الموسوعة الحديثية


- عن أبي سُميَّةَ قالَ : اختَلفنا في الورودِ بالبَصرةِ ، فقالَ قومٌ : لا يدخلُها مؤمِنٌ ، وقالَ آخَرونَ : يدخلونَها جميعًا ، ثمَّ نُنَجِّي الَّذينَ اتَّقَوا ، ونذرُ الظَّالمينَ فيها جِثيًّا ، فلقيتُ جابرَ بنَ عبدِ اللَّهِ فسألتُهُ فقالَ : يدخلونَها جميعًا ، فقلتُ : إنَّا اختَلفنا فذَكَرَ اختلافَهُم قالَ : فأَهْوى جابرٌ بإصبعِهِ إلى أذنِهِ فقالَ : صَمَّتْ إن لم أَكُن سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : الوُرودُ : الدُّخولُ لا يبقى برٌّ ولا فاجرٌ إلَّا دخلَها ، فتَكونُ علَى المؤمنينَ بردًا وسلامًا كما كانَت على إبراهيمَ عليهِ السَّلامُ حتَّى إنَّ النار - أو قالَ لجَهَنَّمَ - ضَجيجًا من بَردِهِم ، ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البيهقي | المصدر : شعب الإيمان | الصفحة أو الرقم : 1/282
| التخريج : أخرجه أحمد (14520)، وعبد بن حميد (1104)، والثعلبي في ((تفسيره)) (6/ 225) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة مريم علم - اتقاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والتثبت فيه قيامة - الصراط علم - التثبت في الحديث قيامة - أهوال يوم القيامة
|أصول الحديث
في هذا الحَديثِ يَرْوي التَّابِعيُّ أبو سُميَّةَ أنَّهم اخْتَلَفوا في مَعْنى الوُرودِ على النَّارِ يوْمَ القيامةِ وفي الآخِرةِ، الواردِ في قولِه تعالَى:{وَإِنْمِنْكُمْإِلَّاوَارِدُهَاكَانَعَلَىرَبِّكَحَتْمًامَقْضِيًّا} [مريم: 71] ، وكانوا حينَئذٍ بالبَصْرةِ، وهي مَدينةٌ عِراقيَّةٌ؛ فقال قوْمٌ: لا يَدخُلُ النَّارَ مؤمِنٌ، وقال آخَرونَ: يَدخُلُ النَّارَ جَميعُ النَّاسِ، ثمَّ يُنجِّي اللهُ الَّذين اتَّقَوْا، ويَترُكُ الظَّالِمينَ فيها جِثيًّا، ثمَّ الْتَقى أبو سُميَّةَ معَ الصَّحابيِّ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما؛ فسَأله عن مَعنى الوُرودِ، وهلْ يَدخُلُ جَميعُ النَّاسِ النَّارَ أوْ لا؟ وذكَر اخْتِلافَ النَّاسِ في ذلك، فأشارَ جابرٌ بإصْبَعِه إلى أُذنِه فقال: «صُمَّت» أُذُني، «إنْ لم أكُنْ سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: الوُرودُ: الدُّخولُ؛ لا يَبْقى بَرٌّ ولا فاجرٌ إلَّا دخَلَها»، فأثبَتَ أنَّ كلَّ النَّاسِ يَدخُلونَ النَّارَ في أوَّلِ الأمرِ، «فتكونُ النَّارُ على المؤمِنينَ بَرْدًا وسَلامًا»، فلا تُصيبُهم بأذًى كما كانت على إبْراهيمَ عليه السَّلامُ لمَّا قذَفَه النُّمْروذُ في النَّارِ، حتَّى إنَّ لجَهنَّمَ «ضَجيجًا مِن بَرْدِهم»، وهذا يدُلُّ على شِدَّةِ البُرودةِ الَّتي تَكونُ في جهَنَّمَ، ومع ذلك لا تُؤذي -بقُدرةِ اللهِ- المؤمِنينَ الَّذين دَخَلوها، ثمَّ يَخْرُجون منها بأعْمالِهم، كما قال تعالَى:{ثُمَّنُنَجِّيالَّذِينَاتَّقَوْاوَنَذَرُالظَّالِمِينَفِيهَاجِثِيًّا} [مريم: 72] .
وهذا نصٌّ صَريحٌ في أنَّ المُرادَ بالوُرودِ الدُّخولُ، وهو حُجَّةٌ للقائلينَ بذلك، ولكنْ قدِ اختُلِفَ في المُرادِ بمَعنى الدُّخولِ؛ فقيلَ: هو المُرورُ على الصِّراطِ، وقيلَ: هو الدُّنوُّ منَ النَّارِ، وقيلَ: الإشْرافُ عليها.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها