنِّي عندَ اللَّهِ لمَكتوبٌ خاتمِ النَّبيِّينَ وإنَّ آدمَ لمنجَدلٌ في طينتِهِ سأنبئِّكُم بأوَّلِ أمري دعوةُ أبي إبراهيمَ وبُشرى عيسى ورُؤيا أمِّيَ رأَت حينَ ولدَتني كأنها خرجَ منها نورٌ أضاءَتْ لَه قصورُ الشَّامِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : العرباض بن سارية | المحدث : ابن تيمية | المصدر : الرد على البكري | الصفحة أو الرقم : 61
| التخريج : أخرجه أحمد (17163)، وابن حبان (6404)، والطبراني (18/252) (629) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: خلق - خلق آدم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خاتم الأنبياء فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صفة النبي وأمته في كتب أهل الكتاب فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - علامات النبوة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - ميلاد النبي
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
بَعثَ اللهُ تَعالى الأنبياءَ والرُّسُلَ لدَعوةِ النَّاسِ لتَوحيدِ اللهِ تَعالى وتَرْكِ عِبادةِ الأصنامِ والأوثانِ، فقال تَعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36] ، فبَلَّغَ رُسُلُ اللهِ تَعالى ما أُمِرُوا به، وكان أعظَمَهم بَلاغًا ونُصحًا لأُمَّتِه نَبيُّنا مُحَمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم،  وقد خَصَّ اللهُ تعالى نَبيَّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بخَصائِصَ لَيسَت لغَيرِه مِنَ الأنبياءِ، وفي هذا الحَديثِ يُبَيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شيئًا مِن ذلك فيَقولُ: إنِّي عِندَ اللهِ لمَكتوبٌ خاتَمَ النَّبيِّينَ وإنَّ آدَمَ لمُنجَدِلٌ، أي: مُلقًى على الجَدَالةِ، وهيَ الأرضُ الصُّلبةُ، في طينَتِه! وهيَ قِطعةٌ مِنَ الطِّينِ أي: خِلقَتِه، والمَعنى: كُنتُ خاتَمَ الأنبياءِ في الحالِ التي آدَمُ مَطروحٌ على الأرضِ حاصِلٌ في أثناءِ الخَلقِ، لَمَّا يُفرَغْ مِن تَصويرِه وإجراءِ الرُّوحِ فيه! سأُنبِّئُكُم، أي: سَأُخبرُكُم بأوَّلِ أمري، أي: بأوَّلِ ما ظَهَرَ مِن نُبوَّتي ومَبعَثي في الدُّنيا: دَعوةُ أبي إبراهيمَ، أي: أنَّ اللَّهَ تعالى بَعَثَني للنَّاسِ استِجابةً لدُعاءِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ؛ حَيثُ قال إبراهيمُ عِندَما انتَهى مِن بناءِ الكَعبةِ {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 129] . وبُشرى عيسى، أي: أنَّ عيسى عليه السَّلامُ قد بَشَّرَ بي؛ فالنَّبيُّ مَوجودٌ صِفتُه في الكُتُبِ السَّابقةِ، وأنَّه سيُبعَثُ في آخِرِ الزَّمانِ، كما قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6] ، ورُؤيا أُمِّي، رَأت حينَ ولَدَتْني كَأنَّها خَرَجَ مِنها نورٌ أضاءَت له قُصورُ الشَّامِ. والقَصرُ: هو بَيتٌ رَفيعٌ، وذلك أنَّ أُمَّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم آمِنةَ بِنتَ وهبٍ حينَ وَلدَتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَأت أثناءَ وِلادَتِها -وهيَ رُؤيةٌ بالعَينِ في اليَقَظةِ- كَأنَّ نورًا خَرَجَ مِنها أضاءَ قُصورَ الشَّامِ! وقد كان هذا النُّورُ الذي ظَهَرَ وقتَ وِلادَتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قدِ اشتَهَرَ في قُرَيشٍ وكَثُرَ ذِكرُه فيهم. وذلك النُّورُ عِبارةٌ عَن نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإشارةٌ إلى ما فتَحَ اللهُ عليه مِن تلك البلادِ واهتِداءِ أهلِها وزَوالِ ظُلمةِ الشِّركِ مِنها.
وفي الحَديثِ بَيانُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خاتَمُ النَّبيِّينَ.
وفيه بَيانُ أنَّ فضلَ نَبيِّنا على بَقيَّةِ الأنبياءِ سابقٌ في الأزَلِ.
وفيه استِجابةُ اللَّهِ لدَعوةِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ في بَعثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفيه تَبشيرُ عيسى عليه السَّلامُ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفيه مُعجِزةٌ مِن مُعجِزاتِه بفتحِ بلادِ الشَّامِ .
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها